[i]
تعريف الولي
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فالولي هو المؤمن الصالح الذي يتقرب الى الله بالنوافل , والنوافل هي وسائل التقرب الى الله وسنورد بعضها لكم ان شاء الله
وبداية التقرب القيام بالفرائض وهي المؤهلات كما ذكرنا لكم
اذا قام العبد بالفرائض ,قام بها خوفا من النار ورغبة في الجنة , فاذا ادى الفرائض حرّمت النار عليه ودخل الجنة ونال ما يريد
اذا ما الداعي لعمل المزيد
لا بد ان نخاف من النار ونرغب الجنة ولكن تأتي مرحلة اخرى بعد ذلك
وهي مرحلة " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل "
وعبارة ما يزال تشير الى الالحاح
فهذا العبد يحب الله , لذلك ما يزال يتقرب الى الله بالنوافل , لماذا نقول ذلك
عندما قام العبد بالفرائض كان من المسلمين ودخل الجنة وابعد عن النار , لكنه قام بنوافل اخرى لسبب آخر , مخافة ومرضاة المولى عز وجل
وهذه المرحلة هي مرحلة المعرفة ثم مخافة الله ومن ثم محبة الله سبحانه وتعالى
وهذه المراحل هي الايمان والاحسان
وان بدأ المؤمن بالتعرف على الرحمن بدأ بمخافة ذو العزة والجبروت ومحبته
فمن ادى الفريضة ثم زاد عليها بالنوافل وداوم على ذلك بين الارادة في التقرب من الله
وكل ما زاد بالنوافل زادت وكبرت ارادته بالتقرب من الله
فما زال يطرق باب الكريم حتي يفتح له الباب , فاذا فتح الباب احب الرحمن من كان يطرق
كيف نبدأ بالمعرفة
الاصرار في طلب العلم , فبعد القيام بالفرائض , وجب علينا ان نطلب العلم
ومن تعلم الامور ايقن عظمة الله وايقن ايضا رحمة الله
من ايقن العظمة والرحمة الالهية , احب الرحمن
وعندما تحبه تبذل الجهد كي تعبر عن محبتك
فتبدأ بالنوافل راغبا بالتقرب منه سبحانه وتعالى , لانك قد حصلت على الجنة بالقيام بالفرائض الخمسة
فما الداعي لاي عمل آخر سوى مخافة الله ومعرفته وحبه
لذلك يجيبك الرحمن ايضا بالمحبة , فيقول وقوله الحق في هذا الحديث "حتى أحببته "
الاستنتاج الاول
نقوم بالفرائض فنتقرب اليه
ثم نتعرف على الله بالعلم والمعرفة و بالمزيد من التقرب اليه , وذلك بالنوافل والامر بالمعرو ف والنهي عن المنكر حتى نصبح من المؤمنين
فنخاف الله ولا نفعل ما يغضبه , فنصبح من المتقين
ونحب الله فنعبده كأننا نراه وان لم نراه نعبده كأنه يرانا في جميع اعمالنا , فنصبح من المحسنين
فان احبنا كنا من اوليائه
أمر هام جدا
أشرنا الى ان الولي يتقرب من الله سبحانه وتعالى بالنوافل لانه يحب الله
كما بينا ان الحديث يشير الى مرحلة ما بعد التقرب الى الله بالنوافل وهي مرحلة "حتى أحببته" , اي ان الله سبحانه وتعالى يحب الولي
اذا هناك ولي يحب الله , والله سبحانه وتعالى يحب الولي , اذا المحبة بين الولي والله متبادلة
اذا من اهم صفات اولياء الله هي الحب المتبادل بينهم وبين المولى عز وجل
الاستنتاج الثاني
بين الولي وبين المولى عز وجل محبة متبادلة
اذا الاولياء هم المشار اليهم في هذه الايات الكريمة من سورة المائدة التي تذكر الحب المتبادل
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ
ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 54 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
سبحان القدوس , سبحان الرحمن , سبحان الله وبحمدة ملئ السماوات والارض وبقدر كل ذرة من كل شيء خلقه , تسبيح وحمد يتضاعف ولا ينتهي
وكل ذلك لا يليق بمقام الحي القيوم , ذو المقام الذي لا يعلى عليه , ذو الجلالة والاكرام , استغفرك واتوب اليك
لنطلع على ما ورد في سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ 63 لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 64
عرف معظم العلماء كلمة البشرى بالرؤيا الصالحة وهذا صحيح
ولكننا نقول ان هذا التفسير هو جزء من معنى الكلمة والله اعلم
والمعنى يتضمن قدرات هائله يهبها المولى عز وجل لهم من فضله وان شاء الله سنبين لكم ذلك بالتفصيل
ولكن الان نقول ان البشرى هي اثنتين , بشرى في الدنيا وبشرى اخرى في الاخرة , والفوز بكلاهما هو الفوز العظيم
البشرى في الدنيا هي الفوز العظيم على الارض ومن فيها
اما الفوز العظيم على الارض , فهو النصر في الارض والسيطرة عليها كاملة وفتحها
واما الفوز العظيم على من في الارض فهو النصر في الانفس وذلك نشر الدين
وكلاهما يكمل معنى الفوز العظيم
كيف وصفهم الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يوم القيامة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ،
عن أبي هريرة ، قال : ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل : من هم لعلنا نحبهم ؟ ، قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير
أرحام ولا انتساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس "
ثم قرأ : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون