زوج سوزان تميم ؟
أبدى بطل رياضة الكيك بوكسنك، البريطاني العراقي الأصل، رياض العزاوي، تفاؤله من سير محاكمة المتهمين بقتل زوجته سوزان تميم و التي بدأت في القاهرة أول من أمس.
وقال العزاوي: «لقد تفاءلت عندما سمعت القاضي رئيس المحكمة يقول إنه لا احد فوق القانون، وهذا طمأنني جدا بأن المحاكمة سوف تسير بطريقها الصحيح»، مشيرا إلى أن «القضاء المصري معروف بنزاهته وشفافيته وعدالته».
وأضاف العزاوي قائلا «يوجد في المحكمة فريق من المحامين ممثلين عني وهم يحملون وثائق دامغة تدين هشام طلعت، وهذه الوثائق تتضمن تقارير من الشرطة البريطانية اشتكت فيها سوزان تميم وأنا وقتها من تهديدات طلعت وملاحقته لها، كما تتضمن الوثائق تسجيلات بصوت طلعت وهو يهدد سوزان تميم بالقتل، وفي إحدى هذه التسجيلات يهددها بقتلها ذبحا تماما مثلما قتلت في شقتنا بدبي».
وفي تعليقه على إعلان طلعت عن براءته، قال العزاوي «سنرى كيف انه بريء عندما تستمع المحكمة لتهديداته الصوتية ولتقارير الشرطة البريطانية»، منوها الى ان «الأدلة التي قدمتها شرطة دبي حول قيام السكري بقتل زوجتي دامغة وتدينه تماما».
وقال العزاوي «إن هشام طلعت كان صديقا لوالد سوزان، ومن ثم هو صديق العائلة، وكان قد تقدم للزواج منها لكنها رفضته، وعندما لم يتحمل (هشام) فكرة رفضه من قبل سوزان، راح يهددها ويضغط عليها من أجل أن توافق على الزواج منه، وبسبب هذه الضغوط هربت من القاهرة إلى لندن لمعرفتها أن القوانين هنا ستحميها، وبالفعل، فخلال وجودها في العاصمة البريطانية لم تتعرض لأية مشكلة سوى التهديدات التي كانت تصلنا من هشام طلعت مصطفى».
وزعم العزاوي أن«هشام طلعت كان قد عرض عليَّ أولا مبلغ ثلاثة ملايين دولار لتسليمه سوزان وإقناعها بالعودة إليه، قلت له إن مبادئي لا تسمح لي أن أخون من لجأ إليَّ، حتى لو دفعت لي أموال الدنيا، وقد وسَّط أشخاصا عديدين لإقناعي بالعدول عن رأيي، وعندما لم ينفع معي هذا الأسلوب بدأ بالتهديد والوعيد، وبالفعل كنا نشعر (أنا وسوزان) باستمرار أن هناك من يتبعنا ويراقبنا ويتجسس على خطواتنا، حتى أنني فوجئت يوما بشخص يتعقبنا ويلتقط لنا صورا بواسطة هاتفه (الموبايل) وقد أبلغتُ الشرطة البريطانية بذلك وبجميع التهديدات التي وصلتنا، وقد نصحها محاميها بأن تضع حماية شخصية لها، لكنها رفضت وقالت لن أعيش حبيسة الحراس الشخصيين».
من جانبه هاجم المحامي فريد الديب، رئيس فريق الدفاع عن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى ـ الذي بدأت محاكمته أول من أمس لاتهامه بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ـ كلا من عادل معتوق ورياض العزاوي اللذين يقولان إنهما زوجا القتيلة.
وقال الديب: هناك من استثمر جسد القتيلة في حياتها، وهم يهرولون الآن نحو الاستفادة منها بعد وفاتها، مضيفا أن من بين المستفيدين من مقتل سوزان تميم، رياض العزاوي.
واستغرب تقديم العزاوي أوراقا لوسائل الإعلام يقول عنها إنها تثبت زواجه من القتيلة، مشيرا إلى أن الأيام ستثبت الكثير من الحقائق.
ودعا الديب كلا من معتوق وعزاوي إلى تقديم ما في جعبتيهما من أدلة يقولان عنها إنها تثبت تورط موكله هشام، مقللا في الوقت نفسه مما سوف يقدمانه.
