"عمرو خالد هو سبب تخلف المسلمين

حوار:حسام الدين محمد


الشيخ يوسف البدري

اسمه مقترن دائما بقضية رفعها ضد فيلم أو شاعر أو كاتب، حتى أن البعض حسِب أن هذه هي مهمته الأساسية في الحياة، رغم أنه عضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

مؤخراً كسب قضية ضد الشاعر "أحمد عبد المعطي حجازي" كادت تدفع الأخير إلى بيع أثاث منزله حتى يدفع له التعويض الذي أقرّته المحكمة قبل أن يطعن في الحكم، ورغم أنه مؤسس "فرقة يوسف البدري" المسرحية إلا أنه يُحرم التمثيل كما أنه لم يشاهد التليفزيون منذ 15 عاما!...

(بص وطل) اخترقت العالم السري لحياة الشيخ "يوسف البدري" الذي درّس لأبناء "السادات" والذي اشتهر بأنه رجل القضايا في مصر، وكان لنا معه هذا الحوار الذي تثير إجاباته الكثيرَ من علامات الاستفهام والتعجب..

ما هي تفاصيل القضية التي كسبتها ضد الشاعر "أحمد عبد المعطي حجازي"؟
القضية بدأت منذ عام 2002 عندما نشر الكاتب "مكرم محمد أحمد" كتابه (الفصل بين الدين والسياسة صعب والخلط أصعب)، فقام "عبد المعطي حجازي" بالتعليق على الكتاب في عدّة مقالات في مجلة روز اليوسف وفي مقال له بتاريخ 14 ديسمبر 2002 تناولني فيه بعدة صفات.. منها أنه قام بتشبيهي بدولة الحشاشين، وقال إننى مثل حزب شاس الإسرائيلي، وإنني إرهابي، وفي الأساس أنا لا أقرأ الصحف ما عدا الأهرام، ووقتها اتصل بي صديق وقال لي اقرأ ما كتبه عنك "حجازي"، وبعدما قرأت المقالة رفعت ضده قضية سب وقذف، ورغم أن "رجائي عطية" وهو من أعظم محاميّ مصر ترافع عنه إلا أنني كسبت القضية، وبتعويض 20 ألف جنيه.

ماذا كنت تعرف عن الشاعر "أحمد عبد المعطي حجازي" قبل هذه القضية؟
أعرفه منذ عام 1956 حينما كنت طالباً، وكان قادما إلى مصر يبحث عن فرصة للظهور. كنت وأصدقائي نقرأ شعره ونتندر به، وكنا نسمى شعره (حلمنتيشي) بمعنى أنه شعر لا معنى له..!

هل أنت مستعد للتصالح مع "حجازي"؟
بشرط أن يدفع اللي عليه، والحقيقة أنه غير مستعد للتصالح، فلو أراد هذا لطلب من المحكمة -فور علمه بالقضية- ذلك الصلح، كما أنه يقول إنه لا يهمه "يوسف البدري" بل تهمه مصر.

متى تتوقف عن ملاحقة الناس بالقضايا؟
عندما أموت أو ينتهي المنكر!

وماذا ستفعل بالـ20 ألف جنيه إذا دفعها لك "حجازي"؟
أنا لا أحب أن أجيب على هذه الأسئلة، فهي علاقة خاصة بيني وبين الله.

لكنك ذكرت في قضيتك التي رفعتها ضد "وحيد حامد" بسبب فيلم (طيور الظلام) أنك ستنفق المليون جنيه -التي طالبت بها تعويضا- في سبيل الله..؟
نعم أنا قلت إني سأمنحها للأزهر –مثلا- لينفقها.. ولكن طالما نحن قادرون على إنفاقها في سبيل الله، فما الداعي لأن أمنحها للأزهر.

ما رؤيتك للداعية "عمرو خالد"؟
"عمرو خالد" هو السبب في تخلف المسلمين وهو أيضا السبب في كل ما يظهر من دعاوى باطلة؛ فنتيجة لعدم تحدّثه باللغة العربية الفصحى جعل القرآن غريبا عن آذان الناس وكذلك فإن أخطاءه الفقهية والتاريخية فظيعة، منها ما قاله عن أن النبي قابل امرأة أجنبية وبسط لها فراشه، وجلس يتكلم معها؛ لأنها كانت صاحبة السيدة "خديجة"، فـ"عمرو خالد" ليس متخصصا، ويكفي أن إسرائيل أخذت حلقته عن القدس وطبعت منها ملايين النسخ وترجمتها للغات كثيرة، ولهذا فإن تعرض "عمرو خالد" للدعوة باطل وهو بهذا قد أغرى السُّذج والبسطاء وأقول له: "اترك الدعوة واتق الله".


شارحا

ما رؤيتك للأحزاب السياسية؟
هذه أحزاب الشيطان!

تقول هذا رغم أنك مؤسس حزب الصحوة الإسلامية؟
بالفعل أنا قد أسست حزب الصحوة الإسلامية عام 1987 لكنه كان منهجَ عمل وليس حزبا.

