الابناء هم فلذات الاكباد والمرء لايحب ان يسبقه اي انسان الي الخير والحق والجمال والفلاح سوي اولاده .. لذا يحكرص الاباء علي تزويد اولادهما بالنصائح الغالية التي اتنفعهم دنيا ودين .. فلقمان الحكيم دعا ابنه الي التواضع وامره بألا يصغر خده للناس فلا يعرض عنهم بوجهه تكبرا ، ولا يمشي في الارض مرحا ، والا يختال علي الناس .. لأنه حين يفعل ذلك يعطي نفسه قدرا اكبر مما هي عليه فيضيع مع اول صدمة حقيقية تكشف له حقيقته وامكاناته .. هذا فضلا عن ان رب العزة سبحانه وتعالي لا يحب المختال الفخور لأنه يشارك رب العزة سبحانه وتعالي في صفة العظمة .. وهذا شرك اصغر .
قال تعالي (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ *وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) الآية 18 ـ 19 .
ونلمح ان لقمان الحكيم قد وضح كيفية المشي المعقول ( واقصد في مشيك )اي : الاعتدال .. وهو مطلوب لأي انسان وفي كل شئ لأنه صفة الناجحين في حياتهم ، فالمبالغة في كل شئ يكون مردودها الي الضد .. فالمبالغة في التواضع تقلبه الي ذلة .
كما امر لقمان الحكيم ابنه بالغض من الصوت فلا يرفعه لان رفع الصوت يسبب الكثير من الامراض .. وهذا ما أكده فريق من الاطباء بلندن بعد سلسلة من الدراسات ، وتوصلوا الي ان التحدث بصوت عال يؤدي الي الاصابة بأمراض عديدة في القلب .. من اهمها الاضطرابات القلبية .. فالتحدث لمدة ساعتين وبصوت عال يسبب تأثيرات سيئة علي القلب وهذه التأثيرات تعادل المجهود الذي يقع علي القلب من الجري السريع لمسافة اربعة كيلو مترات ، هذا بالاضافة الي التأثيرات المماثلة في مخ الانسان والجهاز العصبي والحنجرة .. واضف الي كل هذا ان رفع الصوت صفة الضعفاء الذين لا يستطيعون اقناع الآخرين .. اما الصوت الهادئ فهو صوت الانسان الواثق بنفسه ، المطمئن الي قدراته علي الاقناع وكسب احترام الناس .
موقف آخر سجله القرآن الكريم عندما رأي يوسف ـ عليه السلام ـ رؤية فطلب منه ابوه ( يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ) عليه السلام .. بألا يقصص رؤياه علي اخوته فيحسدونه علي ذلك فيبغون له الغوائل حسدا منهم له .. قال تعالي في سورة يوسف ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ *قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) الآية 4 ـ 5 .
علينا بمراعاة شعور الاولاد ، وفهم طبيعة سنهم .. لأن عالمهم شديد الحساسية واكبر مما نتصوره .