masriaana المدير العام
عدد الرسائل : 1350 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 04/08/2007
| موضوع: حول إجهاض الجنين الأربعاء أغسطس 08, 2007 11:33 am | |
| الاِجهاض إلقاء حمل ناقص الخلق بغير تمام، سواء من المرأة أو من غيرها، وكثيراً ما يعبر عن الاِجهاض بالاسقاط أو الطرح أو الالقاء، وفي المقام مطالب ننقلها عن الاَطباء: 1 ـ الثابت في علم الاجنّة أنّ الحياة موجودة في الحيوان المنوي قبل التلقيح وموجودة في البويضة قبل الالتقاء، وقد يلتقي الحيوان المنوي والبويضة ويسفر عن ذلك حمل عنقود وليس إنساناً، والحمل العنقودي ليس جنيناً، وانما مجرد خلايا لا تكون في مجموعها أي شكل من الاَشكال وانما شكلها شكل عنقود العنب، وبعد فترة من الزمن يتقلص الرحم ويطرد هذا المحتوى، ولكن ليس فيه ما يدلّ على الاِنسان أو على صورة الاِنسان أو على الحياة، وهو أيضاً نتيجة التقاء الحيوان المنوي بالبويضة. 2 ـ فترة الانشاء ـ يعني به قوله تعالى: (ثم انشاناه خلقاً آخر)ـ حسبما رأيناه في الفيلم أنّه في الاسبوع السادس أو السابع بعد الفترة من الاسبوع الاَوّل إلى الاسبوع السادس كانت مجموعة من الانسجة لم تظهر بالفيلم وإنما ظهر لنا من بعد الاُسبوع السادس، وبعد الاَربعين يوماً بدأ يتخلق، بدأ يظهر الرأس وتظهر الاَطراف، بدء خلق آخر... (و) من بعد الاُسبوع السادس ما هو إلاّ نمو وليس تكويناً جديداً. 3 ـ إنّ الجنين يتحرّك ويتحرك من قبل نهاية الشهر الرابع بزمن طويل ولكن السيدة لا تحس به لاَنّ الكيس المائي الذي يسبح فيه يكون في البداية كبيراً فسيحاً بالنسبة لجسمه الصغير، ويمر زمن حتى يكبر الجنين فيستطيع لكماته وركلاته أنْ تطال جدار الرحم فتشعر بها السيدة بعد أربعة أشهر حمليته، بل إنّ لدينا الآن من الاجهزة ما نسمع به دقات قلب الجنين وهو في الاُسبوع الخامس، ولدينا من الاجهزة مانرصد به حركة الجنين حتى من قبل ذلك.... وقيل: إنّ الحركة متصلة قبل ذلك، لاَنّ الخلايا منذ المراحل الاُولى في حركة، حتى إنْ لم ترها الاجهزة لاَن الخلايا تتحرك وترتب نفسها إلى آخره. 4 ـ مبررات الاجهاض في الغرب قد اتسعت حتى بلغت خاتمة المطاف بالاجهاض حسب الطلب!!! ومن المبررات الدواعي الطبية، لكن وسع في بعض البلاد مدلولها فبدأت بالخطر على حياة الاُمّ ان استمر الحمل، ثم الخطر على صحتها، ثم على صحتها الجسمية أو النفسية ثم عليها في الحاضر وفي المستقبل المنظور، ثم على الصحة الجسمية أو النفسية لاَفراد الاُسرة الآخرين بما فيهم الابناء الشرعيون أو الابناء بالتبني، ويدخل فيها الدواعي الجنينية كالحالات التي يتيقن أو يترجح فيها ان الجنين مصاب بمرض أو عاهة أو مات فعلاً. ومنها الدواعي الانسانية كالحمل الناتج عن الاغتصاب أو وقاع القاصرة أو المجنونة. ومنها الدواعي الطبية الاجتماعية كغزارة الانجاب أو تقارب الولادات والآثار الجسمية أو النفسية التي لا ترقى لدرجة المرض. ومنها أيضاً صغر السن أو كبره. 5 ـ ربما اُبيح الاجهاض كوسيلة لتحديد النسل ولتخفيف حدة الانفجار، فزاد عدد حالات الاجهاض القانوني من ربع حالات الحمل ثم جاوزها في بعض الدول، ورأت الدولة ان الامة تمارس لوناً من الانتحار بالانقراض! ولا حاجة إلى تفصيل هذا البحث. 