ضعف الخصوبة
أ - البيان العلمي: تتمثل الخصوبة لدى الرجل من الناحية البيولوجية في إنتاج الحيوانات المنوية من الخصيتين.
وتتركب الخصيتان من القنوات المنوية؛وهي المكان الذي توجد فيه الخلايا المنوية الأولية، والتي تنضح بتدرج داخل القنوات ثم تندفع باتجاه الخارج. أما العنصر الثاني فهو النسيج الخلالي الذي يملأ الفراغ الموجود بين القنوات المنوية، وفي هذا النسيج توجد خلايا ليديج التي تفرز هرمون الذكورة وهو التوستيستسرون، وتتأثر عملية نمو الخلايا المنوية بهذا الهرمون، إذ يؤثر على خلايا خاصة تغلف جدار القنوات المنوية تسمى خلايا سرتولي، غير أن خلايا سرتولي تحتاج في نفس الوقت إلى تنشيط هرمون FSH الذي يأتي مباشرة من الغدة النخامية إلى القنوات المنوية، وتفرز الغدة النخامية هرموناً آخر اسمه LH وهو يحفز خلايا ليديج لكي تنتج التوستيستسرون كما ذكرنا سابقا.
ب - الشيخوخة وضعف الخصوبة: فيما بين 20 و 60 سنة يقوم التقدم في السن بدور مهم في التأثير على إنتاج الحيوانات المنوية، ولكن في سن اكبر من ذلك تضعف الخصوبة والقدرة على الإنجاب بسبب عوامل متعددة، إذ أن الشيخوخة تصيب معظم الأنسجة في الجسم، بما في ذلك الغلاف القاعدي المحيط بالقنوات المنوية،والذي يصبح سميكا مما يجعل تغذية الخلايا المنوية الأولية من الدم ضعيفة، كما يصبح دخول الهرمونات الجنسية من الدم إلى هذه الخلايا أمرا صعبا، ولكن أهم من ذلك تناقص هرمون التوستيستسرون وهرمون التلوين القادم من الغدة النخامية MSH والذي ذكرناه في فقرة الشيب، وسنوضح فيما يلي دور كل من هذين الهرمونين في ضعف الخصوبة عند الشيخوخة.
تراجع التوستيستسرون: توصل فريق في مركز ماسوشاست لبحوث المسنين إلى أن تراجع نسبة التوستيستسرون الحر أو المرتبط بالالبيومين، يكون بنسبة 1% كل سنة فيما بين 40 و 70 سنة بحيث يكون الانخفاض بنسبة الثلث في حدود السبعين سنة،. ويرافق هذا الانخفاض في نسبة التوستيستسرون أعراض سريرية عدة، منها نقص في كمية العضلات والعظام،وقلة الميل إلى الجنس المقابل، وتراجع النشاط الجنسي، مما يوحي بتراجع عام في الكفاءة الجنسية، ومما يؤدي أيضا إلى نقص في عدد وظائف خلايا ليديج التي تنتج التوستيستسرون، وقد حددت نسبة هذا التراجع بين 25 و 75 بالثلثين، ويؤكد فرميولن VERMULEN أن هذا التراجع يحصل بسبب متانة الغشاء القاعدي للقنوات المنوية، ونقص خلايا ليديج وظيفيا وعدديا، مما يؤدي إلى نقص التوستيستسرون،ويرجع تقهقر خلايا ليديج إلى نقص هرمون LH من الغدة النخامية، ومرجع ذلك كله نقص هرمون عصبي يصدر من المهاد التحتاني إلى الغدة النخامية واسمه Gnrh وكل هذه التراجعات في LH وGuRH إنما سببه التقدم في السن ونتيجة ضعف الخصوبة عند الشيخوخة(A - VERMEULEN - Clinical Review 24. Androgens in the Agina Male -Endccrinology 1991. Vol 73 No 2p: 221).
