تربعت فوق عرش النجومية والجمال .. وعاشت بدلال حسنها علي ضفاف نهر الاحلام .. وسحرت بنظرات عيونها القلوب والألباب .. أحاطها المعجبون .. وحاصرها العاشقون .. لكنها ظلت تبحث عنه بين ثنايا العمر.. وأطياف الوجدان .. ظلت تبحث عن ذلك الرجل الذي يجد في عينيها عنوانه .. وفي قلبها مكانه .. وفي عقلها ملاذه .. تبحث عن الحب الحقيقي الذي تتقاسم معه أحلامها .. وتضئ به أيامها .. وتتذوق معه رحيق الحب وطعم الحنان والأمان .. لم تغلبها نظرات الاعجاب .. ولم تخدعها أحلام البنات .. لكنها ظلت تنتظر أسطورة الحب الصادق .. والحبيب المجهول .
رحلة طويلة قطعتها النجمة الجميلة ليلي علوي قبل أن تعثر علي نصف ربيعها الآخر .. عن الانسان الذي تمنحه قلبها ومشاعرها وحياتها .. لكن كيوبيد كان هناك ينتظرها فوق جسر السعادة .. ليمنحها تأشيرة دخول إلي عالمه الساحر .. أطلق سهامه النفاذة .. فأصاب الغرام قلبها .. وتمكن العشق من فؤادها .. واستسلمت بإرادتها لقدرها ..وجاء فارس الأحلام وخطفها فوق الحصان الأبيض .. ليدخلا معا القفص الذهبي .. ويعيشا معا أجمل الأيام وأروع الأحلام .
ليلي علوي الصديقة .. وليلي علوي النجمة، تملكتني الحيرة بين الأثنتين .. بين الصداقة والصحافة .. بين الدردشة والحكايات .. والأحاديث والحوارات .. فهي صديقة العمر الوفية .. وهي الفنانة التي طالما أعتز بها وأحترم أخلاصها وحبها لفنها ولرسالتها الانسانية والاجتماعية .. بين صداقتي لها .. ومهنتي التي تدفعني للبحث عن اجابات لتساؤلات القراء والزملاء والجمهور، وقفت حائرة .. ثم قررت في النهاية أن أشارك ليلي فرحتها بالطريقتين .. لوجه الصداقة والحب سعدت بها .. ولوجه الصحافة والجمهور حملت اليها التساؤلات القادمة من محبيها وعشاق فنها في العالم العربي .
في الطريق لمنزلها بمصر الجديدة شردت بذهني .. وتذكرت ذلك اليوم الذي لمحت في عينيها بريقا لم أعهده من قبل .. كنت يومها قد قررت أن أذهب لأهنئها بعيد ميلادها الذي تغيبت عنه بسبب سفري لقضاء اجازة اقتنصتها أنا وزوجي من مشاغلنا ومسئولياتنا لكي نحتفل معا بالعام الجديد في العين السخنة .. ولانني لم أعتد علي الغياب في هذه المناسبة الجميلة التي تدعو فيها ليلي عددا قليلا من الأهل والأصدقاء المقربين جدا فقط ، حرصت أن التقي بها في يوم وصولي من السفر ، لكني وجدتها تصور مشاهد فيلمها الجديد ألوان السما السبعة علي بعد شارعين عن مسكني الذي اقطنه بالمهندسين .. فقررت أن أذهب لموقع التصوير .. وهو أمر نادر الحدوث.. وهناك إلتقيت به لأول مرة .. شخص مثقف بشوش .. وسيم تعلو شفتيه إإبتسامة هادئة ، لفت انتباهي شغفه واهتمامه بمتابعة ليلي أثناء أدائها لأحد المشاهد أمام الكاميرا .. وخلال الحديث الذي تبادلناه شعرت بمدي اعجابه وتقديره لصديقتي الجميلة ، واحترامه لفنها ، وعلمت منه أنه التقي بها لأول مرة بمنزل السفير المصري في بروكسل عام 2003 خلال حفل عشاء أقيم علي شرفها بمناسبة اختيارها عضو لجنة تحكيم مهرجان أفلام الحب بمدينة مونس البلجيكية قبل سنوات ، لكن الظروف لم تسمح بلقائهما بعد ذلك سوي مرات قليلة جدا بسبب إقامته في الخارج بشكل دائم .
