masriaana المدير العام
عدد الرسائل : 1350 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 04/08/2007
| موضوع: [b][size=18]من قلبي[/size][/b] الجمعة أغسطس 10, 2007 12:45 pm | |
| من قلبي
b[center]]بعد الغناء للفواكه بجميع أنواعها تقريبا, قرر الممثل الكوميدي أحمد آدم الغناء للخيار, وهو أراد أن يسخر من أصحابها فأضاف إليهم أغنية وجدت أنتشارا بين الشباب وتعدت كل المتوقع لها.
والحقيقة أننا نعيش زمنا يستحق الغناء للعنب وللخيار ولكل أطباق الفاكهة والخضار إن أمكن, وهي أغنيات قصيرة العمر وتموت في مواسم أخري.
ولا أسأل لماذا نجحت هذه الأغنيات, أسأل ولماذا لا تنجح ؟ قبل50 سنة تقريبا غني المطرب الشعبي الرائع كارم محمود للرمان, وعلي الرغم من كل الايحاءات التي تحملها الأغنية نجحت وأنتشرت وتجاوزت كل التوقعات لها.
في وقت لاحق قبل30 سنة غني المطرب الشعبي أحمد عدوية للفول بالزيت الحار, وأصبحت أغنية يتبادلها البسطاء في العلن ويتداولها المثقفون في السر, وقد نبهني منتج معروف إلي حقيقة مهمة جدا وهي أن أحمد عدوية هو صاحب الفضل في انتشار وتطور الأغنية وظهور جيل جديد من المطربين, فهو الذي حول الأغنية من زمن الأسطوانة إلي زمن شريط الكاسيت, وشجع المنتجين علي استبدال الأسطوانة بالشريط في بداية السبعينيات, وشجع المستمع علي شراء الريكوردر الصغير وتضاعفت مساحة الأستماع وخرجت إلي السيارة وإلي الشارع, وظهر بسرعة جيل من الأصوات الشابة كان بينهم هاني شاكر ومحمد منير وعلي الحجار.
لقد اختصر عدوية المسافة والزمن وعلينا جميعا أن نقول له شكرا علي هذا الأنجاز, وهي مناسبة أن أطالب بتكريم هذا الصوت الجميل وتشجيع الأصوات الشعبية المحترمة علي البقاء في دائرة الأهتمام, ولابد أن حكيم يلعب دورا مهما في بقاء الأغنية الشعبية علي قيد الحياة, فهو يجتهد ليستمع العالم لها ويختفي ليعود بألحان جديدة وجادة من أجل هذا الفن الذي يعبر عن الناس وأحلامهم وأحزانهم أيضا.
عذاب الأغنية الشعبية أن أصحابها لا يجدون التقدير الكافي لفنهم المقتبس من الجذور, بينما يجد أصحاب الأغنية المسروقة من الغرب كل الاهتمام والأضواء.
في نهاية الستينيات اكتشف عبد الحليم حافظ وهو في قمة نجاحه أن أصوات محرم فؤاد ومحمد رشدي وماهر العطار تسرق منه نصف نجاحه بأغنياتهم الشعبية البسيطة التي وجدت انتشارا مذهلا أربك كل الحسابات, ماذا فعل ؟
اتفق مع الملحن الموهوب بليغ حمدي علي تقديم عدد من الأغنيات الشعبية كان أشهرها سواح التي صنعت انقلابا أعاد عبد الحليم إلي قمة الغناء مرة أخري, وهي نفسها الأغنية التي نشرت أصوات محمد فؤاد وعمرو دياب ومدحت صالح في الأفراح والملاهي بعد ذلك. فقد غناها الجميع دون أن يعرفوا السبب, لكن السر ظل في عبقرية اللحن الشعبي الذي أخترعه بليغ حمدي وكرره بعد ذلك مع وردة فتجاوزت كل منافسيها من فايزة أحمد إلي نجاة.
وللمطربة أنغام تجارب في الغناء الشعبي كانت علامات مهمة في مشوارها الفني, فقد غنت بأحساس واختارت بموهبة ونجحت في بساطة.
وأكثر الأغنيات نجاحا لمحمد فؤاد ومحمد منير كانت شعبية ونالت الانتشار الذي تستحقه, لماذا أذن لا نقاوم موت الأغنية الشعبية بتقديرها ونقدها ومنحها الأهتمام الكافي من الأعجاب والتشجيع ؟
وليس صحيحا أن الأغنية الشعبية هي التي تحمل معاني لا معني لها, وموسيقي لا روح فيها, وأشكالا متشابهة لا جديد منها, لكنها هذه الأغنية المبهجة التي تحمي الفلكلور من الزوال لقد رحل نجوم الأغنية الشعبية دون الحصول علي جميع وكامل حقوقهم الفنية, كارم محمود ومحمد عبد المطلب ومحمد رشدي وعبد العزيز محمود, وظل آخريين مثل أحمد عدوية وكتكوت الأمير وفاطمة عيد في دائرة الظل, والوريث الوحيد للأغنية الشعبية هو حكيم مازال يحلق مثل فراشة ليمنع شمس الأغنية الشعبية من الزوال.[/b] | |
|