وحول قيام عادل معتوق بإرسال محام عنه لإثبات أن تميم كانت زوجته حتى يوم مقتلها، قال العزاوي «لقد ظهرت تميم بنفسها عام 2005 في برنامج «ساعة بقرب الحبيب» الذي بثته فضائية (L B C) اللبنانية وقالت بالحرف الواحد إن معتوق كان مدير أعمالي وقد أساء إلي ودمر حياتي، وقد فسخت العقد معه وأعطيته كامل حقوقه، وهو لم يكن زوجي في يوم من الايام»، مشيرا الى ان «زوجتي كانت قد تركت عندي وثائق قانونية تثبت ان معتوق لم يكن زوجها في يوم من الأيام، وقد أرسلت هذه الوثائق مع فريق المحامين الى القاهرة».
وأضاف بطل العالم في رياضة الكيك بوكسينك قائلا «أنا زوج سوزان تميم، وأنا المتضرر الوحيد لأنني فقدت حلم حياتي وحبيبة عمري، وعندي الوثائق الرسمية التي تؤكد اني زوجها، وأنا لا أريد أي شيء سوى ان ينال القتلة قصاصهم العادل». ومضى العزاوي قائلا«لا يهمني أي شيء سوى أن تأخذ العدالة مجراها، وقد قلت للمحامين الذين غادروا الى القاهرة أن يركزوا فقط على الوثائق التي معهم من اجل إثبات الحقيقة، ولا يهمني أمر آخر».
وعندما سألناه عما يعنيه بالأمر الآخر، قال«هناك اليوم من يبحث عن أمور الميراث والمال ونسي موضوع القتل والقتلة. ما يهمني هو أن ينال القتلة جزاءهم بما يرضي الله تعالى، وكلي ثقة بعدالة القضاء المصري».
من جهته أكد الديب أن لديه أوراقا حاسمة لم يحن الوقت لنشرها وتقديمها للمحاكمة، لكنه أكد أن عادل معتوق ليس زوج سوزان، مشيرا إلى أن ما يعرف بمحكمة النقض في لبنان أكدت بطلان عقد الزواج، بعدما ثبت انه تزوجها في أشهر العدة.
ومن جانبه هاجم دفاع عادل معتوق، العزاوي، وقالوا إنه ليس زوجها، وقال طلعت السادات، رئيس الدفاع عن معتوق، إن العزاوي ليس زوجها، مؤكدا أن المحكمة رفضت تدخل دفاعه في القضية وأنهم اكتفوا بالحضور فقط لمشاهدة الجلسة.
واتهم السادات هشام طلعت مصطفى بدفعه للعزاوي للدخول في القضية لإضعاف موقف موكله، خصوصا بعد علم أن السادات اتخذ من هذه القضية نقطة انطلاق لمحاربة الفساد. وأكد السادات أن معتوق لا يزال زوج تميم رغم محاولات البعض لقول غير ذلك، رافضا في الوقت نفسه الكلام بأنه سيستفيد من مبالغ التعويض في حال إدانة هشام طلعت مصطفى.
وكان رئيس مكتب الإمارات للمحاماة، الدكتور خالد كدفور المهيري، قال في معرض الرد على ما قاله العزاوي من أن عقد زواجه بـ«تميم» مصدق عليه من الخارجية البريطانية، إنه في ما يتعلق بـ«ما جاء على لسان رياض العزاوي من أنه كان زوج سوزان تميم، فإننا نود أن نطلع على تلك المستندات التي يدعي بها أنه زوج المغدورة (سوزان تميم)، كما يجب مراجعة الخارجية البريطانية للتأكد من صحة الأختام».
وأضاف الدكتور كدفور المهيري: «أما عن عقد الإيجار فإنه مستند عرفي لا يمكن الاعتداد به، وبالتالي لا يصبح ذا قيمة في الإثبات». وتابع محامي معتوق قائلاً: «أما ادعاء محامي رياض العزاوي من أن مستندات موكلنا مزورة وغير رسمية فهو قول مرسل لا دليل عليه وبالتالي لا يجوز الاعتداد به ويصبح هو والعدم سواء».
