الكونغرس الأميركي يوافق على قرار تاريخي تكريما لشهر رمضان والمسلمين
أغلبية كبيرة في مجلس النواب تدعم الإجراء
بداية النص
واشنطن، 3 تشرين الأول/أكتوبر 2007 – وافق مجلس النواب الأميركي في 2 تشرين الأول /أكتوبر بأغلبية 376 صوتا مقابل لا شيء على قرار تاريخي يعترف بقدسية شهر رمضان المبارك لدى المسلمين، ويعرب عن عميق احترامه للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم. وهذا القرار هو الأول من نوعه الذي يصدره الكونغرس بهذا الخصوص.
وقد قدمت القرار ورعته النائبة عن ولاية تكساس إدي برنيس جونسون واشترك في تبنيه 30 مشرعا، بمن فيهم النائب كيث إليسون من منيسوتا، وهو أول مسلم ينتخب لعضوية الكونغرس الأميركي في التاريخ.
وقال النائب إليسون لموقع يو.أس.إنفو. "هذا دليل على الاحترام والاعتراف. إنه عمل معبر تماما عن كنه أميركا. فنحن بلد يقوم على التسامح الديني والشمول الديني."
وقال، "إن الفكرة الأساسية هي أن نظهر، ليس فقط للعالم الإسلامي بل للعالم أجمع بأن كونغرس الولايات المتحدة هو مكان تحترم فيه كل المعتقدات، ويعترف بكل المعتقدات، مكان نحتضن فيه تنوعنا ومكان نعتقد فيه بأن وعد أميركا هو أنه يمكنك أن تنشد العقيدة السماوية التي تراها ملائمة لك حسب تقديرك، ووفق تقاليدك وبطريقتك الخاصة."
وقال النائب عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان، الذي أيد مشروع القانون بقوة لدى عرض القرار للنقاش والتصويت في قاعة المجلس: "إن ممارسة رمضان تتطلب تفانيا للعقيدة، وللمجتمع والأسرة، وهي قيم عالمية حقة نشترك بها جميعا." وقال، "إنه من المناسب والضروري" أن يعترف الكونغرس بتلك الممارسة ليعبر عن "الاحترام العميق الذي نشعر به جميعا للمسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم."
وقالت راعية مشروع القرار الرئيسية، إدي جونسون مخاطبة المجلس قبل إقرار القرار، "إن المسلمين الأميركيين يساهمون في النمو القوي للمجتمع والثقافة الأميركيين. ويلعب المسلمون الأميركيون دورا بارزا في العملية السياسية لبلدنا، ونموه الاقتصادي، وتطوره العلمي، ومشاريعه التجارية الحرة، وتسامحه الديني، وتطبيقه للقانون وأمنه الداخلي."
وقالت، "إن المثل الأميركية التعددية، والمؤسسات الديمقراطية والتعددية الثقافية قد توسعت وتقوت بفضل المساهمة والمشاركة المدنية للمسلمين الأميركيين" مضيفة أنه "خلال هذا الشهر المبارك، أود أن أقول ’رمضان مبارك‘ لجميع المسلمين."
وقال إليسون للمشرعين أثناء بحث القرار "إنني كمسلم يصوم رمضان، أستطيع أن أقول لكم إنه وقت تأمل، ووقت تجدد، وانبعاث روحي"، مضيفا أن "من المهم أن تعيد تقويم حياتك، وتتأمل بدورك في المجتمع وتفيد جارك."
ووصف إليسون حفل إفطار أقامه مسجده بالاشتراك مع معبد إسرائيل في منيابوليس بمناسبة عيد الغفران (يوم كيبور) اليهودي حضره 160 شخصا بقوله "لم يكن لدينا العدد الكافي من المقاعد للجميع، لكنه كان عندنا ما يكفي من الطعام لأننا تقاسمناه .. مبرهنين مرة أخرى على أننا لسنا متباعدين."
وأشار النائب الديمقراطي من ولاية نيوجيرزي بيل باسكريل إلى أوجه التشابه التي يشترك فيها الدين الإسلامي مع الأديان الأخرى وقال "إنه يتحتم علينا نحن غير المسلمين جميعا أن نتعرف على هذا الدين الذي كثيرا ما يساء فهمه ويساء وصفه."
وقال النائب نك لامبسون، وهو من ولاية تكساس، "إنني كحفيد جد مهاجر، أعرف أن الاندماج الفعلي يعني الحفاظ على التقاليد مع تحقيق النجاح. فأنا منبهر للسرعة التي أجاد فيها المسلمون الأميركيون تحقيق الأمرين." وعزا النائب لامبسون نجاحهم إلى "المثُل المشتركة في العمل الجاد والانضباط والثقافة الاجتماعية والأسرية."
وقال النائب تد بو، وهو من ولاية تكساس، إن القرار يؤكد مجددا على الوقوف إلى جانب المسلمين الأميركيين في وجه جرائم الكراهية ويتخذ موقفا شديدا ضد عدم التسامح بقوله "لعل رمضان هذا العالم يكون بالفعل وقتا يعتنق فيه المسلمون وأتباع كل الأديان الحرية والتسامح للجميع ويرفضون العنف والتطرف."
وأوضح إليسون في وقت لاحق أن جريمة الكراهية "تشكل مخالفة للقانون، وهي انتهاك لثقافتنا ومخالفة لأسلوب الحياة الأميركية."
وجاء رد فعل الجالية الإسلامية الأميركية، طبقا لما قاله كوري سيلور عضو مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، "إيجابيا كليا." ووصفه بأنه "دليل على أن المسلمين في أميركا يزدادون إدراكا لوضعهم بأنهم جزء من النسيج العام للولايات المتحدة."
ووصف سيلور أميركا بأنها "مجتمع تعددي وترحب بكل الأديان، لكن الأمر عائد لكل دين من الأديان المختلفة في تأكيد ذاته في المجال العام، وإن ما يفعله هذا القرار هو أنه يبين أن المسلمين الأميركيين يزدادون علما ومعرفة بكيفية إثبات ذاتهم في المجال العام."
ووصف سلام المرياتي، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون العامة الإسلامية، القرار بأنه "قطعا معلم هام بالنسبة لأميركا وتعزيز إيجابي لتقليد التعددية الدينية في بلدنا" الذي ظل ملاذا للأقليات الدينية المختلفة. وأضاف أنه "بادرة تدعو إلى الاطمئنان ودليل على الاحتواء، وشاهد على التوافق الاجتماعي، والناس مغتبطون جدا للقرار الذي حقق هذه الأمور."
وقال إليسون إن قرار مجلس النواب الذي "يأخذ علما ببداية رمضان ويشيد بالمسلمين لإيمانهم بدينهم" إنما "يدل على التضامن بين الأميركيين والمجتمع الإسلامي في أنحاء العالم."