رودي هوود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حياة الزوجين وتبادل المراكز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
masriaana
المدير العام
المدير العام
masriaana


عدد الرسائل : 1350
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 04/08/2007

حياة الزوجين وتبادل المراكز Empty
مُساهمةموضوع: حياة الزوجين وتبادل المراكز   حياة الزوجين وتبادل المراكز I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 09, 2007 10:27 pm

حياة الزوجين وتبادل المراكز


حياة الزوجين وتبادل المراكز 89

يشكو رجل من ان زوجته عنيفة , حادة , عصبية عنيدة , متسلطة .
وقد يكون اكثر تحديدا فيقول انها تريد ان تمارس دور الرجل في البيت.
ولا احد يعرف هل هو يشكو من قوة زوجته ام من ضعفه هو ؟ وهل ضعفه نتيجة لقوة زوجته ام ان قوة زوجته هي نتيجة لضعفه هو ؟
هل هو صراع بين قوتين ؟ واين تكمن هذه القوة ؟ هل هي قوة الشخصية ..؟ وهل هناك ما يسمى بقوة الشخصية ..؟ ام هو الفرق في القدرات الذكائية حيث تتفوق زوجته عليه بالذكاء ؟ .
الرجل يشكو يتألم لان المفروض شئ والواقع شئ آخر . والمفروض انه هو الذي يجب ان يقود ويحكم ويسيطر , وان كلمته يجب ان تطاع وان الزوجة يجب ان تكون خاضعة مطيعة مستسلمة.
وتضطرب الحياة الزوجية اضطرابا شديدا ولكنها تستمر , وتزداد الزوجة سيطرة وتسلطا ويزداد ضعفا ورضوخا .
وهذا نموذج اسري نراه في الحياة .
ربما ليس كثيرا ولكنه موجود . والصراع يبدا منذ اللحظة الاولى في العلاقة , وهو صراع طبيعي ويتم بشكل تلقائي , صراع بين شخصين وصراع بين عقلين يتمتع كل منهما بدرجة معينة من الذكاء , يبدأ الصراع في قمته حيث الخوف والقلق والتوقع والترقب والتحفز والتحسب , صراع بين قوتين عليهما ان تذوبا وتتحدا , وفي نفس الوقت يحب كل منهما ان يحتفظ بتفرده واستقلاليته وحريته واراداته .
والامور منذ البداية تسير بشكل طبيعي وتلقائي . اي لا يستطيع احدهما ان يخطط , فالانسان وهو يؤدي دوره الذكري او دوره الانثوي لا يكون مدركا انه يؤدي هذا الدور , كذلك طبيعة البيئة والمجتمع والثقافة السائدة تملي ايضا بعض جوانب اخرى لهذا الدور .
وفي كل المخلوقات هناك ذكر وانثى . والتكوين الشكلي الخارجي وكذلك التكوين الشكلي الداخلي لكل منهما يختلف عن الاخر , وايضا سلوكيا يختلف كل منهما عن الاخر , لذلك فان تعدى احدهما على الاخر يؤدي الى خلل في العلاقة . والتعدي بمعنى التعدي على الدور والانتقاص من دور الطرف الاخر , وهذا يزعج الرجل جدا على وجه الخصوص حيث يشعر ان المرأة القوية تنتقص من دوره الرجولي .
والحقيقة ان المسؤولية قد تقع على عاتق الرجل في البداية , فهو الذي يحدد للمرأة حدود دورها , فالمرأة اذا وجدت امامها مساحات مفتوحة بلا حدود فأنها توغل فيها , فهي لاتعرف حدودا تقف عندها وذلك لتقاعس الزوج عن تأدية دوره اما لعيوب في شخصيته واما لتواضع في ذكائه بالنسبة لزوجته التي تفوقه ذكاءا , واما لنقائض معينة يشعر بها تجعل المرأة اكثر تفوقا من الناحية الاجتماعية او الثقافية او التعليمية او الاقتصادية او كل هذه الاشياء مجتمعة .
اذن هو صراع بين قوتين - منذ البداية – ليحدد كل منهما الحدود .
والرجل يتحمل المسؤلية الاولى , اذ المرأة في البداية ترقب وتلاحظ وتختبر . كل ذلك بفطرتها , واي حق تنازل عنه الرجل تكسبه هي , واي مساحة يتركها الرجل تقفز اليها . اي يتنامى دور الزوجة على حساب تراجع الزوج . حتى تصل الى مرحلة الخلل الشديد , والرجل يشكو ويتألم فهي غير سعيدة بقوتها التي نشأت على حساب ضعف زوجها , وهي لا تحب لزوجها ان يكون ضعيفا ولا تحب لنفسها ان تكون قوية على حساب ضعف زوجها .
