جيل الشباب..هل يتفق مع جيل الشيوخ

جيل الشباب..هل يتفق مع جيل الشيوخ

يعشق جيل الشباب كل جديد,وينجذب الى كل ما هو حديث,بينما يتمسك جيل الشيوخ بكل قديم ومألوف,وينظر الى العادات والتقاليد التي تعود عليها على أنها ثوابت غير قابلة للتغيير,ويرفض الانسياق وراء كل حديث وجديد..
هذا هو الغالب,وإلا فيوجد من الشباب من يحمل أفكاراً قديمة,ويوجد من الشيوخ من يحمل أفكاراً جديدة وحديثة.
ونتيجة لهذا التباين الموجود في النظرة الى الأشياء والأفكار ينشأ الخلاف بينهما,وربما الصراع والنزاع,مما قد يؤدي الى تمرد جيل الشباب على كل أو بعض العادات والتقاليد التي يقدسها جيل الشيوخ.
وإننا إذ ندخل الى الألفية الثالثة فإن الكثير من المتغيرات العالمية,والتحولات الكبرى,والتطورات السريعة ,أخذت تؤثر في حياة الناس,وتغير الكثير من العادات والتقاليد,ومن الآداب والأخلاق,فإذا كنا في الماضي نشهد حالة من الاستقرار النسبي في منظومة الآداب والعادات والتقاليد والأخلاق,فإننا اليوم نشهد تحولات سريعة في هذا الميدان,حيث تتزلزل المباني الأخلاقية وتنهار – في بعض الأحيان – لتحل محلها مباني أخلاقية جديدة,وذلك بفعل تكنولوجيا الإعلام والاتصال,والاطلاع على ثقافات الشعوب والأمم الأخرى,والانبهار بالحضارة المادية للغرب,مما أدى الى ظهور عادات جديدة,وأنماط سلوكية جديدة,وتقاليد جديدة,وأخلاقيات جديدة!
ونتيجة لكل ذلك,فإن المسافة بين جيل الشباب وجيل الشيوخ تزداد بعداً,خاصة وأننا نعيش عصر القرية الكونية الصغيرة,مما أدى الى انفتاح الشعوب بعضها على البعض الآخر,وتعرف كل شعب وكل أمة على مالدى الآخر من أفكار وثقافات وقيم وفضائل ورذائل.
ولأن الشباب يميلون بشكل طبيعي الى الانفتاح,والبحث عن كل جديد,والرغبة في تجربة كل حديث,وكراهية كل قديم,وكل مألوف,وكسر الروتين والجمود..فإن الشباب أكثر تأثراً وانجذاباً الى الأفكار الحديثة,والعادات الجديدة,بغض النظر عما إذا كانت خيراً أو شراً,إيجابياً أو سلباً,مفيدة أو مضرة!
ومن ثم,فإن المسؤولية الدينية والأخلاقية تلزمنا جميعاً بترشيد توجيهات الشباب,وتنمية الوعي لديهم,وتعديل الميول عندهم,ويجب حث الشباب على أخذ كل جديد مفيد,ورفض كل حديث مضر.وتوجيه الشباب نحوالاستفادة من منجزات العصر العلمية والتقينة والمدنية,ورفض الرذائل الأخلاقية المصدرة الينا من الغرب أو الشرق.
كما أن من الضروري للآباء تفهم متطلبات الجيل الجديد,ومحاولة فهم ما يفكر فيه الشباب والفتيات,والاقتراب منهم أكثر,والتعامل معهم كأصدقاء فذلك هو الطريق الأقصر لمعرفة مايدور في عقولهم من أفكار ,وفي قلوبهم من عواطف,كي يتمكن الآباء (جيل الشيوخ) من توجيه الأولاد نحو الخير والصلاح والفضيلة والإيمان,ومعالجة المشاكل التي تنشأ لديهم نتيجة التغيرات الكبيرة,والغزو الثقافي والفكري الذي يشنه الإعلام ضد عقولنا وأفكارنا وثقافاتنا.

Admin عدد الرسائل : 3514 تاريخ التسجيل : 03/08/2007

» ينبوع الشباب
» الاخ فهد شوف الشباب الروش طحن
» رياضة الشباب بين الفوائد والاهداف
» لماذا هذا الجفاف الثقافى عند الشباب
» لماذا يجنح الشباب في سلوكهم