مراكز توعية مصرية لمكافحة الإيدز يرن هاتف في غرفة صغيرة وسط مبنى متواضع، لكن نظيف، في قلب القاهرة. انها سيدة، وهي قلقة، فهي تشك في كون زوجها مارس الجنس مع شخص آخر، وهي خائفة من الاصابة بالايدز.
وتسأل السيدة: "أين اقوم بفحص؟ وهل سريته مضمونة؟"
مثل هذه المكالمات الهاتفية والتي لا تطول اكثر من خمس دقائق، ليست غريبة على مركز الارشاد المصري حول الايدز الذي يعطي معلومات حول انتقال الداء وطرق الوقاية منه.
وهذا المركز المدعوم من اليونيسيف يسدي النصح ويجيب على اسئلة المصريين وغيرهم من مواطني دول المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات.
وما زال المصريون ينظرون الى هذا الداء الذي اودى بملايين الارواح حول العالم كشيء "اجنبي" لا يدعو المصريين العاديين للقلق. والارقام المتوفرة تبعث على الارتياح ايضا.
فحسب ارقام برنامج الامم المتحدة لمحاربة الايدز، فان عدد المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة أو حامليه لا يتعدى 17 ألفا في بلد يتجاوز عدد سكانه الـ70 مليونا.
لكن عددا من العوامل يزيد من المخاوف من تدهور الوضع بسرعة، ومنها ارتفاع نسبة الشباب وزيادة عدد من يمارس الجنس قبل الزواج وقلة المعرفة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة.
ويقول الدكتور احمد بهاء الذي يشرف على المركز ان الاشخاص الذين يتصلون بالمركز لهم اهتمامات مختلفة، وانه يتلقى 15 الى 20 مكالمة يوميا.
ويضيف بهاء: "الكثير ممن يهاتفوننا يقفلون الخط خوفا من ان نكون نرصد عناوينهم، وبالطبع، نحن لا نفعل ذلك."
وتقول نادية صديق احمد الموظفة في نفس المركز انه بالرغم من الاهتمام العالمي المنصب على الموضوع فان الكثير من الجهل يلف الموضوع في مصر.
وتقول نادية صديق: "العديد من الناس يهاتفوننا قلقين من احتمال اصابتهم بالفيروس عن طريق التقبيل، بل سألتني سيدة ان كان محتملا ان تصاب بالفيروس عن طريق مياه تقاطرت من شرفة جيرانها فبللت يدها."
ووجود مراكز التشخيص والارشاد الخاصة بالايدز في مصر ينقل التوعية بشأن الداء الى مستوى آخر في البلاد، فمن شأن السرية التي تتوخاها تلك المراكز ان تشجع الفئة الاكثر تعرضا للداء من قبيل من يمتهن الدعارة والمثليين والمتعاطين للمخدرات عن طريق الحقن.
ويقول الدكتور بهاء ان هذه المراكز تعتمد على السرية التي تلتزم بها تجاه الحالات التي تتعامل معها، فالاشخاص الذين يأتون لاجراء تحاليل او طلب ارشادات لا يجبرون على اعطاء اية تفاصيل خاصة بهم، بل يعطونا أي اسم يختارونه فنعطيهم رقم ملف ترتيبي.