إسلامها وزواجها: هي: سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حل بن عامر بن لؤي، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، قال أبو عمر: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد موت خديجة وقبل العقد على عائشة.
ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة، وكانت قبل ذلك تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو من بني
عامر بن لؤي (1) وقال ابن سعد: أسلم زوجها السكران بن عمرو.
وخرجا جميعا " مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية.
وقدم السكران بن عمرو مكة من أرض الحبشة ومعه إمرأته سودة بنت زمعة، فتوفي عنها بمكة، فلما حلت أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطبها.
فقالت: أمري إليك يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مري رجلا " من قومك يزوجك، فأمرت حاطب بن عمرو.
فزوجها فكانت أول إمرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد خديجة (2).
وروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قالا: جاءت خولة بنت حكيم السلمية إمرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، فقال: أجل، كانت أم العيال وربة البيت، قالت: أفلا أخطب عليك ؟ قال: بلى فإنكن معشر النساء أرفق بذلك.
فخطبت عليه سودة بنت زمعة (1).
مناقبها: روى أبو عمر في الإستيعاب: أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أود أن أحشر في زمرة أزواجك.
وإني قد وهبت يومي لعائشة.
وإني لا أريد ما تريد النساء (2).
عن صالح مولى التؤمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: حج رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنسائه عام حجة الوداع ثم قال: هذه الحجة ثم ظهور الحصر.
قال أبو هريرة: وكان كل نساء النبي صلى الله عليه وسلم، يحججن إلا سودة بنت زمعة.
وزينب بنت جحش، قالتا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وفي رواية: كانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبدا " (4) وروي عن ابن سيرين: قالت سودة: حججت وإعتمرت فأنا أقر في بيتي.
كما أمرني الله عز وجل (5).
روي عن محمد بن عمر ابن الخطاب بعث إلى سودة بنت زمعة بغرارة من دراهم.
فقالت: ما هذه ؟ قالوا: دراهم.
قالت: في الغرارة مثل التمر.
يا جارية بلغيني القنع: قال.
ففرقتها (1).
وفاتها: وقال أبو عمر: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب.
وقيل: توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية (2).