ومن ناحية أخرى استغرب الديب طلب دفاع معتوق استخراج خطاب من الضرائب العقارية بأسماء ملاك وحدات سكنية بعمارتي «الفورسيزونز» بالقاهرة والإسكندرية وباستخراج صورة رسمية لما قال إنه عقد تمليك سوزان تميم لشقة «الفورسيزونز» بالقاهرة، وشقة أخرى بمشروع «مدينتي» السكني شمال العاصمة المصرية.
وتساءل: ماذا سيستفيدون من «استخراج شهادة من وزارة الإسكان المصرية عن مساحة الأرض الخاصة بمشروع «مدينتي» الذي يقع شمال القاهرة، وسعر المتر في المشروع، وما تم سداده من قيمته؟».
وقال الديب «إنها محاولة لاستخدام القضية في أهداف سياسية أخرى»، متسائلا: ماذا سيفيدهم من تلك المعلومات وشهادة بحسابات أموال هشام طلعت مصطفى ببنوك سويسرا.
وكان النائب العام قد قال في بيان إن التحقيقات التي أجريت في مصر كشفت أن مصطفى دفع للسكري مليوني دولار لقتل سوزان تميم التي تبلغ من العمر 30 عاما والتي تردد أنها قطعت علاقة كانت تربطها برجل الأعمال المصري.
ودافع عن طلبات الدفاع الخاصة بمعرفة معلومات يقول عنها دفاع هشام إنها لا تخدم مسار القضية، وقالإنه لا يمكن فصل الجانب المدني عن الجانب الجنائي في القضية، مشيرا إلى أن اقتناع المحكمة بطلباتنا دفعها للموافقة على جميع الطلبات. وقال إن السر في تلك القضية هو المال وهو الدافع وراء الجريمة، وتساءل عن سبب ملاحقة هشام للقتيلة، مشيرا إلى أنه حاول تجميد أموالها في سويسرا.
وكان العزاوي قد قال، في حديث جرى في مكتب محاميه، أزهر خان، في لندن الشهر الماضي: «إن سوزان تميم هي زوجتي على سنة الله ورسوله»، وأطلعنا على عقد قران «العزاوي وتميم»، والمنسوب صدوره إلى أحد مساجد المدن البريطانية في أبريل (نيسان) 2007، ومصدق في وزارة الخارجية البريطانية أيضاً.
وفي حديثه أشار العزاوي إلى أن هناك وثائق مؤكدة وصادرة من المحاكم اللبنانية تؤكد بأن سوزان لم تكن متزوجة من أحد..«لا معتوق ولا غيره»، إلا أنه لم يشأ أن يخوض في كثير مما ورد أخيراً تجاه سوزان تميم، واكتفى بالقول: «أنا لا أرد على اتهامات رخيصة تنال من زوجتي التي راحت ضحية جريمة غادرة وبشعة، والرجولة تقتضي أن نحافظ على سيرتها»، مشددا على أنه سيقيم دعاوى قضائية ضد كل من ينال من سمعة «زوجتي».
ويحتفظ المحامي أزهر خان بكل الوثائق الرسمية الخاصة بـ«العزاوي وتميم»، بما في ذلك وثيقة الزواج الأصلية، قائلا إن «وثيقة الزواج هذه، وحسب توقيع المأذون الشرعي، وأسماء الشهود الواردة فيها، وتصديق الخارجية البريطانية، واستنادا إلى خبرتنا في هذه القضايا، فهي رسمية تماما، وقد تأكدنا من صحتها بصورة شرعية»، إذ يعتبر وثيقة الزواج وعقد إيجار شقتهما في منطقة «نايتس برج» الراقية في وسط لندن والتي تحمل اسميهما كزوج وزوجة، من الوثائق التي ترد بقوة على ما تداولته وسائل الإعلام في الأسابيع الماضية. وأشار المحامي أزهر خان إلى أن «جميع الوثائق التي جرى نشرها في الصحافة وعلى شبكة الانترنت والتي تتحدث على العكس من معلوماتنا الموثوقة، مزورة وغير رسمية ولا تأخذ بها المحاكم».