تراجع هرمون MSH:من المعروف أن الغدة النخامية تفرز هرمون MSH الذي يؤدي إلى تلوين الشعر، وإذا تراجع هذا الهرمون في الشيخوخة فان الشعر يفقد لونه ويظهر الشيب.
ولكن كيف يمكن أن يكون لهرمون MSH دور أيضا في الخصوبة، إلى جانب تلوين الشعر؟
وكيف يؤدي تراجعه في الشيخوخة إلى ظهور الشيب وفي نفس الوقت إلى ضعف الخصوبة بحكم دوره في عملية تصنيف النطف؟
يقول كرلا بواتني وجيني ماثر (CARLEB OITAINI and coll - Stimulation of Adenosine 3-5 Monophosphate production in Rat Sertoli Cells by Alpha MSH-Endocri nology 1986 - Vol 118 No.4-p:1513) بان خلايا ليديج تنتج هرمون MSH تماما مثلما تفعل الغدة النخامية. ولهرمون MSH دور فعال في تنشيط خلايا سرتولي. ولقد رأينا سابقا أن خلايا سرتولي هي الحاضنة والمكونة للخلايا المنوية بفعل هرمون FSH وهرمون التوستيستسرون،ولقد ثبت أن وجود MSH بجانب خلايا سرتولي يزيد من مادة C-AMP في محيط الخلايا، وذلك في وجود هرمون FSH،مما يعني أن استجابة خلايا سرتولي لهرمون FSH تصبح اكبر من وجود MSH وهذا مما يؤكد الدور المهم لهرمون MSH في إنتاج الخلايا المنوية .
الخلاصة:
انه عند نقص هرمون MSH في الكبر،ينقص تلوين الشعر كما تنقص عملية إنتاج الخلايا المنوية، وبذلك يكون سبب الشيب في تراجع الخصوبة لان مصدرها واحد عند الشيخوخة: ألا وهو تراجع MSH.
ج - الخوف وضعف الخصوبة: تتحكم القشرة الدماغية - التي تمثل أعلى سلطة في الجهاز العصبي - في الإفرازات الهرمونية الجنسية بتأثيرها على المهاد التحتاني بواسطة هرمون أميني عصبي خاص.
ويتحكم المهاد التحتاني في نشاط الغدة النخامية بواسطة هرمون GuRH وتتحكم الغدة النخامية بدورها في إفراز الخصيتين بواسطة هرمون LH الذي ينشط خلايا ليديج لإنتاج هرمون الذكورة التوستيستسرون الذي ينشط خلايا سرتولي وتتحكم أيضا بواسطة هرمون ثان وهو FSH الذي يؤثر كذلك في خلايا سرتولي، ويؤدي تضافر FSH مع التوستيستسرون إلى تنشيط هذه الخلايا لتصنيع الخلايا المنوية. انظر شكل (3).
وهكذا يتضح أن الانفعالات والتوترات النفسية تؤثر سلبا في القشرة المخية أو (اللحاء)، وتتسلل التأثيرات السلبية إلى المهاد التحتاني في الغدة النخامية إلى أن يحصل في النهاية تراجع في نشاط الخصيتين عن إنتاج الخلايا المنوية (ROBERT M. SAPOLSKY - stress - induced Elevation of testoserone Concentrations in High Ranking Baboons: Role of Catecholamines - Endocrinology 1986 Vol. 118 No. 4.p. 1630).
