سلبيات شبكة الإنترنت:مما ذكر أعلاه يتضح أن لشبكة الإنترنت إيجابيات عديدة تساهم جيداً في تطوير طريقة العمل في المجالات المختلفة، هذه الإيجابيات تزيد على السلبيات التي علينا أيضاً أن نعرفها. لذا سنتطرق فيما يلي إلى أبرز سلبيات شبكة الإنترنت. 1- عدم الرقابة والإباحة:بالمقابل إلى ما ذكر أعلاه يؤكد ظهور شبكة الإنترنت كنتيجة لتوحيد شبكات عديدة على أن هذه الشبكة عالمية لا تتبع أي دولة، مؤسسة أو شخص، هذه الحقيقة توضح أن نشر المعلومات عبر الشبكة لا يمر على أي نوع من الرقابة. بذلك يكون كل شخص قادراً على نشر ما يريد من المعلومات في موقع خاص به بسرعة وسهولة وحتى بدون أن يدفع مقابلاً لنشر هذا الموقع. لذلك نجد في شبكة الإنترنت الكثير من المواقع غير المقبولة عند الأنظمة الاجتماعية الصالحة، منها مثلا مواقع العنف، مواقع الجنس، مواقع عنصرية وغيرها من المواقع التي يجب أن تكون ممنوعة في مجال التربية والتعليم وبالتأكيد في جميع المجالات الأخرى، حل هذه المشكلة ليس سهلاً. لذا لا نجد حتى الآن حلولاً ناجحة لها، تسمح باستخدام شبكة الإنترنت في المدارس مثلاً وتمنع في نفس الوقت الطلبة من الوصول إلى هذه المواقع غير المرغوبة.
2- الإدمان:الشعور بالحاجة الملحة إلى الإبحار في شبكة الإنترنت يحصل عند الكثير من المستخدمين، هذه الحاجة تعتبر إحدى ظواهر الإدمان على الشبكة. كما أنه يوجد أشخاص مدمنون على التلفاز، ليس غريبا أن نجد أشخاصاً مدمنين على شبكة الإنترنت. بالطبع يصحب الإبحار في شبكة الإنترنت لأوقات طويلة قلة الحركة التي من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل جسدية بسبب الجلوس غير الصحي أمام الحاسب أو إلى مشاكل في النظر بسبب الأشعة الناتجة عن الشاشة.
3- العزلة:عند العمل في شبكة الإنترنت يجلس المستخدم عادة وحيداً أمام الحاسب، حيث بإمكانه أن يقضي ساعات طويلة تعزله عن المجتمع القريب والبعيد عنه، فالإبحار في الشبكة مصحوب بعزلة معينة عن المجتمع المجاور (العائلة والأصدقاء)، مما قد تؤدي في حالات كثيرة إلى مشاكل أخرى، منها اجتماعية، تتمثل في صعوبة الاتصال والتعامل مع المجتمع المحيط وأخرى نفسية، تتمثل في الانزواء والانطواء على النفس. لذا على الأهل الانتباه لمثل هذه الحالات ومراقبة أولادهم وقت التصفح، لكي لا يتضرر أحد منهم.
4- الاعتقاد بأن المعلومات على الشبكة دوماً صحيحة:نلاحظ في كثير من الأحيان أن متصفحي شبكة الإنترنت يعتقدون بأن المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت هي دوماً صحيحة ويمكن الأخذ بها دون التأكد من صحتها ومن صحة مصدرها، هذا الافتراض غير الصحيح، فهناك معلومات خاطئة على الشبكة، ولذا يجب التأكد دوماً من مصدر هذه المعلومات.
5- نسخ معلومات واستعمالها كأنها شخصية:حقوق النشر والطباعة على شبكة الإنترنت مازالت غير واضحة تماماُ، كثيرا ما نرى نسخاً لمعلومات ووظائف ومن ثم استعمالها كأنها شخصية، هذه الظاهرة لها أبعاد سلبية، خصوصاً عند انتشارها بين الطلبة، إذ لا يحتاج الطالب لإجهاد نفسه في التفكير وفي حل الوظائف، بل يحاول الوصول إلى الوظائف المحلولة ليسهل على نفسه الطريق.
الخلاصة:الجهود لإقامة شبكة الإنترنت لم تأتي إلا بعد أن لوحظ بأنه لا يوجد انسجام وتلاؤم بين المعلومات الموجودة في شبكة الإنترنت الحالية، الهدف الأساسي لشبكة الإنترنت هو تغيير المعلومات والمحتويات الموجودة في الشبكة والمحافظة على أن تكون إنترنت شبكة أكاديمية وعلمية، تخدم المعاهد والجامعات والبحوث العليمة.
فكما لاحظنا من خلال هذا المقال هناك الاستفادة الكبيرة من وجود شبكة الإنترنت وهناك الخدمات الجيدة والملائمة أيضاً لمجال التعليم (طيبي، 1999) التي يجب علينا الأخذ بها وتطويرها، لكن في نفس الوقت علينا الحذر والابتعاد عن السلبيات الناتجة عن الاستعمال غير السليم لهذه التطورات في مجال الحاسوب والتكنولوجيا. نحن نعي أن للسيف حدين وكذلك لشبكة الإنترنت وجهان، نأمل أن يأخذ مجتمعنا الوجه السليم لهذه الشبكة.