داء البلهارسيات داء البلهارسيات (الذي يُدعى أيضاً البلهارسية) هو مرض يتوطن 74 بلداً نامياً ويصيب أكثر من 200 مليون نسمة من سكان المناطق الريفية وأرباض المدن في تلك البلدان. ومن أصل مجموع المصابين، هناك 120 مليون نسمة يعانون من أعراض المرض منهم 20 مليون نسمة يعانون من آثار وخيمة. ويصيب داء البلهارسيات، في مناطق كثيرة، عدداً كبيراً من الأطفال دون سن 14 عاماً. وتشير التقديرات إلى أنّ هناك 650 مليون نسمة في شتى أنحاء العالم يسكنون المناطق التي يتوطنها هذا المرض.
خصائص المرض تنجم الأشكال الرئيسية لداء البلهارسيات البشري عن خمسة أنواع من الدودات المسطّحة أو الدودات المثقوبة التي تُدعى البلهارسيات، وتلك الأشكال هي:
- داءالبلهارسيات المعوي الذي تسبّبه البلهارسية المنسونية والذي ينتشر في إقليمي أفريقيا وشرق المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية.
- داءالبلهارسيات المعوي الشرقي أو الآسيوي الذي تسبّبه الطفيليات من فئة البلهارسية اليابانية (التي تضمّ البلهارسية الميكونغية المنتشرة في حوض نهر الميكونغ)، والذي يتوطن إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
- وتم الإبلاغ أيضاً، في بلدان وسط أفريقيا، عن انتشار شكل آخر من أشكال داء البلهارسيات المعوي تسبّبه البلهارسية المُفحمة.
- ويتوطن داء البلهارسيات البولي الذي تسبّبه البلهارسية الدموية إقليمي أفريقيا وشرق المتوسط.
وتدخل البلهارسيات جسم الإنسان من خلال التعامل مع مسطحات الماء الملوّثة بها. ويحدث ذلك خصوصاً لدى الأشخاص الذي يعملون في قطاعي الزراعة وصيد الأسماك. غير أنّ نزوح الناس من الأرياف إلى المناطق الحضرية يسهم حالياً في إدخال المرض إلى أرباض المدن في شمال شرق البرازيل وأفريقيا، ويسهم تنقّل اللاجئين في نقله إلى مناطق أخرى. كما يُسجّل تزايد في إصابة السائحين بداء البلهارسيات، وذلك مع زيادة السياحة الإيكولوجية والرحلات البعيدة عن المسالك السياحية المألوفة، علماً بأنّ تلك الإصابات قد تكون وخيمة وحادة في بعض الأحيان وتتسبّب في حدوث مشاكل غير معهودة، مثل شلل الساقين.
والجدير بالذكر أنّ داء البلهارسيات يخلّف آثاراً اقتصادية وصحية كبيرة. فهذا المرض يعرقل الأداء المدرسي وأنماط النمو لدى الأطفال المصابين به، على الرغم من إمكانية تدارك الوضع بالعلاج. كما يمكنه التأثير، في بعض الحالات، في قدرة الشخص على العمل.
التشخيص لتشخيص داء البلهارسيات البولي تُستخدم إحدى تقنيات الترشيح القائمة على استعمال ورق الترشيح أو البوليكاربونات أو المرشحات المصنوعة من النيلون. ويمكن العثور لدى الأطفال المصابين بالبلهارسية الدموية، في معظم الحالات تقريباً، على كمية مجهرية أو مرئية من الدم في عيّنات البول (البيلة الدموية). ويمكن أيضاً تحديد الأطفال الذين ينبغي علاجهم عن طريق فحص عيّنات البول أو تحرّي كميات الدم المجهرية في البول باستخدام أشرطة الكواشف الكيميائية. كما يمكن استفسار الأطفال عمّا إذا سبق لهم ملاحظة دم في بولهم وذلك من أجل تحديد المجتمعات المحلية المعرّضة لأكبر مخاطر الإصابة بالعدوى. ويمكن الكشف عن بيض البلهارسية المعوية في عيّنات البراز وذلك عن طريق تقنية تقوم على استعمال مادة السيلوفان المنقوعة في الغليسيرين، أو بين شريحتين زجاجيتين.