ومن ناحية أخرى يؤدي القلق والخوف إلى نقص في إفراز إنزيم أحادى الأمين المؤكسد من الخصيتين MAO ونتيجة لذلك تتراكم الأمينات الأحادية مثل السيروتونين SEROTONEINE،بسبب عدم أكسدتها بهذا الإنزيم، ولقد اثبتت التجارب المخبرية زيادة في السيروتونين عند الخوف والقلق مما يؤثر سلبا على الأنابيب المنوية، وبالتالي تراجع معدل إنتاج الحيوانات المنوية فيها، ولقد ثبت كذلك أن المرضى الذين يعانون من نقص أو انعدام في تكوين الحيوانات المنوية عندهم زيادة في الهرمون العصبي السيروتونين (RICHARD D. AMELAR -Male Infertility -W.B. SAUNDERS - 19p. 74). وفي دراسة أخرى على عينات من خصى عدة أشخاص كانوا ينتظرون حكم الإعدام، لوحظ تدهور تكوين الخلايا المنوية في الخصيتين لديهم إلى حد التوقف تماما، كما انه في مثال أخر تعرض شخص برفقة أخيه لحادث مروري توفى على أثرة أحد الأخوين. وبعد مرور شهرين من الحادث أظهرت تحاليل السائل المنوي لدى الأخ المتبقي على قيد الحياة نقصا من 30 مليون قبل الحادث إلى 4 مليون حيوان منوي فقط بالسنتيمتر المكعب بعد الحادث(
.
وفي هذا المثال دليل واضح على الإحباط التام الذي يسببه الانفعال الحاد على خصوبة الرجل.
وبالإضافة إلى زيادة السيروتونين في الخصية وتراجع إنتاج الخلايا المنوية، يؤثر ارتفاع هرمون أخر هو الكورتيزون عند الخوف على نقص إنتاج الخلايا المنوية.
ولقد أثبتت التجارب أن إعطاء كمية 30 ملجم من الكورتيزون في اليوم الواحد ولمدة أربع أسابيع يسبب هبوطا خطيرا لدى كل المرضى في مستوى إنتاج الحيوانات المنوية (ANNA GRAY and Coll.- Age, Disease and changing Sex Hormone levels in Middle - aged Men: Results of the Massachusetts Male Aging Study - Endocrinology - 1991 Vol.73 No.5-p. 1016).
ومن المعلوم إن التوتر إذا كان مزمنا وقويا ينتج كمية من الكورتيزون تفوق تلك التي تفرزها أورام الغدة الكظرية.(انظر كتاب جانوج Review of medical physiology ص 313).
إذن فالتوتر يعرقل الخصوبة برفع السيروتونين و الكورتيزون، كما سبق أن بينا.
- العلاقة المتبادلة بين الخوف والكبر الخوف يعجل بالكبر: يزيد الخوف المزمن والشديد من إفراز عدة هرمونات مثل الأدرينالين، ولقد أثبتت الأبحاث أن زيادة الأدرينالين تسبب في ارتفاع الكوليسترول وبالتالي في ظهور أعراض تصلب الشرايين (Dr.abdel jawad Al-SAWI -Fasting is scientific Miracle - Dar ElKibla -1993. P: 135). وهذا يحصل عند الأخطار الداهمة ونحو ذلك. وذلك أن الأدرينالين يرفع من نسبة السكر والدهون في الدم لاستهلاكها أثناء المواجهة المادية لذلك الخطر الداهم،أو المواجهة المعنوية للأزمات،كما يحدث في العصر الحديث.
ولكن في الحالة الثانية - أي الأزمات المعنوية - لا تحدث مواجهة مادية،ولا يحدث استهلاك للسكر والدهون التي رفعها الأدرينالين،وبالتالي تترسب الدهون على جدار الأوعية الدموية مكونة طبقة من الكوليسترول:فيصعب نفاذ الدم الغني بالأكسجين والمواد المغذية إلى باقي الأنسجة حول هذه الأوعية، فتضمر هذه الأنسجة وتضعف عن أداء وظائفها، وهذا ما يسمى بمرض تصلب الشرايين، ولقد أثبتت الأبحاث هذه الحقيقة حيث تبين أن التوتر والقلق النفسي يؤديان إلى زيادة نوع معين من الدهون وهو VLDL وهذا ما يؤدي بدورة إلى زيادة الكوليسترول في فصيلة LDL، وهذا الأخير يتسرب في الشرايين الدموية على عكس نوع ثان من الكوليسترول يسمى HDL وان كان مرض تصلب الشرايين يتأتى أساسا من التقدم في السن، إلا أن عوامل ظهوره مبكرا هو التوتر إلى جانب التغذية الدسمة وقلة الحركة وعومل أخرى، وهكذا نرى أن التوتر يعجل بالشيخوخة عبر زيادة تصلب الشرايين.
