masriaana المدير العام
عدد الرسائل : 1350 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 04/08/2007
| موضوع: لقطات من العمل الخيري النسائي: الخميس سبتمبر 27, 2007 3:08 pm | |
| أمهات المؤمنين.. من البدايات التي سجلها التاريخ للعمل الخيري النسائي ما قامت به أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها، والتي كانت تلقب بـأم المساكين والتي تذكر كتب التاريخ والسير عنها أنها كانت ترعى من كانت به ضيعة من المسلمين، وأنها كانت تعطف على الفقراء حتى قبل الإسلام وترعاهم.وكذلك أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، وكانت امرأة تجيد بعض الصناعات اليدوية فكانت تعمل حتى تتصدق على الفقراء والمساكين. وتشير الروايات الصحيحة في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول نسائه لحوقا به بعد موته أطولهن يدا؛ فلما ماتت زينب بنت جحش علمت زوجات النبي كثرة صدقتها وبرها وأدركن أنها أطولهن يدا. وهنا يظهر أن النساء وعلى رأسهن زوجات النبي كن فاعلات في مجتمعهن، وأنهن كن يبادرن بحكم معرفتهن بما يدور في البيوت ومعرفتهن بأحوال الناس إلى القيام بواجب الرعاية الحقة للمحتاجين في المجتمع.رفيدة والصحابيات.. أما السيدة رفيدة الأنصارية فقد سجل لها التاريخ دورها الاجتماعي في جانب رعاية المرضى والجرحى، وهو من الأوسمة التي يجب أن تفخر بها المرأة؛ والرواية الوحيدة التي وردت عن حياة تلك السيدة الفاضلة والتي تداولتها كتب التاريخ والتراجم، تقول -والنص هنا من تاريخ الطبري- إنها كانت تحتسب نفسها على خدمة من كانت به فاقة وحاجة من المسلمين، وإنها كانت لها خيمة في المسجد النبوي الشريف تداوي فيها الجرحى، وإنها مرّضت فيها الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره في خيمتها.وتحليل النص يؤكد أن خيمة رفيدة كانت مشهورة بين المسلمين وأنها كانت محل اعتبار وتقدير من النبي صلى الله عليه وسلم باعتبارها أول مستشفى ميداني في الإسلام.ولم تكن رفيدة وحيدة في طريق البر والتفاعل المجتمعي، بل شاركها فيه أخريات ممن آثرن أن يلعبن الدور المنوط بهن في الدفاع عن مجتمعهن ما دامت الواحدة منهن تستطيع ذلك؛ فقد خرجت بعض أمهات المؤمنين لمداواة الجرحى وسقاية العطشى في ميدان المعركة، مثل نسيبة بنت كعب، والرُّبَيِّع بنت معوذ الأنصارية، وكن يحملن الماء على ظهورهن، بل أشارت بعض الروايات إلى أنهن كن يجرين بقِرَب حتى تظهر الخلاخيل التي كن يلبسنها في أرجلهن، وهي رواية تشير إلى الجدية في القيام بالدور الاجتماعي أمام الخطر الذي يقترب من كيان الأمة.زبيدة زوجة هارون الرشيد.. وتأتي زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد من طلائع النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية عملاقة، وذلك من نفقتها الخاصة؛ ففي رحلتها للحج سنة (186هـ= 802م) رأت ما يعانيه أهل مكة المكرمة من جهد في سبيل الحصول على الماء الصالح للشرب، فبادرت باستدعاء خازن مالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد لإيجاد حل سريع وفعال لهذه المشكلة، فأخبرها الخازن أن هناك صعوبات كبيرة في حل هذه المشكلة، وأن إيجاد الماء العذب لمكة سيكلفها أموالا طائلة، فما كان من زبيدة إلا أن أمرته بتنفيذ المشروع حتى لو كانت ضربة المعول بدينار (أي أن تكون ضربة المعول بما يعادل 40 دولارا حاليا) وهو ما يؤكد صدق عزيمتها للقيام بهذا المشروع.