داخل منزل ليلي الأنيق نحيت صداقتنا قليلا .. وارتديت عباءة الصحافة .. جلسنا معا فوق الأريكة داخل الغرفة المحببة إلي قلب ليلي والتي طالما جمعت الأهل والأصدقاء.. وهي غرفة صغيرة ديكوراتها جميلة وبسيطة تتوسطها شاشة تليفزيون وتعلو حوائطها شهادات التقدير والجوائز ، وبعض اللوحات الفنية والصور الشخصية والعائلية لأسرة ليلي التي منحها الله جمال الصورة وخفة الروح ورقة المشاعر والعطاء .
كل شئ حولنا كان أكثر جمالا وبهجة، السعادة تلف أرجاء الغرفة، وجدت أمامي ليلي التي تبحث عن فتاها الذي لم يصدق احد وجوده سواها .. لكنها وجدته00 أشرقت قطة الشاشة الجميلة00 وفاض قلبها بالحب وارتوت ملامحها با لسعادة والبهاء فازدادت جمالا علي جمال بعدما استقر قلبها واستسلمت لما اختاره واقتنع به عقلها .. ودخلت عش الزوجية الذي ظلت تحلم به ومعها أسرتها الصغيرة وأصدقاؤها وجمهورها .
قلت : تساؤلات عديدة حاصرتني من الزملاء والأصدقاء والقراء عن ذلك الفارس الذي استطاع أن يخترق الحصون المنيعة ، ويزيل أشواك الخوف من القلب الرقيق ، ويبني لأميرته الجميلة قفصا ذهبيا يتسع لها حتي نهاية العمر ؟!
ابتسمت ليلي وازداد وجهها احمرارا وخجلا ، وخرجت الكلمات متلعثمة من بين شفتيها ، وبصوت هامس قالت : أشعر بخجل شديد وإرتباك لم أعرفه من قبل ، وكأنني أجري حوارا صحفيا لأول مرة في حياتي ، أعلم جيدا إنني لابد أن أجيب علي كل التساؤلات من أجل جمهوري الحبيب الذي أحبه وأعتز به جدا ، ولمست مدي حبه وفرحته بي ، مثلما اشعر بسعادة كل من حولي ، وأشكرهم ة ومكسوفة ، ولدي شعور إنني إنسانة أخري غير ليلي علوي التي أعرفها !
ومن هو أول من عرف بهذه المشاعر الجميلة ؟!
أجابتني علي الفور .. والدتي طبعا اخبرتها وانتظرت أن أسمع منها مباركتها لحياتي القادمة ، والحمد لله باركت كل خطوة خطوتها وسعدت جدا ، ثم الاصدقاء المقربون الذين تعرفوا علي زوجي منصور والتقوا به قبل زواجنا وشاركوني أيضا في محبته، لكن طبعا ليس بقدر حبي لهذا الانسان العظيم الذي طالما حلمت به ، وربنا هداني إليه وهذا رضا من الله علي .
قلت: الشخص الذي تمكن من إقناع ليلي علوي بالدخول إلي القفص الذهبي لا بد أن يتمتع بمواصفات خاصة جدا فما هي أهم هذه المواصفات ؟!
ابتسمت في دلال وقالت .. منصور رجل طيب القلب وفيض من الحنان وفي الوقت نفسه قوي وذكي جدا ويتقي الله في كل تصرفاته وبيحب بلده ، ورغم أنه عاش في الخارج سنوات طويلة من عمره ، الا أنه رجل شرقي جدا ، وأنا أحب الرجل الشرقي المتحضر ، لذلك هو صاحب النصيب الاكبر في القرارات التي تخص حياتنا .. وهذا مبدأ إن شاء الله لن يتغير أبدا .
وبعيدا عن كل هذه المواصفات يصبح الأمر الاهم أننا نشعر بالراحة والتفاهم الكامل معا ، هذا مهم جدا كما أن أهم ما في الزواج هو السكينة ، وهي المرة الأولي في حياتي التي أشعر فيها بالسكينة، والحقيقة هذه المشاعر يصعب وصفها ، لكنها تملأ وجداني ، أشعر بهدوء واستقرار كاملين بداخلي .. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل من يقابلوني هذه الايام يقولون أنني أصبحت أجمل ، وبالمناسبة هم يقولون عنه ذلك أيضا ، يبدو أن الحب هو سر الجمال الذي يظهر علي الوجوه .
صحيح الانسان حين يحب يري الحياة أجمل ؟!
