حاولنا إيجاد الوصف المناسب الذي يعبر عن قيمة "الليمون" في حياتنا فلم نجد أفضل من "كامل الأوصاف" .. فلليمون فوائد واستخدامات كثيرة ومتنوعة.
هذا الكنز الطبيعي الذي اكتشفه الإنسان منذ فجر التاريخ دخل في كل أنشطة حياتنا البشرية .. فهو ضيف رئيسي على مائدة طعامنا ومصدراً طبيعياً متعدد الاستخدام ومقوي نشط للمناعة ووصفة جمالية مضمونة التأثير، إضافة إلى استخداماته في صناعات العطور ومستحضرات التجميل والأغذية والمشروبات .. وفي عشق الليمون كتب الشعراء أجمل الكلمات وغنى المطربون أروع الألحان !! أحِبوه لأننا نحبه ونقدر دوره في حياتنا ..
قصة حياة البشر ... فوق غصن الليمونالبحث عن قيمة وأسرار الليمون في الكتب والمراجع والمعاجم أرهقنا كثيراً ...حاولنا أن نصل إلى صيغة سهلة وبسيطة نشرح بها كل الفوائد الهامة لتلك الحبة الصفراء التي لازمت كل طقوس حياتنا الغذائية والصحية منذ فجر التاريخ ..اكتشفنا أن اختصار الليمون في مقالة مهما كانت طويلة هو أمر في غاية الصعوبة فتلك الحبة الصغيرة الجميلة التي تغنى في حبها الكثيرون وعشق لونها وطعمها وسحرها الملايين تحتاج إلى مجلدات لوصف كل عناصرها وفوائدها.
الليمون .. أصل التاريخ!أوراق التاريخ تخبرنا أن الليمون الحامض الذي يرقى تاريخ استخدامه إلى أكثر من 4000 عاماً من أقدم الثمار التي عرفها الإنسان , حيث عثر علماء النباتات المتحجرة على الآثار الأولى له في المناطق الواقعة جنوب شرق آسيا وتحديداً في الهند وماليزيا وسفوح جبال الهملايا .. غير أن أشجار الليمون كانت تنمو قبل ذلك بآلاف السنين في سهول دجلة والفرات الخصبة . في وادي الملوك اكتشف علماء الآثار على جدران القبور الفرعونية القديمة رسومات تدل على أن ثمار الليمون وعصائرها كانت تستخدم في مصر القديمة.
ألف حكاية وحكاية:تزخر حكايات التاريخ بالعديد من القصص والروايات التي كان الليمون هو البطل الرئيسي فيها .. يحكون عن الإسكندر المقدوني وكيف احتفل بانتصاره في بلاد الفرس فعاد ومعه ثمرة الفرس الأثيرة "الليمون"والتي كانوا يطلقون عليها "الفاحة الفارسية "وأمر بزراعتها في أنحاء مقدونيا.
يتحدثون عن وصول الليمون إلى روما القديمة عبر اليونان وقد اكتفى الرومان باستخدام الثمرة الحمضية في وقاية الأنسجة الصوفية من "العتة "!! ولكن بفضل العبيد الفرس استخدموا الليمون في تحضير الأطباق اللذيذة والمشروبات المنعشة .
عرفت أوربا الليمون في العصور الحديثة حين عادت به الحملات الصليبية من فلسطين وانتشرت زراعته بشكل كبير في أسبانيا وإيطاليا وفي فرنسا بشكل رئيسي .. في القرن الثامن عشر كان أطفال فرنسا الصغار يقدمون ثمار الليمون كهدايا للمدرسين في نهاية العام الدراسي !!!
في عرض البحر استخدم الليمون من قبل البحارة الأوربيين من أجل مقاومة الدوار وكانت هناك تعليمات مشددة في البحرية الإنجليزية القديمة بتزويد كل المراكب والسفن بالكميات المطلوبة للقضاء على الشعور بدوار البحر!!!
وصل الليمون إلي أمريكا الشمالية عبر سفينة كريستوفر كولومبس والذي اتى به من رحلته الطويلة وقام بزراعته في جزر “هايتي” عام 1493.. انتشر بعدها في جزر الكاريبي وفلوريدا وكاليفونيا.
واليوم لا توجد بقعة واحدة على سطح الأرض لا تعرف قيمة وفوائد الليمون.
الفوائد الصحية لليمونفهي كثيرة ومتعددة ويعرف الجميع أن تلك الثمرة هى المصدر الرئيسي لفيتامين “ج” والذي يؤدي نقص حاجة الجسم منه إلى العديد من الأعراض مثل الشعور الدائم بالتعب والإرهاق وضعف المناعة وصعوبة التئآم الجروح والإصابة بالأمراض المعدية.
الليمون أيضاً مصدر مهم جداً للكالسيوم وفيتامين “أ” ومضادات الأكسدة ويوصي به الأطباء للوقاية من أمراض كثيرة بدايةً من الإنفلوانزا حتى أمراض القلب والشرايين والسرطان .. أما العصير وهو مضاد جيد جداً للأكسدة وينصح به في حالات الإنفلونزا وضربات الشمس والحموضة وعسر الهضم .
قشر الليمون ...قبل عصر ثمرة الليمون يمكن نزع القشرة بسهولة عن طريق سكين خاص أو مقشرة البطاطس والخضروات العادية .. توضع القشرة على ورق لا يمتص الماء حتى تجف ويمكن استخدامها بعد ذلك في الكريمات العطرية وحشو الكيك والمخبوزات بكافة أنواعها.
القيمة الغذائية (لكل 100 جرام) | الثمرة | العصير |
سعر حراري | 20 | 25 |
بوتاسيوم (مجم) | 145 | 141 |
فيتامين "أ" (وحدة) | 30 | 20 |
فيتامين "ج" (مجم) | 77 | 46 |