6 ـ تظهر الحقيقة في إباحة الاجهاض من كلام بعض الاَطباء، حيث أعلن في الاذاعة البريطانية أنّ قانون الاجهاض الجديد قد احتضنته مجموعة من المشاغبين قليلة العدد ولكن قوية التنظيم غزت الرأي العام بالدعاية المغرضة المحرفة وسخروا الصحافة في غسل مخ الاُمة بشعار الاجهاض حسب الطلب، وباموال مجلوبة من الخارج طبعوا وروجوا كتيباً يشرح القانون الجديد باسلوب مغرض... وعندما عرضنا المساهمة في البحث قال أحد اعضاء البرلمان: نحن هنا لنشرّع لنسمع لآراء الفنيين. 7 ـ الآثار المباشرة لتنفيذ قانون إباحة الاجهاض. أولاً: زيادة مضطردة في حالات الاجهاض لدرجة شغلت من اسرة المستشفيات ومن وقت الاطباء الاختصاصيين ما عطل علاج المريضات بالامراض الاُخرى. ثانياً: كان من بين النساء المجهضات 44 بالمائة فقط متزوجات وأما الـ 56 المائة الباقية فكانت احمال سفاح في بنات (37 بالمائة) أو مطلقات وارامل (9 بالمائة)، وفي أمريكا بلغت نسبة حمل السفاح بين المجهضات درجة أعلى من ذلك، فقانون إباحة الاجهاض انما يلبي الحاجة إلى السفاح. ثالثاً: كانت ثلاث مستشفيات خاصة في لندن ـ وبطبع الحال في جميع المدن الكبيرة الغربية أو معظمها ـ تجري من الاجهاضات أكثر مما تجريه مستشفيات منطقة لندن المجانية الحكومية...، وهذا يدلّ على مدى الاستغلال التجاري للاجهاض. رابعاً: رغم إباحة موانع الحمل وإباحة الاِجهاض فقد زادت نسبة ولادات السفاح إلى الولادات الحلال زيادة كبيرة... مما يدلّ على أنّ لب القضية هو تفشي الاِباحة الجنسية. إذا علمت ما حكاه الاَطباء المسلمون الخبراء حول الاجهاض وبعض حالات الجنين فهنا مطالب لا بد من ذكرها: (المطلب الاَوّل) حول نظر الدين في حالات الجنين. 1 ـ قال الله تعالى: (يا أيها الناسُ إنْ كنتم في رَيبٍ من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثُمّ من نطفةٍ ثُم من علقةٍ ثُم من مضغةٍ مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ لنبّين لكم ونُقِرُّ في الاَرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمّى ثُمّ نخرجُكُم طفلاً...) (الحج 5) 2 ـ وقال تعالى: (ولقد خلقنا الاِنسانَ من سُلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) (المؤمنون 12 ـ 14). ومدلول الآيتين أنّ مراحل الحمل أو الجنين في الرحم هي: 1 ـ كونه نطفة. 2 ـ ثم كونه علقة. 3 ـ ثم كونه مضغة. (وان لم نفهم معنى كونها مخلقة وغير مخلقة كما أُشير في الحاشية). 4 ـ ثم كونه عظاماً ولعله على وجه اشرنا اليه في الحاشية. 5 ـ ثم كسو العظام لحماً (أي كونه ذا عظام مستورة باللحم). 6 ـ إنشاءه خلقاً آخر (أي نفخ فيه الروح فصار حياً بحياة إنسانية على ما ذكرنا في الحاشية). ولم يوقّت القرآن هذه الحالات المترتبة بوقت معين، فإذا ثبت في علم الطب وعلم الاَجنة ثبوتاً حسياً أو قطعياً تحديدها فالاَخذ به لا ينافي القرآن كما هو واضح. نعم قد يقال: إن الطب ينكر صيرورة النطفة علقة ومضغة، بل هي تنقلب إلى كتلة من الخلايا فتنموا حتى تكتمل وتصير بدن انسان. لكن بعض المؤمنين في لندن أتحفني بشريطة ويدوية وقال: إنّ عالماً من كندا اعترف أنّ ما ذكره القرآن حول حالات الجنين هو المطابق للمشاهدة الحسية، فانا اؤمن بأن القرآن كلام الله لكنني لا أتدين بدين الاِسلام ولا أرجع عن ديني، فإنّ أهلي من الاساقفة! وانا أردت ترجمة كلامه لكن صوت الشريط لم يكن حسناً فما قدرت على فهم كلامه