فاز حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الروسية بعدما اظهرت النتائج انه حاز على اكثر من 64 بالمئة من الاصوات مقابل 11.6 بالمئة للحزب الشيوعي. وجاءت الاحزاب الروسية الموالية لبوتين في المركزين الثالث والرابع مع 8.2 بالمئة لحزب روسيا الآن (يسار الوسط) و7.8 بالمئة للحزب القومي المتطرف الذي يتزعمه فلاديمير جيرينوفسكي. وتعطي هذه النتائج لبوتين وحلفائه غالبية في مجلس النواب (الدوما) تتخطى الـ81 بالمئة من المقاعد. في المقابل، نفت اللجنة المشرفة على الانتخابات، اتهامات من قبل أحزاب المعارضة بحدوث مخالفات خلال عملية التصويت. وكان الرئيس الروسي قد قال إن حصول حزبه على انتصار واضح سيمنحه تفويضا للبقاء في دائرة السلطة بعد انتهاء ولايته الرئاسية الأخيرة في العام المقبل، إذ ربما يصبح رئيسا للحكومة. لكن المعارضة الشيوعية تقول إنها سوف تقدم طعنا قضائيا في نتائج الانتخابات ،وإنها سوف تقرر في اجتماع تعقده في وقت لاحق اليوم الاثنين ما إذا كانت ستقاطع البرلمان الجديد. وقال جينادي زيوجانوف، زعيم الحزب الشيوعي "إننا لا نثق بتلك الأرقام التي أعلنتها اللجنة الانتخابية وسنقوم بإحصاء مواز للأصوات". كما حثت الإدارة الأمريكية السلطات الروسية على التحقيق في المزاعم الخاصة بحدوث تجاوزات أثناء عملية الاقتراع.
وقد أقر بوريس جريزلوف، زعيم حزب "روسيا الموحدة" بوقوع مخالفات، لكنه وصفها بأنها ضئيلة وغير مؤثرة.
وقال: "بالطبع هناك تجاوزات، لكن السؤال هو: هل لها تأثير على النتيجة النهائية. إنها لا تؤثر بأي حال على النتيجة النهائية." وأضاف: "حقيقة أن هذه التجاوزات التي تم رصدها تظهر شفافية عملية الاقتراع." وأشار جريزلوف إلى أن الانتخابات كانت بمثابة "استفتاء على الرئيس بوتين، لذا أعتقد أن بمقدورنا القول أنه قد انتصر." لكن المراقبين المستقلين لسير الانتخابات اشتكوا من عرقلة جهودهم لمراقبة عملية الاقتراع. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد تخلت عن خططها لإرسال فريق كبير من المراقبين وقالت إن السلطات الروسية قد عرقلت مهمتها وأخرت حصول فريقها على تأشيرات الدخول وهو ما نفته موسكو. لكن منظمة غولوس الروسية المستقلة التي راقبت الانتخابات رصدت مخالفات كثيرة وقالت إنها بلغت حد "حملة منظمة" وتضمنت: إدراج أسماء الذين صوتوا لصالح حزب روسيا الموحدة في سحب على جوائز بمدينة سان بطرسبرج
نقل الناخبين بالحافلات إلى مراكز الاقتراع للتصويت عدة مرات، كما حدث في موسكو وسان بطرسبرج
اعتقال مراقبين يمثلون أحزاب المعارضة للاشتباه فيهم
اعطاء الناخبين أوراق انتخابية سُودت لصالح حزب روسيا الموحدة
ورغم ذلك فقد قال فلاديمير شوروف، رئيس لجنة الانتخابات المركزية إنه لا علم لديه بحدوث انتهاكات بالغة خلال عملية الاقتراع.
منافسة حامية
وقد تنافس أحد عشر حزبا على مقاعد مجلس الدوما، لكن يبدو أن أربعة منها فقط قد حصلت على نسبة 7% من الأصوات التي تؤهلها لدخول البرلمان.
وهذه الاحزاب هي روسيا الموحدة، والشيوعيون، وروسيا المنصفة والحزب الديمقراطي الليبرالي ذي الميول اليمينية.
ونظرا لتحالف الحزبين الأخيرين مع روسيا الموحدة، فمن المتوقع أن تحصل الأحزاب المؤيدة للكرملين على 348 مقعدا من إجمالي 450 مقعدا في الدوما، حسبما أفادت بعض التقارير.
ومن شان هذه الاغلبية أن توفر لأنصار الكرملين الأصوات الكافية لتمرير التعديلات الدستورية التي يطمحون إليها.
خيارات بوتين
ويتعين على الرئيس بوتين، بمقتضى الدستور، أن يغادر السلطة في نهاية ولايته الثانية في مارس/آذار المقبل.
ويقول جيمس روجرز مراسل بي بي سي في موسكو إن الفوز الكاسح لحزب بوتين سوف يمكنه من لعب دور محوري في السياسة الروسية حتى لو كان خارج منصب الرئاسة.
وكان بوتين قد ألمح في وقت سابق إلى احتمال أن يسعى للحصول على منصب رئاسة الحكومة عندما يغادر رئاسة روسيا.
موضوع: فوز كاسح لحزب بوتين في الانتخابات الروسية 
الإثنين ديسمبر 03, 2007 11:02 am
