قتل تسعة من عناصر حماس في غارة وقصف اسرائيليين استهدفا مواقعهم في قطاع غزة الثلاثاء فيما اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة مسؤوليتها عن عملية ديمونا في اول تبن لها لعملية داخل اسرائيل منذ 2004.
فقد اشارت مصادر طبية فلسطينية وشهود الى مقتل سبعة من عناصر الشرطة التابعة لحكومة اسماعيل هنية المقالة واصابة اثنين اخرين في غارة اسرائيلية على موقعهم الثلاثاء شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت مصادر طبية افادت في حصيلة اولى ان "ستة من افراد الشرطة التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة استشهدوا على اثر تعرض موقعهم للقصف الاسرائيلي واصيب ثلاثة اخرون احدهم في حالة موت سريري في بلدة عبسان" شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
واضافت المصادر لاحقا ان "المصاب الذي كان في حالة موت سريري توفي متأثرا بجروحه".
واوضحت ان "افراد الشرطة كانوا داخل المقر يؤدون صلاة العصر عندما سقط عليهم الصاروخ الاسرائيلي".
وقالت ان القتلى هم "محمد ابو سعادة واحمد ابو مصبح واسامة ابو سعادة ومعتز ابو شهلا وعبد الناصر ابو طير ووافي حامد ابو يوسف ورافت قديح".
من جهته اكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان "الغارة استهدفت موقعا لحماس" مضيفا "هذه الغارة اتت ردا على اطلاق صواريخ القسام صباح اليوم على مدينة سديروت" جنوب اسرائيل.
واطلق صاروخان على الاقل من قطاع غزة على اسرائيل منذ صباح الثلاثاء ما اسفر عن اضرار مادية من دون سقوط ضحايا بحسب الجيش الاسرائيلي.
واعتبر سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في تصريح لوكالة فرانس برس ان "استهداف اسرائيل لسبعة من افراد الشرطة الفلسطينية (التابعة لحماس ) يدل على الحرب المفتوحة التي اعلنها الاحتلال على شعبنا الفلسطيني سواء في غزة او الضفة الغربية".
واضاف "يستهدف هذا الامر تحقيق اهداف سياسية متعلقة بدفع شعبنا للتخلي عن حقوقه وثوابته وايضا خدمة اجندة (ايهود) اولمرت (رئيس الوزراء الاسرائيلي)".
واكد ابو زهري ان "هذه دماء طاهرة لن تذهب هدرا وهذه الجريمة لن تمر مرور الكرام والاحتلال الصهيوني سيدفع الثمن".
ومساء شن الطيران الاسرائيلي غارة اخرى على شمال مدينة غزة استهدفت ناشطين لحماس وافادت مصادر طبية ان ثلاثة منهم اصيبوا بجروح.
وكان اثنان من ناشطي حماس قتلا فجر الثلاثاء بنيران الجيش الاسرائيلي خلال عملية توغل في رفح جنوب قطاع غزة وفق مصدر طبي وشهود.
وقال المصدر الطبي ان "محمود ابو طه وبكر ابو رجال وهما في العشرينات من عمريهما استشهدا برصاص قوات الاحتلال في قرية الشوكة في رفح".
واوضح ان ابو طه وابو رجال "نزفا في المكان حتى الموت اثر اصابتهما بدون ان يتمكن طاقم الاسعاف من الوصول اليهما بسبب وجود الدبابات الاسرائيلية واطلاق النار".
وذكر شهود ان آليات عسكرية عدة ودبابات توغلت فجرا في قرية الشوكة قرب مطار غزة الدولي شرق رفح وسط اطلاق النار.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكد الجيش الاسرائيلي انه يقوم بعملية توغل في هذا القطاع. وقال المتحدث باسمه ان "العسكريين العاملين في هذا القطاع رصدوا مشبوهين واطلقوا النار عليهما واصابوهما".
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى 6120 قتيلا منذ العام 2000 غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
من جهة اخرى اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الثلاثاء مسؤوليتها "الكاملة" عن عملية ديمونا في جنوب اسرائيل مؤكدة ان منفذي العملية من مدينة الخليل في الضفة الغربية.
وهذه اول عملية انتحارية تتبناها حماس منذ هجوم انتحاري مزدوج نفذته في بئر السبع في اب/اغسطس 2004 واسفر عن 16 قتيلا.
وقالت كتائب القسام في بيان مقتضب انها "تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية ديمونا الاستشهادية وان منفذيها هما القسامان محمد الجرباوي وشادي زغير من مدينة الخليل".
وقتلت مدنية اسرائيلية الاثنين في هجوم انتحاري نفذه في ديمونا انتحاريان فلسطينيان قضيا بدورهما وذلك في اول هجوم داخل اسرائيل منذ اكثر من عام.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان تبني حماس "لا يشكل مفاجأة".
واضاف ان "حماس تمسك قطاع غزة بقبضة من حديد منذ وقت معين (حزيران/يونيو 2007) ومن الواضح انه خلال تلك الفترة كانت حماس ضالعة في شكل مباشر او غير مباشر في اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل بهدف قتل مدنيين ابرياء".
وتابع المتحدث "نأمل ان يبدد هذا التبني اوهام البعض في العالم حول طبيعة حماس وان يوقظهم" من دون ان يحدد الدول التي يقصدها.
وكانت تبنت هجوم ديمونا الاثنين كتائب شهداء الاقصى المنبثقة من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بالاشتراك مع كتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و"سرايا المقاومة الوطنية" وهي فصيل عسكري جديد.
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس لفرانس برس "تأخر اعلان كتائب القسام عن تبني عملية ديمونا يرجع لاعتبارات امنية مرتبطة بالظرف الامني بالضفة الغربية".
واضاف ان "حماس لم تعلن يوما انها اوقفت او ستوقف اي شكل من اشكال المقاومة بما في ذلك العمليات الاستشهادية وكل الوسائل المتاحة امام رجال المقاومة بما في ذلك العمليات الاستشهادية في مواجهة هذا الاحتلال".