تفصيلاً. وبالجملة: رغم سعيي في باكستان لمشاهدة فيلم في ذلك لم اعثر عليه فما دام لم أرَ الفيلم لا استطيع الكلام حول هذا الاِدعاء نفياً أو إثباتاً. وأمّا الاَحاديث فإليك ما وجدت منها من غير ما هو ضعيف سنداً: 1 ـ صحيح البزنطي المرويّ في قرب الاسناد عن الرضا عليه السلام ...: إنّ النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوماً، وتكون علقة ثلاثين يوماً، وتكون مضغة ثلاثين يوماً، وتكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوماً، وإذا تمت الاَربعة أشهر بعث الله تبارك وتعالى ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله شقياً أو سعيداً. ص154 ج5 بحار الاَنوار. أقول: مضافاً إلى عدم فهم كونه مخلقة وغير مخلقة حتّى يفهم جعل ثلاثين يوماً لهما يرد عليه ان عدد الثلاثين يخص هذه الرواية ولا يوجد في غيرها وكأنه شاذ على أنْ السند وإن كان صحيحاً لكن الظاهر عدم وصول نسخة قرب الاِسناد ـ وهو مصدر الحديث ـ إلى المجلسي رحمه الله مؤلّف البحار بسند متصل صحيح وانما ينقل عنه بالوجادة كما سنح لي أخيراً، فلا تكون الاَحاديث المنقولة منه في البحار والوسائل بمعتبرة. 2 ـ معتبرة الحسن بن الجهم المرويّ في الكافي (ج6 ص13) قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً ثم تصير علقة أربعين يوماً ثم تصير مضغة أربعين يوماً، فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما تخلق ذكراً أو انثى؟» فيؤمرون... 3 ـ صحيح زرارة الطويل المرويّ في الكافي (ج6 ص13) عن أبي جعفر عليه السلام ...: فتصل النطفة إلى الرحم فتتردّد فيه أربعين يوماً (صباحاً خ)، ثم تصير علقة أربعين يوماً، ثم تصير مضغة أربعين يوماً، ثم تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة، ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الاَرحام ما يشاء الله، فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم ـ وفيها الروح القديمة المنقولة في اصلاب الرجال وأرحام النساء فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن باذن الله، ثم يوحي الله إلى الملكين اكتبا عليه قضائي ونافذ أمري... وفي صحيح آخر لزرارة ـ بل هو مختصر حديثه الطويل المتقدم ظاهراً ـ: ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: اخلقا كما يريد الله ذكراً أو اُنثى (ج6 ص16 الكافي). بقى اُمور. مما يتعلق بهذه الاَحاديث المذكورة هنا وفي آخر المسألة المتقدّمة: (الاَوّل): إنّ الاَحاديث لم تذكر لحالة العظام وكسوها لحماً مدّة كما ذكرتها لحالة كون الجنين نطفة وعلقة ومضغة، بل بعضها أهملهما أساساً، وهذا عجيب. مشتبكة داخلة في زمن كونه مضغة كما تقدم في صحيح محمّد بن مسلم في آخر المسألة السابقة وقد يتوهم ان ظاهر قوله تعالى: (فخلقنا المضغة عظاماً وكسونا العظام لحماً) يوافق هذه الصحيحة دون صحيحة محمّد بن مسلم. لكنه ممنوع كما لا يخفى. ولعله إشارة إلى الحياة الكامنة في الحيوان المنوي والبييضة كما هي غير بعيدة وهذه الجملة خير مسكن للاَطباء الذين يدعون ان حياة الجنين قبل تمام أربعة أشهر لم تكن معلومة في الاَزمنة السابقة. قال بعض الاَطباء: الحقيقة ان الحياة متصلة ليست في الحيوان المنوي والبويضة فقط، لكن من خلق آدم الى يوم القيامة متصلة باستمرار لم تنقطع أبداً، خلق النطفة