* اذا صدقت الاخبار المتواترة من واشنطن عن وجود خطة امريكية لمحاصرة بغداد بربع مليون جندي بعد قصف المدينة بقنابل موجهة بالاقمار الصناعية وتزن الاف الاطنان فان بغداد مقبلة على صفحة جديدة من تاريخها الحافل بالمذابح والحصارات التي لم تتعرض لها مدينة واحدة عبر التاريخ الانساني .
* لا ادري كم مرة حوصرت بغداد عبر التاريخ لكن الذي اعرفه ومن قراءاتي في كتب التاريخ ان هذه المدينة حوصرت وذبح سكانها اكثر من عشر مرات وفي بعض المرات اضطر المحتلون الى الخروج من المدينة هربا من رائحة الجثث بعد قتل مئات الالوف من سكان يغداد
* بدأ " هولاكو " سلسة الذبح والقتل عام 1258 ميلادية حين حاصر المدينة وضرب اسوارها بالمنجنيقات ثم ذبح جميع الذكور فيها واستباح المدينة التي سقط فيها مليون وثمانمائة قتيل لمدة اربعين يوما ولم يخرج هولاكو من بعداد الا بعد ان " ثقل الهواء فيها بما حمل من كريه رائحة الجيف المنتفخة واشلاء القتلى المطروحة في شوارع المدينة " كما ذكرت كتب التاريخ .
*بعد خمسة وثلاثون سنة فقط عاد حفيد هولاكو " تيمورلنك " الى بغداد فدخل المدينة وقتل عشرات الالوف من السكان وعذب الاحياء في شوارع المدينة لانتزاع الاموال منهم .
* بعد عام واحد من احتلال تيمورلنك لبغداد ضرب السلطان احمد حصارا حول المدينة ودخلها عنوة وراتكبت مجازر في شوارع بغداد راح ضحيتها هذه المرة جنود تيمورلنك.
* عاد تيمور لنك الى بغداد فحاصرها اربعين يوما وبعد قصف شبه يومي بالمنجنيقات والنار دخلت قوات تيمورلنك المدينة وهذه المرة امر تيمورلنك بابادة سكان المدينة عن بكرة ابيها فأقيمت في بغداد عدة ابراج من رؤوس القتلى بعد هدم وتدمير منازل المدينة وجوامعها واضطر تيمورلنك الى مغادرة بغداد بسبب رائحة الجيف وفساد الهوار من جراء تفسخ جثث مئات الالف من القتلى .
* اعاد العراقيون بناء مدينتهم من جديد ... ولكن بعد سبع عشرة سنة فقط سقطت بغداد للمرة الرابعة بعد ان حاصرتها جيوش " قرة يوسف " التي قادها ابنه " محمد شاه " الذب اسس في بغداد دولة " الخروف الاسود التركمانية " وقام التركمان بقتل جميع سكان بغداد من العرب .
* اندلعت ازمة بين اولاد " قرة يوسف " وهما محمد الذي احتل بغداد وحكمها ثلاثة وعشرين عاما وبين اخوه " اسبان " الذي حاصر المدينة عدة اسابيع تمكن بعدها من دخول بغداد فذبح جميع القوات الموالية لاخيه ونفذ حكم الاعداد به .
*بعد اقل من تسع سنوات سقطت بغداد للمرة السادسة في تاريخها حين حاصرها السلطان " جهان ساه " مدة ستة اشهر كاملة اكل خلالها سكان بعداد القطط والكلاب والجيف وقام السلطان بتدمير المدينة وتخريبها وتحريقها قبل ان يعين ابنه " بيربوداق " واليا عليها .
*بعد اشهر قليلة اعغلن " بيربوداق " الانفصال عن ابيه السطان " جهان شاه " حاكم تبريز فعضب الاب وهدد بالانتقام من ابنه فتوجه بجيش جرار الى بغداد وحاصرها لمدة سنة كاملة اكل خلالها الناس بعضهم بعضا من الجوع لتسقط بغداد للمرة السابعة في تاريخها وقام السلطان بقطع رؤوس جميع الذكور في المدينة واعدم ابنه " بيربوداق " بعد تعذيبه وعين على المدينة الوالي " محمد الطواشي " .
* بعد سنوات قليلة حوصرت بغداد للمرة الثامنة من قبل جيوش تتبع مقصود بن حسن الطويل الذي كان يمثل قبائل تركمانية عرفت باسم " دولة الخروف الابيض ... وقام كالعادة بذبح وقتل ما تيسر من سكان بغداد .
*السقوط التاسع لبغداد تم على يد اسماعيل الصفوي الذي ذبح جميع سكان بغداد من السنة وهدم قبور ائمة السنة وذبح علماء المسلمين ولم يترك بغداد الا بعد ان عين خادمه خليفة عليها واطلق عليه لقب " خليفة الخلفاء " للسخرية من المسلمين .
* اما السقوط العاشر لبغداد فتم على يد ذو الفقار بن علي وهو كردي وقد تمكن هذا القائد بمعاونة اثنين من اخوته من تصفية النفوذ الصفوي الشيعي في بغداد فقتل جميع الاسرى وبعث الى العثمانيين يطلب منهم العون لتثبيت حكمه في بغداد خوفا من عودة النفوذ الشيعي الى المدينة والذي كانت تدعمه الدولة الايرانية .
* غضب شاه ايران " الشاه طهماسب " من سقوط بغداد في يد الاكراد حلفاء خصومه العثمانيين فتوجه الشاه على راس جيش جرار الى بغداد ورغم انه حاصرها عدة اسابيع الا انه لم يتمكن من دخولها الا بعد ان اتفق مع الاخ الاكبر للوالي الكردي ذو الفقار حيث قام الاخ بفتح ابواب بغداد ليلا للجيش الايراني الذي ارتكب مجازر في المدينة ولم يغادرها الا بعد تعيين الاخ الذي غدر بأخيه واليا على بغداد واطلق عليه لقب " سلطان علي ذو الفقار كش " اي " قاتل ذو الفقار " .... وكان هذا هو السقوط الحادي عشر لبغداد .
* في عام 1534 حاصر السلطان العثماني سليمان بغداد وتمكن بسهولة من اقتحامها وقتل بقايا وفلول الصفويين فيها وامر باعادة بناء الاماكن الاسلامية السنية التي هدمها الشيعة ومنها قبر ابو حنيفة وبنى على القبر قبة كبيرة لا تزال الى اليوم مزارا مهما للمسلمين السنة .
* حوصرت بغداد بعد ذلك من قبل الانكشاريين والانجليز والعثمانيين والايرانيين الى ان سقطت بغداد بيد الهاشميين فحولوها الى ماخور سياسي للغرب وانتهت مرحلة الهاشميين بمجزرة قصر الرحاب ثم تتابعت الانقلابات العسكرية الدموية التي انتهت بوصول صدام الى الحكم ... فهل سيدخل جورج بوش الابن تاريخ بغداد الدموي بصفته صاحب الحصار ربما العشرين لهذه المدينة المنكوبة والتي لن تجد مدينة اخرى في العالم تعادلها في نكباتها ؟