وهل تشاهد أفلاما سينمائية؟
يا ولدي، التمثيل حرام.. حرام.. حرام.. وعلى العاملين في هذا المجال أن يبحثوا عن أي مهنة أخرى؛ لأن الرسول نهى عن التمثيل!

وما دليلك على ذلك؟
رسول الله أهدر دم رجل اسمه "الحكم"؛ لأنه كان يقلد حركات ومشي الرسول بطريقة ساخرة، كما أن التمثيل فيه سخرية من أصحاب العاهات وفيه العديد من المخالفات الشرعية من عقد زواج وطلاق على الممثلة، فكيف يتم ذلك أصلا وهي متزوجة وكيف يمثل في الفيلم أنها زوجته أو أمه ويحضنها ويُقبِّلها، فهذا كله من الألف للياء مخالفات شرعية!

حسب كلامك يكون التأليف حرام؟
بالتأكيد، فحتى القصص باطلة فـ"نجيب محفوظ" مثلا يشبّه نفسه بالله؛ فيرسم لأناس أقداراً، ويضع لهم تاريخ ميلاد ومجال دراسة، ويحدد النجاح والفشل لكل منهم والنهاية بالموت أو الحياة، فهم يؤلفون ذلك كما في اللوح المحفوظ، ثم ينفذون ذلك بالتمثيل ويعزلون هذه المجموعة عن دنيا الله كما لو كانت لهم مصائر مختلفة!


متوعدا

أنت تقول هذا عن التمثيل مع أنك أسّست فرقة مسرحية؟
أنا بالفعل قمت بتأسيس "فرقة البدري" المسرحية، ولكني لم أكن أعلم أن التمثيل يحتوي على كل هذه المخالفات الشرعية، فقمت بحل هذه الفرقة.

وهل تشاهد التلفزيون؟
لا أشاهده منذ 15 عاما، وكنت أشاهد الأخبار، لكني الآن قاطعتها وأكتفي فقط بشراء الجرائد.

هناك اعتراض لدى عدد كبير من السعوديين على قيادة المرأة للسيارة.. فهل أهل بيتك يَقُدنَ السيارة؟
طالما كانت السيدة منتقبة ولا تظهر الفتنة فلا شيء في ذلك فزوجتي تقود السيارة، وكذلك ابنتي تذهب إلى الجامعة بالسيارة حتى لا تختلط بالناس في الأوتوبيس أو المترو!

وكيف كانت قصة زواجك؟
أنا تأخرت في الزواج بسبب كرهي للسلوكيات الخاطئة للمرأة في حقب ماضية، فقد عاصرت حقبة نزع الحجاب، وحينما كنت أستاذا بإحدى مدارس مصر الجديدة رأيت تلميذة لي كانت منطوية ولا تُكلِّم أحدا حتى أثناء إلقائي للدرس.. كنت أقول نكتة فكانت الوحيدة من تلميذات الفصل التي لا تضحك، وكانت ترتدي الزي المحتشم، فقمت بمعرفة عنوانها وذهبت لأخطبها من أبيها فرفض بسبب فارق السن بيني وبينها، حيث كنت أكبرها بـ16عاما، وبعدها سافرت للعمل بالجزائر وتزوجت فرنسية اسمها "لوسيان" ثم تركتها بعد أن ارتدّت عن الإسلام! كما أنني كنت مشغولا بالتلميذة وعدت وتقدمت لوالدها مرتين ورفض، ولكن في المرة الثالثة كنتُ مدرسا لأبناء الرئيس "السادات" وتقدمت للخطبة ووافق أبوها وتزوجتها عام 1974، وزوجتي داعية إسلامية لها عدّة مؤلفات منها (مهلا يا صاحبة القوارير)، وقد ساعدتني في مؤلفاتي كثيرا.


محذرا

ألا تخشى من كثرة ما ترفعه من قضايا ضد الناس أن يقولوا عليك.. راجل بتاع قضايا!
أولا: أود أن أوضح أن ما أرفعه من قضايا ليس حبا فيها إنما من أجل تغيير المنكر وكل القضايا التي رفعتها –وهي ليست كثيرة- لما في المجتمع من فساد، وأنا أعمل بقوله (صلى الله عليه وسلم): "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده".. وأنا أستخدم حقي القانوني؛ فأرفع القضية للقاضي وله ما يرى ولا أرى عيبا في هذا، وأنا أتساءل كيف لا نعاب عندما نرفع قضية لاسترداد طابا، ونعاب عندما نرفع قضية ضد "نصر حامد أبو زيد" الذي سب وأهان الإسلام!

ما مصادر دخلك؟
مصدر أموالي معروف منذ إقرار الذمة المالية الذي قدّمته لمجلس الشعب أثناء عضويتي به، فقد ورثت عن والدي أموالا كثيرة، وقد عملت مُحاضِرا في معاهد الدعوة وسافرت إلى أمريكا وكنت أتقاضى 3 آلاف دولار شهريا، وسافرت إلى البحر الكاريبي وباكستان، وهناك شغلت منصب رئيس قسم اللغة العربية، بالإضافة إلى إشرافي على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه بالسعودية عام 2002، والآن مصدر دخلي من ريع كل هذه الأموال بعد أن وضعتها ببنك إسلامي.