siwa
عدد الرسائل : 395 تاريخ التسجيل : 30/09/2007
| موضوع: اليكوبين ( Lycopene ) الأحد نوفمبر 04, 2007 1:58 pm | |
| هذا المركب يعطي الطماطم , والجريب فروت الاحمر , والبطيخ لونها الاحمر . اللون الأحمر القاني لثمار الطماطم ، ولون البطيخ الأحمر المحبب إلى النفوس ، ليس فقط واجهة لشد الأنظار . إن له وظيفة صحية أيضاً هى مكافحة الأمراض . فهذا اللون يعود إلى وجود الليكوبين النباتي وهو من مضادات الأكسدة التي تمنع تراكم الأصول الحرة الغادرة داخل الشرايين والأوعية ، الحياة صحة قبل كل شئ. وهذا هو المجال الذى تسهم فيه البحوث التغذوية على نحو يتزايد بإطراد فى هذه القيمة البشرية التى هى أثمن القيم جميعاً . وقد تلقى الطب من علوم التغذية بالفعل منحاً سخية أمامه آفاقاً جديدة للوقاية من العلل والأمراض . فقد اكتشف باحثو التغذية مؤخراً أسراراً جديدة عن الأغذية النباتية وعلاقتها بصحة الإنسان . إنهم عثروا فيها على الآلاف من مواد كيميائية طبيعية ذات تأثير صحى مفيد . وهى ليست من المغذيات كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات ، بل هى مواد تعرف " بالكيميائيات النباتية " أو كيميائيات الفايتو " Phytochemicals . على أن المدهش هو أن العديد من هذه الكيميائيات ليست فى واقع الأمر سوى مرادفات لذات الأصباغ الطبيعية التى تتلون بها النباتات . أى أن القيمة الصحية والوظيفية التلوينية فى النبات هما فى الحقيقة شئ واحد وفقاً لهذا المقياس ، فإن الليكوبين النباتي (Phyto Lycopene) ، هو صبغ شاف وصحى. فى أعماق خلايا النبات ينطوى سر البلاستيدات ، التى تبدو سابحة فى السيتوبلازم كأجسام بروتينة دقيقة عدسية الشكل ، كما يعزى إلى أصباغها لون أجزاء النبات . إن اللون الأخضر لثمار الطماطم غير الناضجة ، إنما يعود إلى غلبة أصباغ (الكلوروفيل) وقلة الأصباغ الكاروتينية فى البلاستيدات . فى حين يعود لون الثمار أثناء تطور عملية النضج ، إلى غلبة الأصباغ الكاروتينية ، الصفراء منها والبرتقالية والحمراء . وعلى هذا النحو فإن الصبغ الذى يضفى رواء الحمرة على ثمار الطماطم تامة النضج ، إنما هو أحد أنواع الكاروتينويدات غير الحلقية Acyclic carotenoids ، الذى يعرف بالليكوبين وهو الذى يستمد أسمه من الأسم العلمى للطماطم " Lycopersicum esculentum " ، بحسبان ثمارها هى المصدر الأهم له والأساسى .أما على جبهة التشييد الحيوى للصبغ ، فإنه يجرى بصفة عامة كجزء أساسى فى تركيب البلاستيدات الخضراء ، كما أنه يحدث أيضاً متزاملاً مع تطور البلاستيدات الملونة ، على الأخص أثناء مراحل نضج الثمار . فالواقع أن تركيز صبغ الليكوبين الأحمر يتضاعف مراراً بتقدم عملية النضج فى الوقت الذى يزيد فيه تكسر الكلوروفيلات الخضراء . وذلكم هو الذى يفسر نتائج التحليلات الكيميائية التى تظهر أن تركيز الليكوبين فى ثمار الطماطم الخضراء لا يكاد يتعدى 0.11 ملليجرام لكل مائة جرام . فى حين يبلغ التركيز فى الثمار نصف الناضجة 0.84 ملليجرام لكل مائة جرام وفى الثمار تامة النضج يصل التركيز إلى7,85 ملليجرام لكل مائة جرام . وعلى أية حال فإن مالا يقل عن 90% من محتوى الكاروتينويدات فى الطماطم الناضجة الحمراء لابد أن يوجد فى صورة ليكوبين وليست ثمار الطماطم التى عكف الباحثون على دراسة أصباغها طوال سنوات عدة بالطبع هى وحدها التى تحتكر إنتاج صبغ الليكوبين . فمن حسن الحظ أن العديد من أنواع الفواكه والخضروات تشترك معها فى إنتاجيته ولنذكر على سبيل المثال : البطيخ الأحمر ، والشمام والجوافة وردية اللون ، والمشمش والجريب فروت (الليمون الهندى) الأحمر الوردى وبعض أصناف الخوخ ونحو ذلك.