حرب السنوات العشر
مثلت الأساطير الإغريقية مجالاً رحباً للمبدعين في كافة المجالات من سينما وموسيقى وأوبرا وفن تشكيلي، ومن أبرز تلك الأساطير الملهمة التي تمزج بين الخيال والواقع أسطورة حرب طروادة أو حصان طروادة وبطلتها ((هيلين)) التي سجلها "هوميروس" في ملحمته الرائعة "الإلياذة" وجسدتها عدة أفلام سينمائية كبيرة، وهي تمثل بحق أغنية حب وصرخة حرب.
بدأت قصة هذه الحرب الشهيرة التي امتزجت فيها الأسطورة بالواقع عندما وقعت ((هيلين)) الفاتنة زوجة الملك العظيم(( منيلاس)) ملك إسبرطة القوية، في حب "باريس" نجيل ((بريام)) ملك طروادة التي كانت تنافس أسبرطة في الجاه والنفوذ. وحينما نفذت سهام كيوبيد بين الاثنين أثناء زيارة باريس لإسبرطة مبعوثاً من والده تبلورت خطة اختطاف ((هيلين)) واصطحابها إلى طروادة، وقد ذهبت معه مختارة طائعة بعد أن ربط الحب بين قلبيهما.
ولم يقف الزوج المطعون الملك ((منيلاس)) ساكنا إزاء الإهانة البالغة التي لحقت به وبشعبه وبلاده، فحشد جيشاً عظيماً زحف به إلى طروادة عازما على دك حصونها ورد الزوجة المخطوفة أو الهاربة، وقد تحالف معه في ذلك ملوك اليونان الذين عز عليهم ما حدث لصديقهم.
وزحف الجيش العرمرم بقيادة ((أجامنون)) ملك "أرجوس" والقائد العسكري العظيم وشقيق ((منيلاس)) ملك أسبرطة الجريح في كرامته. ووصل الجيش إلى سواحل طروادة وهاجم أسوارها وحصونها العتيدة. واشتبك في معركة هائلة مع جيش أسبرطة عظيم العدد والعدة تحت قيادة ((هيكتور)) بن ((بريام)) شقيق الخاطف "باريس". ونشبت بين الفريقين مذابح رهيبة ونزال شرس واستمرت المعارك الطاحنة بدون توقف لمدة عشر سنوات دون حسم لصالح أي من الجانبين.. حتي توصلوا لفكرة الحصان العملاق الشهير فتركوة علي اسوار طروادة واختبأوا وحين خرج الطرواديين لجمع غنائم الاسبرطيين شاهدوا الحصان العملاق وتوقفوا طويلاً أمام هذا الحصان الخشبي الضخم متسائلين عن أوجه الاستفادة به. ثم قرروا مؤخرا الاحتفاظ به في مملكتهم كدليل ورمز على اندحار وهزيمة جيش أسبرطة أمامهم. وبالتالي أدخلوا الحصان إلى مدينتهم وأخذوا يحتفلون بانتصارهم وقضوا ليلتهم سعداء وناموا هانئين ولم يدركوا الخطر فمن يريد ان يعرف فليقرأ الجزء السابع من الميثولوجيا الاغريقية.
فــــــــهـــــــــــد