تميزت حفلات رأس السنة في عمان هذا العام بالحضور الكثيف لنجوم الغناء العراقي بعد ان اصبحت اقامة مثل هذه الحفلات في بلادهم التي دمرتها الحرب شبه مستحيلة رغم التحسن الامني الطفيف الذي طرأ على هذا البلد مؤخرا.
وقد تكون هذه المرة الاولى التي تشهد فيها العاصمة الاردنية تدفق مثل هذا العدد الكبير من نجوم الغناء العراقي بينهم كاظم الساهر وحاتم العراقي وقاسم السلطان وهيثم يوسف ورضا العبد الله وعلاء سعد ونابليون رحمة رياض احمد الى جانب مطربين عرب مثل وليد توفيق وامل حجازي وتامر حسني ورامي عياش والاردني عملا العبدالات.
ووضعت لوحات اعلانية ضخمة امام الفنادق الكبيرة في عمان للاعلان عن اقامة هذه الحفلات التي تلقى اقبالا شديدا من ابناء الجالية العراقية التي يفوق تعدادها نصف مليون شخص رغم ارتفاع اسعارها التي بلغت 350 دولارا للشخص الواحد لحفلة الساهر.
وقال طارق احمد (20 عاما) وهو طالب جامعي عراقي يدرس في عمان "لم يعد بألامكان اقامة مثل هذه الحفلات في بغداد كما كان عليه الحال في السابق".
واضاف "قبل 2003 كنا نحتار اين نذهب وماذا نلبس ومع من نسهر في بغداد في مثل هذه المناسبات. فالناس كانوا في غاية السعادة منشرحين فرحين ويغنون".
ويتابع هذا الطالب الذي يقيم في عمان منذ عامين مع والديه واثنين من اخواته "اما اليوم فلم يعد بأمكان البغداديون التجرؤ على مغادرة منازلهم. انهم خائفون واقامة مثل هذه الحفلات اشبه بالمستحيل بل اصبح شيئا من الكماليات".
وبسبب المخاوف الامنية لم تعد اقامة حفلات رأس السنة وقداس اعياد الميلاد منتصف الليل سوى ذكرى بالنسبة للعراقيين منذ الغزو الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003.
ويقول سامر سعيد (39 عاما) الذي غادر بغداد مع زوجته وطفلته قبل اشهر قليلة ان "الحياة بالغة القسوة في العراق وعلى الرغم من التحسن الامني الملحوظ لا زال كثيرون يحلمون بالرحيل".
ويضيف "نفتقد للحياة الليلية التي اعتدنا عليها". واضاف انه احضر عائلته لاحدى هذه الحفلات "لكي نشعر ولو للحظات بأجواء بغداد ايام زمان".
وتابع "احلى مكان يمكن ان يشعر به المرء بأجواء العراق هو المكان الذي يغني فيه مطربون عراقيون (...) لذلك انا سعيد لانني ساقوم برحلة خاطفة الى بلدي العراق عبر الغناء".
وادى الغزو الاميركي للعراق عام 2003 وتردي الاوضاع الامنية وفرض لحظر التجوال وما تبعه من انحسار في الحركة الفنية من اغلاق للمسارح ودور السينما الى القضاء على الحياة الليلية في بغداد ومغادرة معظم المطربين الذين يعملون حاليا في الاردن وسوريا والامارات العربية المتحدة.
ولم يستثني العنف في العراق الفنانين الذين قتل عدد منهم ما دفع بالعديد من المطربين والمخرجين والممثلين الى الهجرة وتقديم عروضهم خارج البلاد خشية تعرضهم الى مخاطر محتملة.
وكان داود القيسي نقيب الفنانين العراقيين اول شخصية فنية تقتل في بغداد بعد سقوط بغداد عندما هاجمه مسلحون مجهولون في منزله في السابع عشر من ايار/مايو من عام 2003 وامطروه بوابل من الرصاص فأردوه قتيلا في الحال.
وتقول ليلى التي فرت من بغداد مع عائلتها مباشرة بعد احداث سامراء ان "الجميع منهمكون في الاقتتال في العراق ونسوا ان في الحياة اوقات للفرح والمرح والسرور".
وتضيف هذه السيدة التي اكتفت بذكر اسمها الاول بحسرة "آمل ان تنقلب الامور بين ليلة وضحاها ويعي هؤلاء ان في الحرب لا غالب فيها ولا مغلوب وان الكل خاسر وان الحال اذا استمر على ما هو عليه فلا مستقبل لهم في هذه البلاد".
واعربت ليلى التي كانت ترتدي فستانا اسود وتلبس قلادة عليها علم العراق "آمل ان احتفل برأس السنة القادم في بغداد حيث ولدت وترعرعت ودرست وقضيت اجمل ايام حياتي بين اهلي وناسي واحبابي".
واضافت "قد اكون احلم لكن حتى الاحلام يمكن ان تتحقق في بعض الاحيان".
وقالت الامم المتحدة ان الصراعات المذهبية بين الشيعة والسنة خصوصا منذ الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط/فبراير 2006 الى فرار نحو مليوني عراقي خارج بلادهم يقيم القسم الاكبر منهم في سوريا (1,4 ملايين) والاردن (750 الفا).
موضوع: حضور عراقي كثيف في حفلات رأس السنة في عمان 
السبت يناير 05, 2008 7:33 am
