masriaana المدير العام
عدد الرسائل : 1350 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 04/08/2007
| موضوع: حياة الزوجين وتبادل المراكز الأحد سبتمبر 09, 2007 10:27 pm | |
| حياة الزوجين وتبادل المراكز
يشكو رجل من ان زوجته عنيفة , حادة , عصبية عنيدة , متسلطة . وقد يكون اكثر تحديدا فيقول انها تريد ان تمارس دور الرجل في البيت. ولا احد يعرف هل هو يشكو من قوة زوجته ام من ضعفه هو ؟ وهل ضعفه نتيجة لقوة زوجته ام ان قوة زوجته هي نتيجة لضعفه هو ؟ هل هو صراع بين قوتين ؟ واين تكمن هذه القوة ؟ هل هي قوة الشخصية ..؟ وهل هناك ما يسمى بقوة الشخصية ..؟ ام هو الفرق في القدرات الذكائية حيث تتفوق زوجته عليه بالذكاء ؟ . الرجل يشكو يتألم لان المفروض شئ والواقع شئ آخر . والمفروض انه هو الذي يجب ان يقود ويحكم ويسيطر , وان كلمته يجب ان تطاع وان الزوجة يجب ان تكون خاضعة مطيعة مستسلمة. وتضطرب الحياة الزوجية اضطرابا شديدا ولكنها تستمر , وتزداد الزوجة سيطرة وتسلطا ويزداد ضعفا ورضوخا . وهذا نموذج اسري نراه في الحياة . ربما ليس كثيرا ولكنه موجود . والصراع يبدا منذ اللحظة الاولى في العلاقة , وهو صراع طبيعي ويتم بشكل تلقائي , صراع بين شخصين وصراع بين عقلين يتمتع كل منهما بدرجة معينة من الذكاء , يبدأ الصراع في قمته حيث الخوف والقلق والتوقع والترقب والتحفز والتحسب , صراع بين قوتين عليهما ان تذوبا وتتحدا , وفي نفس الوقت يحب كل منهما ان يحتفظ بتفرده واستقلاليته وحريته واراداته . والامور منذ البداية تسير بشكل طبيعي وتلقائي . اي لا يستطيع احدهما ان يخطط , فالانسان وهو يؤدي دوره الذكري او دوره الانثوي لا يكون مدركا انه يؤدي هذا الدور , كذلك طبيعة البيئة والمجتمع والثقافة السائدة تملي ايضا بعض جوانب اخرى لهذا الدور . وفي كل المخلوقات هناك ذكر وانثى . والتكوين الشكلي الخارجي وكذلك التكوين الشكلي الداخلي لكل منهما يختلف عن الاخر , وايضا سلوكيا يختلف كل منهما عن الاخر , لذلك فان تعدى احدهما على الاخر يؤدي الى خلل في العلاقة . والتعدي بمعنى التعدي على الدور والانتقاص من دور الطرف الاخر , وهذا يزعج الرجل جدا على وجه الخصوص حيث يشعر ان المرأة القوية تنتقص من دوره الرجولي . والحقيقة ان المسؤولية قد تقع على عاتق الرجل في البداية , فهو الذي يحدد للمرأة حدود دورها , فالمرأة اذا وجدت امامها مساحات مفتوحة بلا حدود فأنها توغل فيها , فهي لاتعرف حدودا تقف عندها وذلك لتقاعس الزوج عن تأدية دوره اما لعيوب في شخصيته واما لتواضع في ذكائه بالنسبة لزوجته التي تفوقه ذكاءا , واما لنقائض معينة يشعر بها تجعل المرأة اكثر تفوقا من الناحية الاجتماعية او الثقافية او التعليمية او الاقتصادية او كل هذه الاشياء مجتمعة . اذن هو صراع بين قوتين - منذ البداية – ليحدد كل منهما الحدود . والرجل يتحمل المسؤلية الاولى , اذ المرأة في البداية ترقب وتلاحظ وتختبر . كل ذلك بفطرتها , واي حق تنازل عنه الرجل تكسبه هي , واي مساحة يتركها الرجل تقفز اليها . اي يتنامى دور الزوجة على حساب تراجع الزوج . حتى تصل الى مرحلة الخلل الشديد , والرجل يشكو ويتألم فهي غير سعيدة بقوتها التي نشأت على حساب ضعف زوجها , وهي لا تحب لزوجها ان يكون ضعيفا ولا تحب لنفسها ان تكون قوية على حساب ضعف زوجها . والحقيقة ان القضية ليست ضعفا و قوة وانما هي الادوار ومسؤليات وحدود ومساحات , والقوة بمعنى التعدي على حدود الدور الاخر , والضغف بمعنى الانسحاب من الحدود الطبيعية للدور