وقد قام المهندسون والعمال بوصل منابع المياه من الجبال حتى أوصلوها بعين حنين بمكة، وتم تمهيد الطريق للماء في كل منخفض وسهل وجبل، وعرفت العين بعين زبيدة، وكان طولها حوالي 10 أميال، كما أقامت الكثير من الآبار والمنازل والمساجد على الطريق بين بغداد ومكة، وهذه الأعمال لا تقوم بها إلا الدول، فإذا قامت به سيدة فاضلة فهو دليل على قلبها العامر بالخير، وقدرتها على تنفيذ العمل الاجتماعي الخيري.ويذكر أن زبيدة أنفقت في رحلة الحج تلك التي استمرت حوالي 60 يوما ما يقرب من 54 مليون درهم، وهو ما يشير إلى حجم ثرائها الواسع وإنفاقها الكبير في وجوه الخير.ويُذكر لزبيدة أيضا أنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن الكريم، وأنهن كن يقرأنه بالليل فكان يُسمع من قصرها دوي كدوي النحل من هذه القراءة، فقصرها كان أشبه بمدرسة أو معهد راق لتعليم القرآن الكريم تتعلم فيه مائة فتاة من حافظات القرآن القارئات له والمتعبدات به آناء الليل.الحاضنة وعصمت وخديجة.. كان بناء المساجد والوقف عليها من أبرز أوجه الخير التي قامت بها النساء في العمل الخيري، وكانت المساجد لا تبنى للصلاة فقط بل كانت أشبه بالمؤسسات الخيرية الشاملة التي تقام فيها العبادات ويدرس فيها العلم.ومن الأوقاف النسائية النادرة على المساجد ما قامت به سيدة فاضلة تُسمى فاطمة الحاضنة المتوفاة سنة (420هـ= 1029 م) والتي أوقفت على جامع عقبة بن نافع بالقيروان عددا من الكتب النفيسة والمؤلفات النادرة التي ما زال بعضها موجودا حتى الآن في الخزانة العتيقة بجامع عقبة، ومنها مصحف مخطوط بماء الذهب ومكتوب بالخط الكوفي.وكذلك فعلت عصمة الدين بنت معين الدين أنر زوجة الملك العادل نور الدين محمود التي بنت مدرسة للفقهاء في دمشق وأوقفت عليها المال الكثير.وبالمثل فعلت خديجة بنت الملك المعظم عيسى التي أنشأت المدرسة المرشدية في دمشق سنة (654هـ= 1256 م)، وأم شمس الملوك التي أنشأت المدرسة الخاتونية البرانية في دمشق في القرن السادس الهجري واهتمت بتزينها بأنواع نادرة من الرخام.الفاضلة ومسكة ومؤنسة.. ومن ذلك ما قامت به الفاضلة مريم بنت الشمس العفيف المتوفاة سنة (713هـ= 1313م) زوجة الملك اليمني المظفر من حكام اليمن الرسوليين، حيث إنها كانت كثيرة البر والإحسان، فأنشأت مدرسة في زبيد عرفت باسم المدرسة السابقية ورتبت فيها إماما ومؤذنا ومعلما للأيتام، وأوقفت عليها أموالا كثيرة للإنفاق عليها، كما أنشأت مدرسة أخرى في تعز عرفت بـالمدرسة المعزية، ودُفنت في إحدى المدارس التي أنشأتها.وقد قامت عدد من النساء ببناء عدد من المدارس والمساجد وأوقفن عليها الكثير من الأموال والضياع مثل: مُسكة جارية الناصر محمد بن قلاوون التي أنشأت مسجدا عظيما في مصر ودفنت فيه سنة (746هـ= 1345 م)، ومؤنسة بنت الملك المظفر محمد بن عبد الملك المتوفاة سنة (703هـ= 1303 م) والتي أنشأت مدرسة كبيرة بحماة عرفت باسم المدرسة الخاتونية، وأم حسام الدين بنت أيوب التي أنشأت المدرسة الجوانية التي كانت تدرس الفقه الشافعي في القرن السابع الهجري.