ظل الناس زمناً طويلاً لا يعرفون عن وظيفة الليكوبين سوى القيام بتلوين بعض أنواع الثمار على نحو يشد الأنظار على أن باحثى التغذية أضافوا فى السنوات الأخيرة وظيفة أخرى غير متوقعة إذ تبين لهم أن هذا الصبغ من أقوى مضادات التأكسد Antioxidants ، (ومضادات الشيخوخة) التى أختبرت حتى الآن . وهذه هى المواد التى تقف ضد الشقوق الحرة Free radicals ، والتى هى عبارة عن الجزيئات أو الذرات التى فقدت أحد الكتروناتها فصارت من ذوات العدد الفردى من الالكترونات ، مما يجعلها غير ثابتى كيميائياً وقابلة للإتحاد بمركبات أخرى متعددة . فهى لا تتوانى أثناء بحثها المجنون عن الاليكترون المفقود عن أن تدمر فى طريقها الخلايا السليمة لتنتج الشقوق الحرة فى تفاعلات انقسامية ثنائية والتى تصبح بدورها تفاعلات متسلسلة ، لا تكاد تتوقف عن التدمير والتخريب . وهذا هو ما يعضد دورها فى ظهور أعراض الشيخوخة فى ا لأبدان . فالواقع أن تغضن الجلد ليس إلا تعبيراً عن حدوث تكسير فى بنية كولاجين بفعل هذه الشقوق . كما أن ابيضاض الشعر ليس إلا إعلاناً عن عدوانها الأثيم على بصيلات الشعر ، التى تفقد قدرتها على إنتاج صبغتها الملونة . وهكذا على كافة أعضاء الجسم وأجهزته فإن الشقوق الحرة تؤكد وجودها وتثبيت دورها التخريبى . وطبيعى أن مثل هذا العمل الشائن يوجب حشد المزيد من مضادات التأكسد فى الأبدان لرصد تحركات الشقوق ومعادلتها قبل أن تتعرض للخلايا بالسوء وعند هذا الموضوع فإن خبراء التغذية وجدوا أن الليكوبين النباتي يعد من أقوى مضادات التأكسد الفاعلة فى الأبدان والقادرة على أسر الشقوق المؤذية قبل أى تتمكن من القيام بأى أذى . ولذلك فإن بعض خبراء التغذية يعدون أطعمة الليكوبين بمثابة " محطات توليد الطاقة والمناعة ضد الشيخوخة " ويعدها آخرون بمثابة " ينابيع الشباب الدائم والحيوية " . إن أهم شئ فى أمراض السرطان هو الوقاية لا العلاج . وهذا أمر ممكن فكل ما تحتاج إليه هو أن تزود جسمك بأطعمة الليكوبين . هكذا تقول دراسة نشرت مؤخراً فى مجلة الزراعة وكيمياء الأغذية "Jouranl of Agricultural and Food Chemistry" . تستند الدراسة على قدرة الليكوبين النباتي - كمضاد للتأكسد على تثبيط نشاط العديد من أنواع الشقوق الحرة التى تتسبب بحدوث السرطان . ويحتاج فهم آلية عمل الليكوبين كحزام أمان للوقاية من السرطان إلى معرفة أن خطوة بداية الورم تبدأ بحدوث تلف جزئ الحامض النووى " الدنا " DNA .ولسوء الحظ فإن أنواعاً من الشقوق الحرة كثيراً ما تنجح فى اختراق الحواجز الخلوية التى تحمى هذا الجزئ وتشن هجماتها بقوة عليه ، وتحدث فيه تلفاً واضطراباً شديدين . وهنا يتجلى كرم أغذية الليكوبين وسخاؤها : إذ ينطلق الليكوبين فى سوائل وأنسجة الجسم مطارداً الشقوق الهائجة مانعاً إياها من إتلاف الشريط الوراثى ومحبطاً أى تمرد خلوى ينذر بحدوث السرطان ولسوف نتناول الآن نتائج بعض الدراسات التى أجريت حول القدرة المذهلة لأطعمة الليكوبين فى مكافحة الأنسجة الثائرة 1- أظهرت دراسة أجريت فى مركز سرطان أفيانو بإيطاليا ، أن الأفراد الذين يأكلون الطماطم سبع مرات على الأقل أسبوعياً تقل لديهم بمقدار النصف ، حالات الإصابة بسرطانات تجويف الفم ، والبلعوم ، والمرئ ، والمعدة ، والمثانة ، والقولون 2 - استبان للباحثين أن الأشخاص الذين يقل تركيز الليكوبين فى دمائهم ، هم الأكثر استهدافاً للإصابة بسرطان البنكرياس بقيمة تبلغ خمسة أضعاف الآخرين . 