والسماح للطرف الآخر بالتجاوز . اذن الرجل غير سعيد بضعفه . والمرأة غير سعيدة بقوتها . وهذه الظروف غير صحية لتنشئة الاولاد والبنات حيث يحدث تشوش في اذهانهم لدور كل منهم في الحياة , ويكون الزوج نموذجا فاشلا للتوحد الذكري وتكون المرأة - اي الزوجة - ة غينموذجا فاشل للتوحد الانثوي . وكما ان الرجل هو المسؤل الاول عن النموذج الاسري الفاشل فأن، المرأة ايضا قد تكون هي المسئولة الاولى في بعض الاحيان . ان هناك شخصية تتميز بالصلابة والعند وعدم المرونة وروح التحدي وحب السلطة والتسلط , وخاصة أزاء الرجل , هذا تكوين خاص , وربما هو تكوين اقرب للطبيعة الذكرية , وهذا امر يمكن تصوره من الناحية العلمية حيث يحدث خلل ما غير ممعروف حتى الآن فتولد فتاة بتكوين انثوي فسيولوجي هورموني كامل وتنمو كامرأة كاملة ولكنها تحمل في طياتها - نفسا وعقلا واحساسا – لتكوين رجل . فهي امرأة من الناحية الشكلية الفسيولوجية وهي رجل من الناحية النفسية العقلية . هذه المرأة تشعر بمرارة شديدة لهذا الانقسام الذي تعيشه , وهي في قرارتها تتمنى ان تصبح رجلا . ولكنها لا تستطيع . ومطلوب منها ان تؤدي دور الانثى , ولكنها تكره ذلك . ولذلك فهي تحقد على الرجل , ولكنها مظطرة ان تتزوج , وان تحيض كل شهر , وان تحمل – لابد من وجود رحم بداخلها – وان تصبح اما , وان ترضع الوليد او تكون مسئولة عن اطعامه .. وهكذا . اي انه مفروض عليها دور الانثى التقليدي . وهي تكره وترفض هذا الدور , وترنو بعينها الى دور الرجل . ولذلك تنازعه في دوره , تبغى , تتعدى , تزاحم ... وتكون مؤهلة فعلا من الناحية النفسية لان تؤدي دور الرجل وتقتحم كل مجالات الرجل , ويكون ذلك على حساب التقصير في اداء دورها الانثوي اذ لا يمكن لانسان ان يؤدي الدورين معا بكفاءة عالية . وهذه المرأة اذا تزوجت رجلا حقيقيا ينشأ صراع حاد ومرير منذ اللحظة الاولى للزواج . وغالبا هذا الزواج ينتهي الى طلاق . فالرجل الحقيقي لا يستطيع ان يتراجع عن اداء دوره , ولا يسمح لزوجته ان تتعدى حدود دورها الانثوي و بل لا ترضى ان تقصر في اداء هذا الدور . لذلك يحدث الانفجار ثم الطلاق .. هذه المرأة لكي تستمر حياتها كزوجة فأنها تحتاج الى رجل متواضع في قدراته , رجل يقبل منذ اللحظة الاولى ان يتراجع عن اداء دوره بالكامل بل هو لا يستطيع اداء هذا الدور , لذلك فهو يحتاج الى امرأة قوية , او امرأة اكثر منه ذكائا او قيمة , ويلعب هو دور التابع ويتنازل برضى عن دور الرجل الاول . تحت هذه الظروف يستمر هذا الزواج , لكن رغم ذلك يظل الزوج غير سعيد , وغي راض , ودائم الشكوى , ولكنه لا يستطيع ان يفعل شيئا , وتستمر الحياة , وكذلك تكون هذه المرأة غير راضية , انها منقسمة على نفسها , فهي ليست امرأة بالكامل , وليست رجلا بالكامل , وكم تتمنى ان تصبح رجلا لتمارس دورها الحقيقي , او كم تتمنى ان تصبح انثى بالكامل وتمارس الدور الانثوي الحقيقي . ولذلك فهي تحسد الرجال , ووهي ايضا تحسد النساء الحقيقيات وخاصة المتزوجات من رجال حقيقيين . ومن الصعب ان ترجع القضية كلها و برمتها الى خلل في التكوين الفسيولوجي . فنقول ببساطة ان هناك رجلا غير كامل وبالتالي غير مؤهل لاداء دوره الذكري بالكامل وان هناك امرأة غير كاملة وبالتالي غير مؤهلة لاداء دورها الانثوي بالكامل . من الصعب ان نبسط الامور الى هذه الدرجة , وخاصة انه لا توجد دلائل على المستوى المعملي البحثي تثبت هذا الرأي , ولكنه مثبوت على المستوى الاكلينيكي . ولكن هناك عوامل بيئية وثقافية اخرى تشكل حدود