العلاج البرازيكوانتيل (Praziquantel) هو العلاج المتاح والناجع الوحيد ضد جميع أشكال داء البلهارسيات، والجدير بالذكر أنّ هذا الدواء لا يتسبّب إلاّ في حدوث بعض الآثار الجانبية العابرة. ويبلغ سعر القرص الواحد (600 ملغ) نحو 08ر0 دولارات أمريكية، كما يتراوح سعر العلاج المتوسط بين 20ر0 و30ر0 دولاراً أمريكياً. وعلى الرغم من احتمال الإصابة بالعدوى مجدّداً بعد العلاج، فإنّ مخاطر إصابة أعضاء الجسم بحالات مرضية وخيمة تتقلّص بتعاطي الأدوية، بل إنّها تنحسر لدى صغار الأطفال. وبات من الممكن، في معظم المناطق، خفض العدد الإجمالي للحالات وإبقائه منخفضاً طيلة 18 إلى 24 شهراً، وقد تمتد تلك الفترة إلى خمسة أعوام تقريباً في مناطق أخرى دون الاضطلاع بتدخلات إضافية.
استراتيجية المكافحة ترمي استراتيجية مكافحة داء البلهارسيات إلى خفض عدد الحالات باستخدام دواء البرازيكوانتيل، الذي يمثّل الدواء المتاح الوحيد. وتم استخدام هذا الدواء بنجاح خلال السنوات العشرين الماضية لمكافحة المرض في البرازيل وكمبوديا والصين ومصر والمغرب والمملكة العربية السعودية. ومن المحتمل أن يتسنى للمرء، إذا ما استفاد من العلاج ثلاث مرّات على الأقلّ خلال طفولته، توقي الإصابة بالمرض في سنّ متقدّمة.
وقد مكّن توافق الآراء الذي تم في الآونة الأخيرة حول أمراض المناطق المدارية المُهملة من تسليط الأضواء على إمكانية علاج بعض الأمراض على نطاق واسع باستخدام أدوية مأمونة وناجعة، وفي فترات منتظمة. ومن الممكن تقديم ذلك العلاج دون تشخيص فردي عندما يتم تحديد المنطقة التي يتوطنها المرض ومدى تداخل الأمراض المنتشرة فيها.
استراتيجية التدخل الموصى بها والأهداف المنشودة تتمثّل القاعدة المتبّعة في توزيع البرازيكوانتيل على الأشخاص المستهدفين. ويتم تحديد تواتر التدخل وفقاً لنسبة انتشار العدوى أو عدد حالات البيلة الدموية (الناجمة عن داء البلهارسيات البولي فقط) بين الأطفال الذين بلغوا سنّ الدراسة. والغرض من التدخل هو مكافحة حالات المراضة: يمكّن علاج الفئات السكانية المختطرة، بشكل دوري، من ضمان الشفاء لحالات المراضة الماكرة والحيلولة دون إصابة حاملي العدوى بحالات مرضية وخيمة في مراحل متقدمة بسبب داء البلهارسيات.
الفئات المعنية
- الأطفال الذين بلغوا سنّ الدراسة
- البالغين المختطرين، انطلاقاً من الفئات الخاصة (الحوامل والمرضعات؛ الفئات التي تمارس مهناً تنطوي على التعامل مع المياه الملوّثة بالبلهارسيات، مثل صائدي الأسماك أو المزارعين أو عمال الريّ أو النساء لدى القيام بوظائفهن المنزلية)، إلى كامل المجتمعات المحلية التي تعيش في المناطق التي يتوطنها المرض.
لمزيد من المعلومات، الرجاء الاتصال بـ: Mr Dick Thompson
Media officer
Communicable Diseases
WHO, Geneva
Telephone: +41 22 791 2684
Mobile: +41 79 221 7802
E-mail:
thompsond@who.intDr Lester Chitsulo
Scientist
Department of Control of Neglected Tropical Diseases
Preventive Chemotherapy and Transmission Control
Telephone: +41 22 791 3862
Fax: +41 22 791 4777
E-mail:
chitsulol@who.intوصلات المنظمةالعمل في المنظمة |
مواقع أخرى للأمم المتحدة |
بحث |
اقتراحات |
RSS |
الخصوصية © منظمة الصحة العالمية 2007. جميع الحقوق محفوظة