والحقيقة ان القضية ليست ضعفا و قوة وانما هي الادوار ومسؤليات وحدود ومساحات , والقوة بمعنى التعدي على حدود الدور الاخر , والضغف بمعنى الانسحاب من الحدود الطبيعية للدور والسماح للطرف الآخر بالتجاوز .
اذن الرجل غير سعيد بضعفه .
والمرأة غير سعيدة بقوتها .
وهذه الظروف غير صحية لتنشئة الاولاد والبنات حيث يحدث تشوش في اذهانهم لدور كل منهم في الحياة , ويكون الزوج نموذجا فاشلا للتوحد الذكري وتكون المرأة - اي الزوجة - ة غينموذجا فاشل للتوحد الانثوي .
وكما ان الرجل هو المسؤل الاول عن النموذج الاسري الفاشل فأن، المرأة ايضا قد تكون هي المسئولة الاولى في بعض الاحيان . ان هناك شخصية تتميز بالصلابة والعند وعدم المرونة وروح التحدي وحب السلطة والتسلط , وخاصة أزاء الرجل , هذا تكوين خاص , وربما هو تكوين اقرب للطبيعة الذكرية , وهذا امر يمكن تصوره من الناحية العلمية حيث يحدث خلل ما غير ممعروف حتى الآن فتولد فتاة بتكوين انثوي فسيولوجي هورموني كامل وتنمو كامرأة كاملة ولكنها تحمل في طياتها - نفسا وعقلا واحساسا – لتكوين رجل . فهي امرأة من الناحية الشكلية الفسيولوجية وهي رجل من الناحية النفسية العقلية . هذه المرأة تشعر بمرارة شديدة لهذا الانقسام الذي تعيشه , وهي في قرارتها تتمنى ان تصبح رجلا . ولكنها لا تستطيع . ومطلوب منها ان تؤدي دور الانثى , ولكنها تكره ذلك . ولذلك فهي تحقد على الرجل , ولكنها مظطرة ان تتزوج , وان تحيض كل شهر , وان تحمل – لابد من وجود رحم بداخلها – وان تصبح اما , وان ترضع الوليد او تكون مسئولة عن اطعامه .. وهكذا . اي انه مفروض عليها دور الانثى التقليدي . وهي تكره وترفض هذا الدور , وترنو بعينها الى دور الرجل . ولذلك تنازعه في دوره , تبغى , تتعدى , تزاحم ... وتكون مؤهلة فعلا من الناحية النفسية لان تؤدي دور الرجل وتقتحم كل مجالات الرجل , ويكون ذلك على حساب التقصير في اداء دورها الانثوي اذ لا يمكن لانسان ان يؤدي الدورين معا بكفاءة عالية . وهذه المرأة اذا تزوجت رجلا حقيقيا ينشأ صراع حاد ومرير منذ اللحظة الاولى للزواج . وغالبا هذا الزواج ينتهي الى طلاق . فالرجل الحقيقي لا يستطيع ان يتراجع عن اداء دوره , ولا يسمح لزوجته ان تتعدى حدود دورها الانثوي و بل لا ترضى ان تقصر في اداء هذا الدور . لذلك يحدث الانفجار ثم الطلاق ..
هذه المرأة لكي تستمر حياتها كزوجة فأنها تحتاج الى رجل متواضع في قدراته , رجل يقبل منذ اللحظة الاولى ان يتراجع عن اداء دوره بالكامل بل هو لا يستطيع اداء هذا الدور , لذلك فهو يحتاج الى امرأة قوية , او امرأة اكثر منه ذكائا او قيمة , ويلعب هو دور التابع ويتنازل برضى عن دور الرجل الاول . تحت هذه الظروف يستمر هذا الزواج , لكن رغم ذلك يظل الزوج غير سعيد , وغي راض , ودائم الشكوى , ولكنه لا يستطيع ان يفعل شيئا , وتستمر الحياة , وكذلك تكون هذه المرأة غير راضية , انها منقسمة على نفسها , فهي ليست امرأة بالكامل , وليست رجلا بالكامل , وكم تتمنى ان تصبح رجلا لتمارس دورها الحقيقي , او كم تتمنى ان تصبح انثى بالكامل وتمارس الدور الانثوي الحقيقي . ولذلك فهي تحسد الرجال , ووهي ايضا تحسد النساء الحقيقيات وخاصة المتزوجات من رجال حقيقيين .
ومن الصعب ان ترجع القضية كلها و برمتها الى خلل في التكوين الفسيولوجي . فنقول ببساطة ان هناك رجلا غير كامل وبالتالي غير مؤهل لاداء دوره الذكري بالكامل وان هناك امرأة غير كاملة وبالتالي غير مؤهلة لاداء دورها الانثوي بالكامل . من الصعب ان نبسط الامور الى هذه الدرجة , وخاصة انه لا توجد دلائل على المستوى المعملي البحثي تثبت هذا الرأي , ولكنه مثبوت على المستوى الاكلينيكي .
