الدراسة الوصفية تهتم بمكانة المراهقين من المؤسسات الاجتماعية . تتعرض هذه الدراسة لمشكلات المكانة والدور بالنسبة الى المراهق , ومن اهم انطلاقاتها التأكيد على ان ليس للمراهق مكانة خاصة, فأن المراهق لم يعد طفلا ومكانته من الاسرة لم تعد مكانة الطفل الذي يخضع لاتكالية الاهل والكبار وسيطرتهم , ولكن في الوقت نفسه , لم يصبح راشدا لانه لا يعطى له امكانية تحمل مسؤوليات الراشد , فتصبح المراهقة واقعة بين الحالين : حال الطفولة وحال الرشد , ولا يغدو المراهق ذلك الطفل الذي كان ولا هو بالرجل الذي سوف يكون , وبمعنى اعم : ليس له مكانة خاصة .
هناك من يعتبر ان المجتمع قد لحظ للمراهق مكانة هي مكانته كطالب في المرحلة الثانوية . ولكن هذه المكانة لا يمكن اعتبارها مكانة حقيقية , لانها غير ثابتة , وليست شكلا من اشكال المكانات المستقرة في النظم الاجتماعية , انما يمكن النظر اليها كواسطة او مكانة انتقالية , تهئ للمكانة اللاحقة التي سيحتلها الكائن في المستقبل .
فهذه المكانة الغامضة بين الطفولة واالرشد هي من الاسباب الرئيسية في صراعات المراهق , والنظرة الوصفية – الاجتماعية تنطلق من دراسة هذه الصراعات والمآزم في المراهقة , واعتبارها مشكلة في كل معنى الكلمة , في محاولة لتفسيرها بعواملها المختلفة.
وهامشية المراهقين هي من المشكلات التي تنتج عن مكانتهم الغامضة هذه , ان هذه الهامشية تزداد في العالم يوما بعد يوم , على الرغم من الجهود المبذولة لتحديد سياسة للمراهقين وللشباب , وفي الواقع انه ابتداء من الستينات حاولت بعض المجتمعات والمنظمات العالمية ان تفهم , بشكل افضل وان تستجيب للمشكلات الخاصة بالشبيبة , ولكن يمكننا القول ان هذه الاهتمامات جاءت مجزأة , وبعدها الاجتماعي اهمل لصالح البعد الاقتصادي , ولا شك ان المراهقين الشباب يؤلفون المجموعة الاكثر عرضة من غيرها من الطبقات الاجتماعية , وترى الدراسات الحديثة ان المشكلات الاساسية , التي تهم المراهقين والشباب اليوم في المجتمعات المختلفة تتعلق بالانماء والعمل والعائلة والحضارة . فانخراط المراهقين والشباب في عملية الانماء لم تكن كافية , ومشكلات البطالة وسوء العمل زادت خطورة , وعلاقات الشباب بأهلهم اصبحت علاقات واهية , كما ان عملية التنشئة الاجتماعية فقط على نقطة سلسلة القيم والاتجاهات والادوار المعروفة بواسطة العائلة . ان نظام القيم وصور السلطة , حلت محلها افكار واتجاهات لم تؤلف حتى الآن نظاما مرجعيا متماسكا .
منقول
لذلك وتعميما يمكن القول , ان هامشية المراهقين والشباب اليوم تطرح مشكلة التخلف الاقتصادي والتخلف الاجتماعي ايضا : فالشباب المهمش هو شباب فقير وغير منخرط كليا في المدنية الحديثة , وغير مستوعب على الصعيد الحضاري , وهو منعزل جغرافيا , ومنبوذ ومتروك على هامش المجتمع .
وهذه الدراسات تبين اضافة الى ذلك , ان الشباب , هم في وضعية اقتصادية لا يحسدون عليها . فأكثرهم يحملون غالبا عقود عمل مؤقتة , ولا يستشارون في امور العمل الذي يقومون به , والترتيبات القائمة على القدم في العمل تحد كثيرا من مشاركتهم . وعلى الرغم من الاصلاحات العديدة في مجال الدراسة والتعليم عامة , فانه ما زال هناك هوة تفصل مابين التعليم التقليدي وسوق العمل.[center]