الكبر يزيد من الخوف: لقد بينت الأبحاث أن لدى الشيوخ الطبيعيين إفراز زائد من الأدرينالين مقارنة مع من هم اصغر سنا، وتصل هذه الزيادة إلى 75% (P.N. PARINZ and coll. Circardien Variation of Plasma Catecholamines in Young and Man: Relation to Rapid Eye Movements and Slow Wabe deep - J.C. Endocrinology and Metabolim 1979 Vol. 49 No. 2p:300) وهذه نسبة معتبرة، إذا ما علمنا إن 40% من الأدرينالين الزائد عن الطبيعي تؤثر عملياً قي الوظائف العادية، لمختلف أعضاء الجسم (OMS et Universite UPPSALA - Agression, Maladie et Societe Rassegna - Medica - 1974, No 1/2). وزيادة الأدرينالين هذه ليست نتيجة لوضع متوتر، إلا أنها هي التي تجعل الشيوخ اكثر استعدادا للانفعال بسبب قابلية جهازهم العصبي السمبثاوي للإثارة السهلة، الناتجة عن هذه الزيادة في الأدرينالين،وهكذا ترسم أمامنا حلقة اتصال بين التوتر والشيخوخة، فان كان التوتر يعجل بالشيخوخة فإن الشيخوخة بنفسها تزيد من فرص حدوث التوتر، وهذه دائرة تغذي بعضها بعضا باتجاه التصعيد، مما يجعل الشيخ المتقدم في السن في دوامة من القلق والعجز الجسمي المتواصل، وبالتالي كل الآثار الناتجة عن كلا الطرفين:التوتر والكبر، تكون مضاعفة بطريقة بالغة الأهمية.
الخلاصة:التناسق الهرموني في أوائل سورة مريم إن الأعراض الخمسة التي وردت في أوائل سورة مريم وهي:
وهن العظم - شيب الشعر - الخوف - الكبر - ضعف الخصوبة، تمثل ركائز لعلاقة هرمونية متناسقة، مما يدل على أنها اختيرت من بين الأعراض الأخرى للشيخوخة، بسبب وجود هذه العلاقة التي تحكم هذه الأعراض المذكورة في منظومة حكيمة ومنطقية، وذلك مما نبينه فيما يلي:
لقد جاء في أول الدعاء ذكر وهن العظام، ثم شيب الرأس، وبعدها مباشرة الخوف.
فوهن العظم ينتج أثناء الخوف بسبب زيادة هرمون الكورتيزون الذي يرتفع عند التوتر والقلق إذا كان مستمرا لفترة ما كما أن الكورتيزون يسبب نقصا في الخصوبة كما رأينا،أما شيب الشعر السريع، فهو ما عبر عنه القرآن {
وَاشْتَعَلَ الرّأْسُ شَيْباً} (وليس هناك ما هو أسرع مشاهدة من ضوء اللهب والاشتعال)، وهذا الشيب يحصل بسبب التوتر حين يقع إفراز مواد ضارة لخلايا التلوين من النهايات العصبية السمبثاوية في الشعر، وهذه المادة هي الأدرينالين وهي من نوع الهرمونات أحادى الأمين Monoamine.وعند التوتر يحصل أيضا إفراز في الخصية لأحادي الأمين من نوع آخر هو السيروتونين وهو مادة مضرة بإنتاج الحيوانات المنوية،وكلا الهرمونين يرتفعان في حالات التوتر بسبب نقص الأنزيم الذي يتولى عادة هدمها بعد الإفراز ليبقيا في المستوى الطبيعي.