بالطبع يشعر أن كل شئ حوله جميل وأنه طائر فوق الأرض ، ويري المشاكل أصغر حجما .. والعكس صحيح أيضا عندما يفتقد الانسان للحب يري المشاكل أكبر، وتقل قدرته علي التحمل والعطاء ، لكن هذا لا يعني الا يفكر الانسان سوي في نفسه وينسي من حوله .. وأستطيع أن أقول لك أن من الأشياء الهامة المشتركة بيني وبين زوجي إحساسنا بالأخرين ، وحرصنا علي مشاعرهم ، كما أننا لا يمكن أن نؤذي أحد تحت اي ظرف من الظروف .
ضغوط عديدة تعرضت لها من أهلك واصدقائك وجمهورك من أجل إتمام تلك الخطوة لكنك لم ترضخي رغم تأخرها كثيرا .. لماذا ؟!
قالت: لا بد أن يكون هناك قناعة كاملة عند الارتباط ، لأن الانسان لا يتزوج من أجل الناس ، من الممكن ان ترتدي ملابس معينة من أجل الناس أونأكل أصنافا معينة من أجلهم، لكن الزواج مسألة خاصة جدا ، واعتقد انني أمتلك من النضوج والعقل ما يؤهلني للاختيار السليم ، وهذا النضوج حققته بنصائح كل من حولي فانا دائما أحب أن أتعلم وأستفيد من الأخرين ، لكنني لم أتصور يوما أن أتزوج لمجرد الزواج أو اختيار شريك حياتي لمجرد أنه شخص يتمتع بمواصفات جيدة ، أنا أريد أن أرتبط بشخص أحبه ويحبني ، وفي نفس الوقت نحن الاثنين نصلح لبعضنا كزوجين ، وهذا ما وجدته أنا وزوجي ، وهو ما دفعنا للارتباط .
قلت : تذكرت وأنا في طريقي اليك البريق الذي لمحته في عينيك الجميلة يوم 5 يناير الماضي اثناء زيارتي لك في موقع التصوير فهل كان هذا بريق ميلاد قصة الحب التي توجت بالزواج؟!
ضحكت ليلي في خجل وقالت : تقصدي يوم 8 يناير ، الحقيقة أنا تعرفت علي منصور منذ ثلاث سنوات حينما التقينا في منزل السفير المصري ببلجيكا .. لكن علاقتنا الحقيقية بدأت يوم 5 يناير في اليوم التالي لعيد ميلادي ، ثم زارني بعدها بثلاثة أيام في موقع التصوير، وفي هذا الوقت بدأت بالفعل أحس بمشاعر تجاهه .
ضحكت وسألت ليلي : يعني أنا كنت شاهدة علي ميلاد قصة الحب ؟!
شاركتني الضحكات وعلقت : لكن والله الحب كان في العينين فقط لكننا حتي هذا اليوم لم نكن قد صرحنا لبعضنا عن مشاعرنا ، وأريد أن أقول لك ان لقائي بمنصور كان بمثابة العثور علي انسان لن يتكرر بأخلاقه الراقية وقلبه الطيب ورجولته وواقعيته ، وأتمني من الله أن يحفظ لي زوجي .
توقف الحوار قليلا لألتقط فنجان الشاي وفجأة وقع بصري علي صورة جديدة لليلي تحتل موقعا مميزا في الغرفة .. غالبني الفضول الصحفي فسألتها عن قصة الصورة.
أجابت بعذوبة : منصور التقطها لي في حفل عشاء بمناسبة عيد الحب يوم 14 فبراير الماضي وكان أول عيد حب نحتفل به معا .. وأول مشاعر حلوة نعترف بها لبعضنا وأول اعتراف بالحب وبحاجات كتير جميلة .
ومتي علمت ستيلا الام والصديقة ؟
والدتي بدأت تلمح أن هناك أمرا غير عادي طرأ علي حياتي ، لأنني حين وجدت الوقت المناسب أخبرتها لكنني كما تعلمين عني لا أحب أن أسبق الاحداث أو أتسرع في الحكم علي الأمور ، وكنت صريحة مع والدتي تماما .. نقلت مشاعري بالتدريج قلت لها في البداية أن هناك شخص أعجبت به ثم تحول الاعجاب الي مشاعر حقيقية وتأكد الحب داخلنا فاتخذنا القرار الطبيعي الذي يتوج هذا الحب .