جمال عبد الناصر. 15 يناير 1915- 28 سبتمبر 1980. الرئيس الثاني لجمهورية مصر العربية بعد الرئيس محمد نجيب وأشهر القادة العرب في التاريخ المعاصر وأكثرهم تأثيراً سواء علي الصعيد العربي أو العالمي وبالذات الدول الأفريقية وكتلة عدم الانحياز.
وُلد عبد الناصر في مدينة الإسكندرية ونشط في مناهضة الهيمنة الأجنبية على مصر بعد تخرجه من الكلية العسكرية. وشارك عبد الناصر كضابط في الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 ضد المستعمرين الصهاينة في بداية تكوين دولة إسرائيل.
قاد الزعيم عبد الناصر ثورة 1952 ضد الملك فاروق الأول واسقط بذلك النظام الملكي المصري مستبدلاً اياه بالنظام الجمهوري عام 1953. وفي بداية عام 1954، أطاح عبد الناصر بالمشير محمد نجيب وفي 25 فبراير أصبح الرجل الأوحد في مصر. وبعد الإطاحة بالمشير نجيب بعامين، كان عبد الناصر المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية وفاز بمقعد الرئاسة بالتزكية.
نهج عبد الناصر نهج القومية العربية المعتدلة بعلاقات جيدة مع الغرب إلا انه مال إلى المعسكر الشرقي، معسكر الإتحاد السوفييتي. وفي 16 يناير 1956، تعهّد الرئيس عبد الناصر بتحرير فلسطين وطرد الصهاينة. وفي صيف عام 1956، خرج عبد الناصر بقرار يؤمّم به قناة السويس الذي بدوره أغضب كل من فرنسا و المملكة المتحدة لامتلاكهما معظم أسهم شركة قناة السويس. وبمساعدة إسرائيل، شنّت كل من فرنسا و بريطانيا حربأً على مصر وخبأت نار الحرب فيما بعد نتيجة ضغوط أمريكية و سوفيتية ولم تتمكن فرنسا ولا بريطانيا من النيل من مأربهما في قناة السويس.
عدم تنازل عبد الناصر أو المساومة في قضية قناة السويس وعدم نيل فرنسا وبريطانيا مبتغياهما جعل عبد الناصر بطلاً قومياً في مواجهة "الإمبريالية المعادية للعرب". وفي عام 1958، قامت وحدة بقيادة عبد الناصر بين سوريا و مصر تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة ومثّل الدمج البذرة الأولى لتكوين وحدة عربية واسعة النطاق ولم يكتب للوحدة عمر طويل فقد تمّ حلّها في عام 1961 إلا أن مصر استمرّت بتبني اسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر بعام.
وبعد هزيمة حرب الستة أيام كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند المصريين والعرب في عام 1967، خرج عبد الناصر على الجماهير طالباً التنحي عن منصبه إلا أن الجماهير طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية. ويرى البعض أن قرار تنحي عبد الناصر لم يكن إلا قراراً صورياً ولم يُقصد به التنحي بمعنى الكلمة.
ظل عبد الناصر في دفّة الحكم حتى تاريخ 28سبتمبر1970 عندما أُصيب بنوبة قلبية أودت بحياته عن عمر ناهز الثانية والخمسين وعقبه في رئاسة الجمهورية الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
تختلف وتتباين وجهات النظر حول جمال عبد الناصر، وأفكاره وسلوكه، وتأثيره على التاريخ العربي المعاصر، إذ يعتقد العديد أن العرب بحاجة الآن لقائد مثل جمال عبد الناصر لقربه من تطلعات الجماهير وآمالها في قراراته، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الأولى في العالم العربي، وهي القضية الفلسطينية. بينما يعتقد آخرون أن من أسباب التخلف والفشل العربي الفكر الناصري والقومي، وأن آثار أفكار جمال عبد الناصر لا تزال موجودة لليوم، وتؤثر بشكل سلبي، ويستند المناهضون لجمال عبد الناصر لأسباب هزيمة 1967، ولسياسة جمال عبد الناصر بالتعامل مع الأحزاب والجماعات الإسلامية في مصر أثناء حكمه، وسياسة التأميم للممتلكات التي تبناها.
مما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان وسيبقى شخصية محورية في التاريخ العربي المعاصر، ودوره في صنع تاريخ المنطقة وأجزاء أخرى من العالم خلال سنوات حكمه، والأثر والأفكار التي تركها، لا يمكن نكرانها.