والنتيجة هي زيادة معتبرة وعالية في هرمون التوتر: الكورتيزون وهرمونات أحادية الأمين وكذلك نقص شديد بسبب الشيخوخة في هرمون التوستيستسرون والهرمون المنشط لخلايا التلوين. وهذه الهرمونات الأربعة، وبتغيراتها المذكورة،تؤثر سلبا في عملية إنتاج الحيوانات المنوية. فزيادة الكورتيزون والأمينات الأحادية مثل السيروتونين، ونقص التوستيستسرون والهرمون المنشط للتلوين،كلها تضر عملية نضج الحيوانات المنوية، وان كان وجود عامل واحد كاف لتعطيل هذا الإنتاج فكيف إذا اجتمعت العوامل الأربعة معا، وتحت تأثير تصعيدي متبادل لسببيهما الشيخوخة والخوف؟ وهل بعد توضيح هذه المنظومة الهرمونية الرائعة التي تجمع الأعراض الخمسة من أوائل سورة مريم هل بعد ذلك شك في أن سيدنا زكريا عليه السلام كان في وضع يتعذر معه الإنجاب؟! وهل من شك أن كبره مساو لعقم زوجته من ناحية عدم الإنجاب؟! ولذلك وبسبب هذا الوضع الصعب لجسمه ألهمه الله الدعاء من اجل الحصول على الولد وكانت المعجزة بان رزقه الله الولد على كبر شديد، ولقد وصف سيدنا زكريا حاله بعلامتين لهما ارتباط بالإنجاب، فوهن العظم يشترك مع ضعف الخصوبة بنفس الأسباب، وهي نقص التوستيستسرون في الشيخوخة، وزيادة الكورتيزون في التوتر. كما أن الشيب يشترك مع ضعف الخصوبة بنفس الأسباب، هي نقص MSH سواء في الخصية أو في الشعر عند الشيخوخة، وزيادة هرمونات أحادى الأمين بسبب التوتر: الأدرينالين في الشعر و السيروتونين في الخصية. ومن ناحية أخرى يؤثر كل من الخوف والشيخوخة ببعضهما باتجاه الزيادة، مما يؤدي إلى تضاعف الأعراض الناتجة عنهما:وهي الشيب ووهن العظام، وكلما اشتد ظهور هاتين العلامتين الظاهرتين(الشيب في الرأس، ووهن العظام الذي يقوس الظهر) دل ذلك على شدة الضعف في العلامة الخفية الأساسية في عدم الإنجاب وهي القصور في إنتاج الحيوانات المنوية.
وهكذا جمعت أوائل سورة مريم بين جميل العبارة اللغوية مع الاختصار ودقة الوصف والأسلوب البليغ. ويتوج كل ذلك برباط علمي متناسق بين الأعراض المذكورة.
فمن يقدر غير الله سبحانه على هذا البيان البلاغي والعلمي الذي يتناول معلومات كانت مجهولة حين نزل القرآن الكريم منذ 14 قرنا في جزيرة صحراوية وعلى لسان رجل أمي في أمة أمية؟ انه الله الواحد،العليم الخبير الذي بيده الكون وله كل العلوم وكل المشيئة،سبحانه وتعالى هو الذي جعل القدرة على الإنجاب تضعف بين بني البشر حسب سنن أرادها لهم، وهو الذي وصف بإشارات بليغة هذه السنن في أوائل سورة مريم، وذلك حتى نعلم - نحن في العصر الحديث - أننا لم نسبق القرآن بعلوم كونية، وإنما لحقنا ببعض آيات القرآن وإشاراته العلمية التي أذن الله لنا فيها بعد أربعة عشر قرنا من عمل دؤوب تضافرت فبه العقول وتطورت فيه الأجهزة العلمية، وصدق الله القائل:
{
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} "فصلت / 53".