وبحسب العزاوي فإن آخر رسالة الكترونية (إي ميل) أرسلتها سوزان تميم إليه (في لندن)، قالت له فيها من دبي: «مضى أسبوع واحد و18 ساعة و7 دقائق وبضع ثوانٍ، من غير أن نرى بعضنا». وفي الرسالة الثانية التي أرسلتها له قبل يوم واحد من تعرضها لجريمة القتل البشعة، قالت: «سأبقى انتظرك في هذه الحياة، وفي الحياة الأخرى.. تعال بسرعة».. فيا تُرى هل كان هناك هاجس يراودها بأنها ستموت قريبا، أم أنها ستتعرض لجريمة تودي بحياتها.
وبحسب العزاوي، فإن سوزان تميم «كانت تفكر بأنها ستتعرض لحادث قتل، هذا كان في بداية مجيئها إلى لندن هربا من تهديدات هشام طلعت، والذي بقيت تهديداته مستمرة لفترة طويلة، ففي أحد هذه التهديدات المسجلة على هاتفها النقال (الموبايل) قال لها صراحة «إما أن تعودي إليَّ أو أقتلك». وأشار العزاوي إلى أن «جميع هذه التهديدات مسجلة في تقارير الشرطة البريطانية، وأنها أُرسلت إلى المحكمة في مصر عن طريق الانتربول».
قصة لقاء العزاوي مع سوزان تميم بدأت مع وصولها إلى لندن عام 2006، في متجر هارودز، وسرعان ما تحول اللقاء إلى«إعجاب متبادل ثم قصة حب، فزواج». يقول العزاوي إنه «منذ اللقاءات الأولى، راحت (سوزان) تتحدث إلي عن المشاكل التي تعاني منها، ولمست فيها براءة وصدقا واضحين».
العزاوي قال إن «تميم كانت قد لجأت إليَّ كصديق أولا لمساعدتها من التهديدات التي كانت تصلها من (هشام) طلعت، ولم أساعدها كحارس شخصي، فهي حبيبتي أولا، ومن ثم زوجتي، ثم إنني تربيت وترعرعت على أخلاق عائلية وعشائرية، تؤكد على الرجولة والنخوة، ورجولتنا ونخوتنا هي التي دفعتني أولا لحماية امرأة لجأت إليَّ، وهذا ما نسميه في أعرافنا الاجتماعية بالدخيلة، فكيف أتراجع عن ذلك وأخون مبادئي».
ويقول عزاوي إن سوزان تميم، وحسب عقد إيجار الشقة اللندنية، كانت تقيم مع معه، ويضيف «نعم كنا نعيش سوية منذ ما يقرب من عامين وقد خططنا لتكوين عائلة لا سيما أن سوزان كانت قد اعتزلت الفن، كما صامت رمضان الماضي».
وعن سبب قرارهما للانتقال إلى دبي، قال العزاوي «لأننا قررنا أن نكون عائلة ويكون لنا أطفال، فقد قررنا أن نعيش في دولة عربية، واخترنا دبي كونها آمنة وتوفر لنا الحياة التي نريدها، وقررنا الانتقال قبل حلول شهر رمضان للصيام هناك، وحتى نعيش شعائر الشهر المبارك في مدينة عربية»، مشيرا إلى «أننا قمنا بشراء الشقة في دبي قبل وقت قريب من وقوع الجريمة، ومن ثم عدنا إلى لندن لتصفية بعض الأعمال ونقل حاجياتنا، وقد اضطرت سوزان للسفر قبلي لارتباطها بموعد امتحان قيادة السيارة في دبي ولاستكمال تأثيث الشقة وشراء سيارة. وخلال فترة وجودها لوحدها، ولأن القاتل كان يراقبها باستمرار فقد نفذ جريمته البشعة بينما لم يستطع أحد الاقتراب منها في لندن طالما كانت معي».
وزعم العزاوي أن «تميم لم تلتق طيلة وجودها في لندن مع أي من أهلها وأقاربها»، مشيرا إلى أنه كان قد اتصل بها في الليلة التي سبقت مقتلها.. «وقد بقينا نتحدث طوال أربع ساعات عن حياتنا المستقبلية في دبي».