هو اتحاد هاتين... ص284 الانجاب في ضوء الاسلام. (الثاني): ظاهر صحيح محمّد بن مسلم السابق أنّ شق السمع والبصر وترتيب الجوارح بعد خلقة العظام، وظاهر معتبرة ابن الجهم أنّ خلق ما يتحقق به الذكورة والاُنوثة بعد تمام أربعة أشهر، وهذا ينطبق على سابقه نوع انطباق. وظاهر صحيح زرارة أنّ شق البصر والسمع وجميع الجوارح وجميع ما في البطن ـ أي بطن الجنين ظهراً ـ انما هو حين نفخ الروح فيه، أي كل ذلك بعد أربعة أشهر، وكل ذلك مخالف لما يقوله الاَطباء كما ستمر أقوالهم بك بعد ذلك، فإنْ ثبت أقوالهم بالحس أو القطع فلا بد من تأويل هذه الظواهر أو ردها إلى مَن صدرت عنه، فإنّ التأويل الخارج عن المتفاهم العرفي كلفة لم نؤمر بها. (الثالث): مرّ في الحاشية دعوى بعض الاَطباء أنّ العظام تبدء في التكون في الاُسبوع الخامس (35 يوماً بعد الحمل)، فانْ صّح فهو ينافي الاَحاديث جزماً. الاقاويل حول تطور الجنين 1 ـ قال بعض الكتاب: في الاُسبوع الثالث يتكون أوّل ظواهر الرأس والقلب ثمّ يتكّون في جانب الجنين شيء مدور متصل بسرة الجنين، وذلك الشيء هو الذي يأخذ عصارة الغذاء والماء والهواء التي تستفيد منها الاُم بواسطة أجهزتها ويعطيها للجنين، ومن الاَُسبوع السادس يتكّون حول الجنين ثلاثة حجابات لحفظه عن الهواء والماء والنور وغيره، ولعله المراد بقوله تعالى: (في ظلمات ثلاث). وقيل: كما هو معروف: إنّ الجنين في الاَسابيع الثمان الاَوَل من الحمل ليس له أعضاء أو أنسجة يمكن الاستفادة من نقلها، وبعد تلك المدة (6 ـ 8 أسابيع) تأخذ أعضاء الجنين وأطرافه في النمو. 2 ـ أوصت لجنة وارنوك في بريطانيا بجواز التجارب على الجنين في الايام الاَربعة عشر الاَُولى على اعتبار ان تكوّن الجهاز العصبي يبدأ بعدها.... 3 ـ لاحظ ما مرّ في البند الثاني والثالث في أوّل هذه المسألة. 4 ـ لاحظ مايأتي نقله في أوائل المسألة الثامنة حول أطفال الانابيب. 5 ـ لاحظ ما يأتي في أوائل المسألة السابعة والعشرين حول المبيضين وزرع الخصية. (المطلب الثاني): يحرم الاِجهاض مطلقاً ـ قبل ولوج الروح أو بعده ـ ولم ينقل عن أحدٍ من فقهاء الشيعة خلاف في ذلك، وأما فقهاء أهل السنة فجمع منهم على جوازه قبل ولوجها، ولهم أقاويل لكن حرموه بعد الولوج على ما قيل. ودليل الحرمة عندنا حديثان: أحدهما معتبرة اسحاق المروية في الفقية: قلت لاَبي الحسن عليه السلام ، المرأة تخاف الحبل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها ـ قال: لا، فقلت: إنما هو نطفة، فقال: إنّ أوّل ما يخلق نطفة. ثانيهما صحيح رفاعة المرويّ في الكافي: قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : اشتري الجارية فربما احتبس طمثها من فساد دم أو ريح في رحم فتسقى دواء لذلك، فتطمث من يومها؟ فقال لي: لا تفعل ذلك، فقلت له: إنما ارتفع طمثها منها شهراً، ولو كان ذلك من حبل انما كان نطفة كنطفة الرجل الذي يعزل، فقال لي: إنّ النطفة إذا وقعت في الرحم تصير إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى ما شاء الله، وإنّ النطفة إذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منها شيء فلا تسقها الدواء إذا ارتفع طمثها شهراً وجاز وقتها الذي كانت تطمث فيه. المقام لاَنها امتنانية في حق جميع المكلفين، فلا معنى لاَجرائها لنفع بعض وضرر بعض آخر. . | |
|