التطورات الأخيرة. في سبتمبر عام 1988م فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب خليفة للرئيس أمين الجميل. وقبل أن يترك أمين الجميل منصبه عيِّن الجنرال ميشيل عون، لكي يحل محله إلى أن يختار مجلس النواب رئيسًا جديدًا. كما عين الجميل كذلك مجلس وزراء جديدًا. وقد رفض مسلمو لبنان الاعتراف بالحكومة الجديدة المؤقتة لأنها تتناقض مع اتفاق تقسيم المناصب في عام 1943م. كما طالب رئيس الوزراء سليم الحص بأن يكون له ومجلس وزرائه الحق في البقاء في مناصبهم. ونتيجة لذلك صار في لبنان حكومتان.
في 5 نوفمبر عام 1989م انتخب النواب رئيسًا جديدًا من النصارى هو رينيه معوض، لكنه اغتيل في 22 نوفمبر. وقام النواب بانتخاب إلياس الهراوي (عن نصارى لبنان) رئيسًا للجمهورية، كما وافقت على اتفاق يعطي معظم السلطة الحكومية للأغلبية المسلمة في البلاد، ولكن عون رفض الاعتراف بالاتفاق، وأصبحت الدولة غير قادرة على إقامة حكومة جديدة واحدة. وفي أكتوبر عام 1990م استطاعت القوات السورية هزيمة قوات عون.
أمرت الحكومة جميع الميليشيات في الدولة بأن تحل نفسها وتنزع سلاحها، ونفذت معظم الميليشيات الأمر في منتصف عام 1991م. وأدت هذه التطورات إلى وضع نهاية لمعظم القتال في لبنان، وتفرغت الحكومة اللبنانية بعد ذلك لعمليات إعادة التعمير في البلاد وإصلاح ما أفسدته الصراعات المسلحة.
شارك لبنان في مؤتمر مدريد الدولي للسلام عام 1993م، إلا أن إسرائيل ظلت تراوغ في محادثاتها على المسار اللبناني. وفي أبريل 1998م، أجبرت عمليات المقاومة اللبنانية إسرائيل على قبول قرار الأمم المتحدة رقم 425 القاضي بانسحابها من جنوب لبنان.
وفي نفس العام، 1998م، تم إجراء أول انتخابات رئاسية بعد نهاية الحرب الأهلية فاز فيها قائد الجيش العماد أميل لحود. وفي يونيو 2000م، أجبرت عمليات حزب الله والمقاومة اللبنانية المتواصلة القوات الإسرائيلية على الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة كلها عدا مزارع شبعا التي يعمل لبنان على استعادتها. وفي سبتمبر 2000م، فاز الرئيس رفيق الحريري، ولائحته المعروفة باسم لائحة الكرامة في دوائر بيروت الانتخابية الثلاث وباجماع لامثيل له في تاريخ المدينة السياسي، وشكل الحريري حكومة جديدة في العام نفسه.