الادوار وتشكل طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتحدد النظام الاسري وماالتفاعلات داخله , ويمكن القول بأن هناك مجتمعات ذكرية بمعنى انها تعلى الدور الذكري وتعطي الرجل المسؤلية الاولى وحق القيادة والقوامة والرعاية , وهناك مجتمعات انثوية وهي التي استطاعت فيها المرأة ان تثور وتصرخ على اولوية الدور الذكري واحقيته السلطوية و واستطاعت فيها المرأة ان تنازعه هذه المكانة بدعوى المساواة ان لم يكن التفوق عليه اذا كانت تملك من الوسائل والامكانيات والمواهب ما يجعلها تتفوق , حتى وان كان ذلك على حساب الشكل الاسري التقليدي التراثي . حتى وان دفعها ذلك الى التضحية بحياة الاسرة وتفضيل حياة الوحدة والحرية بدلا من ان تخضع لرجل . وفي النهاية لا يصح الا الصحيح , ولكن ماهو هذا الصحيح ؟ الصحيح هو مجرد افتراضات نظرية على الورق ومن وحي الخيال والتصور الشخصي البحت . ولكن الصحيح الواقعي العملي الحياتي هو ان كل علاقة بين زوجين هي علاقة خاصة جدا . كل علاقة لها ظروفها الخاصة وطبيعتها الخاصة التي تمليها الصفات الشخصية لكل من الزوجين , حيث اختلافات الشخصية , حيث اختلاف درجة الذكاء وحيث الموروثات البيئية الثقافية , كل انسان متفرد بذاته , وكل علاقة زوجية متفردة بذاتها , وكل زوجين يتوافقان معا حسب درجة الذكورة وبدرجة الانوثة في كل منهما . التكوين الذكري الكامل سيسمح للانثى ان تعرف حدود دورها وتؤديه برضا وتسعد بهذا الدور وتسعد برجولة زوجها المتكاملة والتكوين الانثوي الكامل السوي سيسمح للرجل بأن يؤدي دوره بالكامل ويسعد به , وبذلك يتحقق انسجام وتكامل وتوافق لايمكن ان يتحقق الا للاسوياء . ونعود الى صديقنا الرجل الذي يشكو من قوة زوجته وعنفها وتسلطها فنقول له : ( الشكوى بعد هذه السنوات الطويلة من الزواج تعني انك لا تستطيع الانفصال عنها . لقد استمرت حياتك لانك اردت الاستمرار , ولو كانت لك اعتراضات حقيقية لكنت قد انهيت العلاقة نذ البداية . بل لعل زوجتك بتسلطها وعنفها واستبدادها تلبي احتياجات نفسية معينة عندك , انت راض ولكنك تعترض و واعتراضك باللسان فقط , فاستمر لانك لا تستطيع ان تغير حياتك بل انت لا تريد ان تغير حياتك . وربما لو اتينا لك بزوجة مطيعة مسالمة خاضعة لما استطعت ان تؤدي معها الدور الذكري الكامل ولما استطعت ان تلغي دور الرجل الاول . فهكذا انت , وهكذا زوجتك , ولذلك استمرت الحياة بكما ) . ان طبيعة العلاقة الزوجية تتحدد منذ اليوم الاول , اي منذ البداية . وطبيعة بكل اشكالها هي طبيعة سوية , والشذوذ هو الاستثناء , في الصباح تشرق الشمس وفي المساء تغرب , ويظهر لنا القمر , ويتعاقب الليل والنهار , وتهطل الامطار , وتنمو الزهور , وتهب النسائم الرقيقة . اما العواصف والزلازل والبراكين فهي استثناءات شاذة . وفي كل لحظة يلتقي ذكر و انثى , ينجذبان , يتزوجان , وتسعد الانثى بأنوثتها , تعشق دورها , تنتشي وتتلذذ لأداء هذا الدور , هكذا بفطرتها السوية , وكذلك يزدهي الرجل ويتحمس ويقوى لاداء دوره الذكري . يظلهما سقف . ويغلق من دونهما باب , ويضجعان معا , فينجبان , ويسعدان بقدرتهما على ان يهبا الحياة حياة , ويعطف الرجل على زوجته , وتحنو على زوجها , وتسود بينهما المودة والرحمة . شئ اسمى من الحب , شئ يفوق الحب . اما الاستثناء , والاستثناء النادر جدا هو زوجة سليطة اللسان غليظة القلب جافة العقل , ورجل مكسور الجناح ضعيف الحيلة محدود في ارادته , وربما محدود في رجولته . ويستمران لانهما هكذا ينسجمان , ولكنه انسجام | |
|