الأميرة عزيزة.. ومن السيدات الرائدات في تاريخ تونس في العمل الخيري الأميرة عزيزة بنت أحمد المتوفاة (1080هـ= 1669م) والتي أوقفت كل ما تملك على وجوه البر والإحسان؛ فأقامت بيمارستانا (مستشفى) لمعالجة شتى الأمراض عرفت بالبيمارستان الصادقي، كما أنها قامت بوقف بعض ممتلكاتها على وجوه من أعمال الخير التي يطلق عليها في عصرنا "أعمال إنسانية"، فأوقفت أملاكا على عتق الرقاب وفك العاني وإنقاذ الأسير، وعلى ختان الذكور يوم عاشوراء من كل عام، وعلى تجهيز الفتيات الأبكار الفقيرات للزواج حتى ترغّب الشباب في الزواج منهن وحتى لا يثقلهن الفقر عن الزواج.أم البنبن وأختها.. ومن النماذج النسائية الرائعة في العمل الخيري ما قامت به السيدة الفاضلة أم البنين فاطمة بنت محمد الفهري في القرن الثالث الهجري، وكانت سيدة أندلسية الأصل هاجرت إلى مدينة فاس مع أسرتها، وكان والدها ذا مال واسع وتوفي وترك ابنتين إحداهما فاطمة والأخرى مريم، فأما فاطمة فقامت بإعادة بناء جامع القرويين الشهير في فاس والذي يعد من أوائل الجامعات في العالم الإسلامي، وكان ذلك سنة (1245هـ= 1829م) وبذلت في بناء ذلك المسجد المال الكثير.ويذكر أنها صامت منذ الشروع في بناء المسجد حتى تم الانتهاء من العمل في المسجد والصلاة فيه، وأنها تحرت الحلال في مواد البناء التي تدخل في البناء، وبالغت في ذلك حتى إنها اشترت أرضا قرب مسجد القرويين واستخرجت منها مواد البناء من طين ورمال وأحجار فكانت تلك الأرض كثيرة الكهوف والحفر نظرا لما أخذ منها في بناء ذلك المسجد العتيق الذي ما يزال قائما حتى يومنا الحاضر، ولكن بعد إعادة بنائه وتحويله إلى جامعة ضخمة.أما أختها مريم فاعتنت ببناء جامع آخر في فاس وهو جامع الأندلس الذي كان من المساجد الشهيرة في فاس والذي لعب دورا علميا في تاريخ تلك المدينة العتيقة.ويذكر الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي أن العديد من مدارس البنات التي كانت تعرف بـ "دور الفقيهات" كانت منتشرة في الكثير من أحياء المغرب، وأن بعض الوجيهات كن يشرفن عليها انطلاقا من رغبتهن في تعميم المعرفة ونشر الخير والفضيلة في المجتمع.السلطانة الوالدة.. قامت الكثير من نساء الحكام والطبقة الراقية والمتعلمات في المنطقة العربية والإسلامية بالكثير من العمل الخيري والاجتماعي، فعلى سبيل المثال: نساء الخلفاء العثمانيين كن يقمن بالكثير من الأنشطة الخيرية، فقد كانت السلطانة الوالدة (وهو لقب لمن يجلس ابنها على العرش العثماني) لها إيرادات واسعة تأتيها من شتى الإمبراطورية فكن يمتلكن ثروة طائلة، وكن ينفقنها على الأوقاف المختلفة التي أقمنها في إستانبول والحرمين الشريفين والقدس، مثل السلطانة نوربانو والسلطانة صفية، إلا أن السلطانة كوسم مهبيكر كانت من أشهر النساء العثمانيات في العمل الخيري هي والسلطانة خديجة تارخان حيث تركن عددا كبيرا من المؤسسات الخيرية، وأوقافا ينتفع بها الفقراء وطلبة العلم. | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 3514 تاريخ التسجيل : 03/08/2007
| موضوع: رد: لقطات من العمل الخيري النسائي: الثلاثاء أبريل 08, 2008 7:00 am | |
| | |
|