قال علماء أميركيون ان ثقب الاوزون فوق القارة القطبية الجنوبية اتسع هذا العام ليصبح أكبر وأعمق من أي ثقب اخر سبق رصده. وتحمي طبقة الاوزون الارض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة لكن سمك الطبقة فوق القطب الجنوبي يتضاءل كل عام ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الى انبعاث غازي الكلور والبرومين اللذين يعملان على تاكل طبقة الاوزون باتجاه طبقات الجو العليا. وينتج الغازان عن المركبات الكيميائية التي يصنعها الانسان.
وقال بول نيومان من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء والطيران الاميركية (ناسا) ومقره خارج واشنطن "من 21 الى 30 سبتمبر كان متوسط مساحة ثقب الاوزون هو الاكبر على الاطلاق حيث بلغ 10.6 مليون ميل مربع."
وقالت ناسا في بيان انه لو كانت أحوال الطقس في الطبقة العليا من الغلاف الجوي عادية لكان من المتوقع أن تصل مساحة ثقب الاوزون الى مابين 8.9 مليون و9.3 مليون ميل مربع تقريبا أي ما يعادل مساحة أميركا الشمالية.
ويقيس العلماء اجمالي كمية الاوزون من الارض وحتى طبقات الجو العليا باستخدام وحدات دوبسون وقد رصد قمر صناعي تابع لوكالة ناسا في الثامن من أكتوبر تشرين الاول مستويات منخفضة بلغت 85 وحدة دوبسون في منطقة تغطيها الثلوج في شرق القطب الجنوبي. واستخدم علماء من الادارة القومية الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي معدات تحملها مناطيد لقياس الاوزون فوق القطب الجنوبي تحديدا وبحلول التاسع من أكتوبر تشرين الاول انخفض اجمالي كمية الاوزون في عمود من الارض الى طبقات الغلاف الجوي العليا الى 93 وحدة دوبسون بعد أن كان حوالي 300 وحدة في منتصف يوليو تموز.
ويؤدي تغير درجات الحرارة في طبقات الغلاف الجوي العليا للقطب الجنوبي الى اتساع ثقب الاوزون من عام الى اخر. وتؤدي درجات الحرارة الاكثر برودة الى حدوث ثقوب أكثر اتساعا وعمقا في طبقة الاوزون بينما تؤدي درجات الحرارة الادفأ الى حدوث ثقوب أصغر. وهذا العام كانت طبقات الغلاف الجو السفلى أكثر برودة عن المتوسط بنحو خمس درجات مئوية.
ومنذ عام 1995 تراجع تركيز الكيماويات التي تستنفد الاوزون في طبقات الغلاف الجوي السفلى ويقول العلماء ان ثقب الاوزون سيلتئم تماما بحول عام 2065 تقريبا.
الغلاف الجليدي لغرينلاند يتقلص بسرعة
قال علماء في إدارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) إن الطبقة الكبيرة من الجليد التي تغطي غرينلاند تتقلص بسرعة ولكن مع ذلك ليس بنفس السرعة التي اشار اليها بحث سابق. وقال العلماء إن المناطق الساحلية السفلى من جرينلاند فقدت 41 ميلا مكعبا من الجليد سنويا بين عامي 2003 و2005 بسبب زيادة ذوبان الجليد.
واضافوا أن المناطق الداخلية المرتفعة اكتسبت 14 ميلا مكعبا سنويا بسبب زيادة سقوط الثلج.وقال سكوت لوثكي من معمل ديناميات الارض خارج واشنطن ان هذا تغيير عن التسعينات عندما كان سقوط الثلج يعوض تقريبا نفس النسبة التي يتاكل بها الغلاف الجليدي.واردف "هذاالوضع تغير الان بصورة ملحوظة بصافي خسارة سنوية في الجليد تعادل تقريبا ست سنوات من متوسط تدفق المياه في نهر كلورادو."
ونشر لوثكي وزملاؤه نتائجهم في دورية ساينس اكسبريس. وقالت ناسا في البيان إن خسائر الكتلة الجليدية في هذه الدراسة اقل من نصف ما ورد في بحث آخر أجرى مؤخرا لكنها ما زالت تشير الى ان جرينلاند تفقد 20 بالمئة اكثر مما تكتسبه من سقوط الثلج سنويا.
وتعتبر الطبقة الجليدية لجرينلاند مؤشرا مبكرا على عواقب ارتفاع درجة حرارة الارض لذا فحتى ذوبان الجليد هناك بصورة ابطأ يثير المخاوف.وقال جاي زوالي الذي شارك في الدراسة "هذا تغيير كبير جدا في وقت قصير جدا. في التسعينات كانت الطبقة الجليدية تنمو في الداخل وتتآكل بصورة ملحوظة عند الحواف وهو ما تنبأت به نماذج الطقس نتيجة لارتفاع حرارة الارض.اضاف "الان يبدو واضحا ان عمليات التآكل بدأت تسيطر على نمو الارض في الداخل ونحن فقط في المراحل الاولى من ارتفاع درجات الحرارة المتوقع في هذا القرن."