وأما شرط الكمال فهو التقوى يعني ينبغي أن يكون الإمام متقيا عن الحرام والشبهات ويكون ورعا صالحا ليأمن الخلائق على أنفسهم وأموالهم وتميل قلوب الخلائق إليه ولا تنفر عنه لما روى عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا فالتقوى شرط الكمال عندنا
وعند الشافعي رحمه الله هو شرط وكذا كون الإمام معصوما -
الجواز والانعقاد وكذا عند الخوارج والمعتزلة فإن عند الشافعي رحمه الله الفاسق ليس بأهل للشهادة والقضاء فأولى ألا يكون أهلا للخلافة وعند المعتزلة الفاسق ليس بمؤمن لأنه يخرج بالفسق عن الإيمان وعند الخوارج يكفر بالفسق فلا يكون أهلا للخلافة وذكر في فتاوى المنية العدالة في الإمامة والإمارة والقضاء شرط الأولوية لا شرط الصحة وأما عند أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله كون الإمام من بني هاشم ليس بشرط وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وقال بعض أهل الروافض هو شرط
وأما كونه أفضل أهل زمانه فعند الشيخ أبي منصور الماتريدي ليس بشرط وهو مذهب الحسين بن الفضل البجلي رحمه الله وقال أكثر الروافض لا تنعقد إمامة المفضول مع قيام الفاضل ووافقهم على ذلك بعض أهل السنة وإليه مال الأشعري والصحيح ما أشار إليه الشيخ أبو منصور رحمه الله
أي محفوظا من العصيان - ليس بشرط عندنا خلافا للباطنية
وأما انعقاد الخلافة فبأربعة أشياء إما بتنصيص الله تعالى كما في قوله تعالى ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) ( البقرة 247 ) أو بتنصيص رسوله عليه السلام كما جاء في بعض الروايات في حق سليمان بتنصيص داود عليه السلام وكما جاء في بعض الروايات في حق أبي بكر الصديق رحمه الله
وأما سبب انعقاد خلافة سليمان بن داود عليه السلام - فما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال نزل كتاب من السماء إلى داود عليه السلام مختوم