masriaana المدير العام
عدد الرسائل : 1350 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 04/08/2007
| موضوع: خان الخليل وعبق التاريخ الأربعاء أغسطس 29, 2007 7:42 pm | |
| خان الخليلي .. عاشق ومعشوق السلام عليكم "مصر عاشق ومعشوق" كلمة في دور غنائي قديم، تذكرتها وأنا على باب "خان الخليلي".
ليس فقط لشغل الأرابيسك، ولا لأنه أعرق أماكن القاهرة التاريخية، وأهم الأسواق الشعبية والسياحية في مصر، ولكن لهذا التناغم الغريب بين مسجد الحسين وقبة الأزهر، وهذه الملامح المنحوتة بينهما على وجه الخان بأزميل الزمن.
هذا ما تواتر في نفسي مع أول خطوة.. وبعد عدة خطوات وجدت ما هو أعمق.. تاريخ خالد يعود تاريخ خان الخليلي إلى القرن الثامن الهجري، حيث تعني كلمة خان "فندق" وكلمة الخليلي تشير إلى من قام ببناء هذا المكان، وهو الأمير المملوك "شركس الخليلي" الذي ينسب إلى منطقة الخليل في فلسطين، حيث قام ببناء الخان عام 1382 ميلادية ليستضيف فيه زملاؤه من التجار، فعرفت المنطقة منذ ذلك التاريخ باسم خان الخليلي.
بعدها بسنوات قليلة وتحديدا عام 1388 وفي عهد السلطان برقوق، تحول الخان إلى مركز تجاري، كان يعتبر من أكبر المراكز في منطقة الشرق، فقد كان عبارة عن حي صغير به سلالم وبعض البيوت.
يحد الخان من الشرق مسجد الحسين ومن الجنوب حي الموسكي، ومازال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن، ليظل طوال عمره الممتد على مدار 625 سنة، مقصدا مهما للسياحة في مصر، حيث يشتمل على الحرف التقليدية والتراثية، ومئات العمال والحرفيين الذين يمتهنون الحرف والصناعات اليدوية، مثل السجاد والسبح والكريستال والمشغولات الفضية والنحاسية وصناعة البردي وصناعة الحلي الذهبية والفضية والتمائم الفرعونية. أصحاب الحرف في ممرات هذا الخان العتيق، يختلط أصحاب البازارات مع السائحين الأجانب والعرب.. اللهجات تتعدد والجنسيات لا حصر لها..
هذا العمر المديد للخان انعكس على وجه عم (سعيد)، وهو أحد مؤسسي الصناعات النحاسية به، أتقن حرفته وأثبت فيها ذاته وأفنى بها 50 سنة من عمره، يقول: "أنا في هذه المهنة صانع وتاجر وبائع، أصنع تحف من نحاس مطلي بالفضة، بالطبع هذه التحف لها زبائنها وأكثرهم من العرب والأجانب أيضا، لكنهم الآن يفضلون شراء الأطباق النحاسية المفضضة لقلة المصنعية التي بها".
يضيف: "الصناعات الصينية أوقفت حال ورش شغلها يعتمد على المصنوعات النحاسية، فالمواطن الصيني يأتي إلى هنا ويشتري بعض من المنتجات ويعرف خامتها، وعندما يرجع لبلده يصنعها من الحديد ويطليها بماء النحاس ليتم تصديرها إلينا.. فالناس تقبل على المنتجات الرخيصة، وهذا يعود إلى سوء الأحوال الاقتصادية".
لفت نظري ذلك الشاب الذي لم يتخط عمره 20 عاما، يتحدث مع السائحين بطلاقة اقتربت منه فقال: "أعمل بأحد البازارات وتعلمت هذه اللغات بسبب اختلاطي بالأجانب منذ الصغر.. فأنا أحاول إقناعهم بشراء التماثيل والتمائم التي بها خرز أزرق وورق البردي والإكسسوارات والمنقوش عليها بنقوش فرعونية". المقهى العتيق على بعد خطوات كنت أمام "مقهى الفيشاوي" أكثر ما يميز الخان، والذي تأسس منذ حوالي 240 سنة من قبل عائلة الفيشاوي، وهذا المقهى لها مكانة خاصة بين سائر المقاهي القاهرية، فقد شهدت أروقتها حوارات ونقاشات دارت بين أدباء وساسة وفنانين، أمثال نجيب محفوظ، وأحمد لطفي السيد، ومحمد حسين هيكل، وأحمد رامي، وتوفيق الحكيم وغيرهم من الذين سطروا الحياة الثقافية والفكرية في مصر، لذا تحرص إدارة المقهى على تعليق صور هؤلاء الرواد في أرجاء المقهى كنوع من الفخر أنهم كانوا من روادها. لكل سائح منتج في الخان تتعدد أفواج السائحين، ففي هذا المكان أرى السائحين اليابانيين أو الصينيين، وعلى الناحية الأخرى أستمع لكلمات فرنسية.. سامي مصطفى،25 سنة، عامل بإحدى البازارات، أخبرني: "لكل سائح من دولة معينة أشياء بعينها يحب أن يشتريها بل وأصبح معروفا بها، فالهولنديون يقبلون على "المجات" أما الانجليز فيقبلون على الأطباق الفرعونية المصنوعة من البورسلين، والعرب فمن المعروف أنهم يأخذون المباخر والفواحات، بينما الملابس والإكسسوارات فهي أكثر ما يشتريه الألمان، أما الصينيون فيحبون كل ما خف وزنه مثل ورق البردي". ثقافة الفِصال قد نظن أن "ثقافة الفِصال" تقتصر علينا كمصريين أو كعرب، ولكنه يبدو أنه لغة مشتركة بين الشعوب.. مصطفى عوض، عامل بإحدى البازارات، يقول: "الفصال شيء أساسي حتى من الأجانب أيضا، بالنسبة للمصريين الأسعار طبعا تكون مختلفة، أما بالنسبة للأجانب فتختلف من جنسية لأخرى، منهم من أراعيه مثل السودانيين، أما السائح الأمريكي فهو ذكي وله نظرة مختلفة للمنتجات، بينما الصينيين يختاروا الأسعار المناسبة لهم".
| |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 3514 تاريخ التسجيل : 03/08/2007
| موضوع: رد: خان الخليل وعبق التاريخ الثلاثاء أبريل 08, 2008 6:56 am | |
| | |
|