ولكن هناك عوامل بيئية وثقافية اخرى تشكل حدود الادوار وتشكل طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتحدد النظام الاسري وماالتفاعلات داخله , ويمكن القول بأن هناك مجتمعات ذكرية بمعنى انها تعلى الدور الذكري وتعطي الرجل المسؤلية الاولى وحق القيادة والقوامة والرعاية , وهناك مجتمعات انثوية وهي التي استطاعت فيها المرأة ان تثور وتصرخ على اولوية الدور الذكري واحقيته السلطوية و واستطاعت فيها المرأة ان تنازعه هذه المكانة بدعوى المساواة ان لم يكن التفوق عليه اذا كانت تملك من الوسائل والامكانيات والمواهب ما يجعلها تتفوق , حتى وان كان ذلك على حساب الشكل الاسري التقليدي التراثي . حتى وان دفعها ذلك الى التضحية بحياة الاسرة وتفضيل حياة الوحدة والحرية بدلا من ان تخضع لرجل .
وفي النهاية لا يصح الا الصحيح , ولكن ماهو هذا الصحيح ؟
الصحيح هو مجرد افتراضات نظرية على الورق ومن وحي الخيال والتصور الشخصي البحت .
ولكن الصحيح الواقعي العملي الحياتي هو ان كل علاقة بين زوجين هي علاقة خاصة جدا . كل علاقة لها ظروفها الخاصة وطبيعتها الخاصة التي تمليها الصفات الشخصية لكل من الزوجين , حيث اختلافات الشخصية , حيث اختلاف درجة الذكاء وحيث الموروثات البيئية الثقافية , كل انسان متفرد بذاته , وكل علاقة زوجية متفردة بذاتها , وكل زوجين يتوافقان معا حسب درجة الذكورة وبدرجة الانوثة في كل منهما . التكوين الذكري الكامل سيسمح للانثى ان تعرف حدود دورها وتؤديه برضا وتسعد بهذا الدور وتسعد برجولة زوجها المتكاملة والتكوين الانثوي الكامل السوي سيسمح للرجل بأن يؤدي دوره بالكامل ويسعد به , وبذلك يتحقق انسجام وتكامل وتوافق لايمكن ان يتحقق الا للاسوياء .
ونعود الى صديقنا الرجل الذي يشكو من قوة زوجته وعنفها وتسلطها فنقول له :
( الشكوى بعد هذه السنوات الطويلة من الزواج تعني انك لا تستطيع الانفصال عنها . لقد استمرت حياتك لانك اردت الاستمرار , ولو كانت لك اعتراضات حقيقية لكنت قد انهيت العلاقة نذ البداية . بل لعل زوجتك بتسلطها وعنفها واستبدادها تلبي احتياجات نفسية معينة عندك , انت راض ولكنك تعترض و واعتراضك باللسان فقط , فاستمر لانك لا تستطيع ان تغير حياتك بل انت لا تريد ان تغير حياتك . وربما لو اتينا لك بزوجة مطيعة مسالمة خاضعة لما استطعت ان تؤدي معها الدور الذكري الكامل ولما استطعت ان تلغي دور الرجل الاول . فهكذا انت , وهكذا زوجتك , ولذلك استمرت الحياة بكما ) .
ان طبيعة العلاقة الزوجية تتحدد منذ اليوم الاول , اي منذ البداية . وطبيعة بكل اشكالها هي طبيعة سوية , والشذوذ هو الاستثناء , في الصباح تشرق الشمس وفي المساء تغرب , ويظهر لنا القمر , ويتعاقب الليل والنهار , وتهطل الامطار , وتنمو الزهور , وتهب النسائم الرقيقة . اما العواصف والزلازل والبراكين فهي استثناءات شاذة . وفي كل لحظة يلتقي ذكر و انثى , ينجذبان , يتزوجان , وتسعد الانثى بأنوثتها , تعشق دورها , تنتشي وتتلذذ لأداء هذا الدور , هكذا بفطرتها السوية , وكذلك يزدهي الرجل ويتحمس ويقوى لاداء دوره الذكري . يظلهما سقف . ويغلق من دونهما باب , ويضجعان معا , فينجبان , ويسعدان بقدرتهما على ان يهبا الحياة حياة , ويعطف الرجل على زوجته , وتحنو على زوجها , وتسود بينهما المودة والرحمة . شئ اسمى من الحب , شئ يفوق الحب .
اما الاستثناء , والاستثناء النادر جدا هو زوجة سليطة اللسان غليظة القلب جافة العقل , ورجل مكسور الجناح ضعيف الحيلة محدود في ارادته , وربما محدود في رجولته . ويستمران لانهما هكذا ينسجمان , ولكنه انسجام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://roodyhood.ahlamontada.com/
 
حياة الزوجين وتبادل المراكز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة حشره
» عن حياة فيفى عبده
» قصه حياة الأسطورة زين الدين زيدان
» حياة الإمبراطور الجديدة 2 مدبلج (124.ب)
» كيف تكون حياة المعجبات بالوردي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رودي هوود :: الاسرة والطفل-
انتقل الى: