أساطير الخلق و أساطير التعليل . نستطيع أن نقسم الأساطير إلى مجموعتين هما:- وتحاول أساطير الخلق أن تفسر أصل الكون وخلق البشر وظهور الآلهة . أما الأساطير التعليلية فإنها تهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية . فالاسكندينافيون القدماء مثلاً كانوا يعتقدون بأن أحد آلهتهم – واسمه ثور– هو الذي كان يصنع الرعد والبرق عندما كان يقذف بمطرقة في وجوه الأعداء وقد اعتقد الإغريق القدماء بما يشبه هذا التعليل .
وهناك بعض الأساطير المتعلقة بالمرض و الموت ، فقد اعتقد كثير من المجتمعات البدائية التي لا تزال تعيش في عصرنا الحاضر أن بعض الكائنات الأسطورية هي التي تسبب الموت . وقد تشير الأساطير المتعلقة بالأبطال الوطنيين إلى بعض القيم الأخلاقية ، وهي أساطير يؤمن بها الناس رغم عدم استنادها إلى أي أساس ، كذلك قد تجد مجموعة أسطورية أخرى ليس لها اسم معين إذ إنها ليست بشراً أو حيوانات وإنما هي خليط من الاثنين ومثال ذلك أبو الهول في مصر القديمة الذي له رأس إنسان وجسم أسد .
كذلك نجد بقاعاً وأماكن أسطورية – حسب بعض المعتقدات - وهي تزخر بالأرواح والعفاريت وغيرها مثل جبل فوجي أعلى جبل في اليابان . وقد اعتقد الإغريق بوجود مواقع أسطورية تحت الأرض مثل " هاديس " إذ كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تعيش فيها .
وعندما نقارن أساطير متشابهة لمجتمعات مختلفة نأخذ بعين الاعتبار العلاقات الإحيائية والخصائص الوراثية والتاريخية . فالعلاقات الإحيائية تستند إلى الطرق التي يستجيب بها الناس للظواهر العامة التي تحدث في محيطهم . والمثال على ذلك اعتقاد كل من قبيلة ماووري في نيوزيلندا والإغريق القدماء بأسطورة تصف كيفية انفصال الأرض عن السماء . أما عن علاقة الخصائص الوراثية في الأساطير ، فقد نجد مجتمعاً كبيراً يعتقد بأسطورة معينة عندما ينقسم إلى مجتمعات أصغر ، ذلك لأن كل جماعة تحتفظ بجزء من تلك الأسطورة بالطريقة التي تحلو لها ، فتكون العلاقة بين هذه الأساطير ذات خصائص وراثية . فالأساطير التي تروي عن كبير آلهة الإغريق القدماء زيوس ، والمعبود الهندي القديم إندرا تعتبر ذات خصائص وراثية إذ نجدهما متماثلين في كثير من الصفات ، ويمكن تفسير هذا التشابه بأن الإغريق القدماء والهنود القدماء قد نشأوا من أصل حضاري مشترك .
فهد