وأكد النجار أن الحجر الأسود عبارة عن عدة قطع صغيرة مغروسة داخل مادة صمغية، مشيرًا إلى أن الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية أرسلت ضابطًا بريطانيًّا لاستطلاع هذا الحجر، وتأثر هذا الضابط بالمعاملة الطيبة للحجاج الذين أخذوه إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم اتجه إلى مكة لأنه مكلَّف بمهمة استطلاع الحجر الأسود؛ فيقول إنه لم يرَ منظرًا في حياته هزَّه من الأعماق إلا منظر الكعبة من على مشارف مكة.
وتحدث د. زغلول النجار عن مكة المكرمة، مؤكدًا أنها أشرف بقاع الأرض على الإطلاق؛ لأن الله كما فضَّل بعض النبيين على بعض وفضَّل بعض الرسل على بعض؛ فضل الأرض على بعض؛ فمكة ثم المدينة المنورة، ويليهما بيت المقدس.
مشيرًا إلى أن الله تعالى يريد أن يعطي لكل مسلم أجرًا كبيرًا، وأن يوجد في أشرف بقاع الأرض، وفي أشرف أيام السنة؛ ليتضاعف له الثواب ولو مرةً في حياته، وبالتالي إذا فهم المسلم قيمة هذا المكان وقيمة هذا الزمان واجتهد في العبادة في أشرف بقاع وأزمنة الأرض؛ يعود بحصيلة لم ينَلها في عمره كله.
وتطرَّق العالم الكبير إلى بعض آيات الله في الحج؛ فأوضح أن مواقيت الحج تذكِّر الإنسان بنهاية الأجل، كما أن الطواف يمثل انتظام حركة الأرض مع حركة كل أجرام السماء في اتجاه واحد.
وقال النجار: هناك مشاهد حسية كثيرة تؤكد كرامة هذا المكان؛ فهذه المرأة- السيدة هاجر- لديها ثقة في الله ويقين لا يتعطل ولا يتوقف، فيذكِّرنا ذلك بضرورة الثقة في الله.. نحن نخاف من أمريكا والصهاينة ونعمل حسابًا لبريطانيا وفرنسا، لكن معاني "لا إله إلا الله" تؤكد أنه لا سلطان في الوجود لغير الله؛ فالسعي بين الصفا والمروة تجسيد لهذا المعنى.
وبعيون باكية أشار د. زغلول إلى أن الله تعالى يباهي الملائكة بالحجيج؛ فيقول جاءوني شعثًا غبرًا، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، وينطق الحق في هذا اليوم ويقول أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.
|
جانب من الحضور |