3- رصد محللون ذوى خبرة ودراية بسرطان عنق الرحق انخفاضاً فى معدل الإصابة بنحو 3.5-4.7 ضعفا لدي النساء اللأئي يداومن علي تناول أغذية الليكوبية موازنة بالأخريات 4- أشارت دراسة فسيولوجية إلى وجود علاقة إيجابية بين تناول أغذية الليكوبين والحماية من سرطان الثدى . 5- أظهرت دراسة قيمة أجريت مؤخراً أن أكثر من 25% من محبى تناول الطماطم ومنتجاتها لديهم حصانة من الإصابة بسرطانات القناة الهضمية بنسبة تتراوح ما بين 30 ، 60% ، موازنة بغيرهم ممن لا يقبلون على أكلها . 6- أجرى باحثون فى الأرجواى تجارب مهمة فيما بين عامى 1996 ، و 1998 ، استهدفت معرفة درجة شيوع سرطانات المسالك التنفسية والهضمية العلوية وهل يمكن التحكم فيها بأغذية الليكوبين ؟ كانت النتائج واضحة : إذ حقق تناول أغذية الليكوبين خفضاً فى خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 70% ، كما حقق خفضاً فى معدل النمو السرطانى بنسبة 77% . 7- أشارت دراسة مهمة نشرت مؤخراً فى " المجلة الأمريكية لإنتشار الأمراض بين السكان " إلى دور أغذية الليكوبين فى مكافحة سرطان الرئة ، لا سيما لدى المدخنين . إن الملاحظة الأولى التى سجلها الباحثون هى أن المدخنين الذين كانت دماؤهم تنطوى على تركيزات أكبر من الليكوبين ، كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان . كما لاحظوا أن أغذية الليكوبين تبدو فعالة تماماً فى تخفيض الإصابة بهذا الداء بنسبة بلغت 27%. 8- اتضح من دراسة أخرى شملت رجالاً من المدخنين وغير المدخنين أن مجرد تدخين 3 سجائر كفيل بإنقاص 40% من تركيز الليكوبين بالدماء .هناك باحثون ظلوا لسنوات يفكرون على نحو مختلف في الوظائف الحيوية لليكوبين النباتي حين يلج أبدان الآكلين . إذا كانوا يعرفون أن طبيعته كمضاد للتأكسد تساهم فى منع تراكم الشقوق الحرة داخل الأوعية الدموية والشرايين مما يفضى إلى إنقاص معدل الكوليسترول فى الدماء . وبتعبير أفصح فقد كانوا يفكرون فيما إذا كان بوسعة نشر حمايته على القلب نفسه ومنع سقوطه فريسة المرض . وتلقف باحثون فى جامعة نورث كارولينا الأمريكية على الفور هذه الأفكار ، وبدأوا فى أخذ عينات من دماء آلاف الأشخاص فى عدة دول أوروبية ، وقاموا بتحليلها لتقدير محتواها من الليكوبين ، ثم عقدوا موازنة فيما بين نتائج تحليل دماء مرضى القلب ، ودماء الأصحاء . أظهرت نتائج الدراسة أن معدلات الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية كانت متدنية لدى الشعوب التى تمتاز بتركيزات أعلى من الليكوبين فى الدماء . كما أظهرت وجود الليكوبين فى أبدان الأصحاء ، بمقادير أكبر عما يوجد فى أبدان العليلين . ولأن الأصحاء ظلوا مدة الدراسة يطعمون المزيد من أغذية الليكوبين فقد خلصت الدراسة إلى التوكيد على قيمتها الحيوية للوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين . وثمة علماء فنلنديون عكفوا منذ سنوات على إجراء بحوث جديدة فى هذا المجال .وهاك ما توصلوا إليه : لقد أدى تناول وجبات خالية من الطماطم ومنتجاتها لأمد طويل إلى تدنى مستوى الليكوبين فى دماء الآكلين وعلى هذا النحو زادت لديهم فرصة التعرض للأزمات القلبية وتصلب الشرايين المبكر خصوصاً فى منتصف العمر وهكذا حسمت نتائج البحوث الجدل الدائر بين العلماء حول ما إذا كان الليكوبين النباتي له تأثيراً صحيا مفيداً فى حماية القلب ومنع تصلب الشرايين فى المراحل الأولى المبكرة . | |
|