لاحظ جحا أنه كلما جاء إلى حقله إكتشف اختفاء بعض الثمار والحبوب والمزروعات
فراح يفكر من يكون هذا اللص؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واضطر جحا أن ينام في حقله لكي يقبض على اللص فمضى الليل وذهب النهار
دون أن يرى جحا أحدا،
فتعجب لهذا الأمر لأن اللص لم يأتي في هذا اليوم.
وفي يوم رأى جحا جاره البخيل يمتطي حماره، وقد لاحظ أن الحمار يبدو قويا،
وفي صحة وعافيه، لا تدل على بخل صاحبه المعروف عنه.
فقال جحا لجاره: أتبيعني هذا الحمار؟؟؟؟؟
فقال البخيل: كيف أبيعك ياجحا حمارا، لايكلفني شيئا؟؟؟
فإنه يأكل القليل ويعطيني الكثير.
ضحك جحا وقال : تبدو على حمارك سيمات الذعه والهدوء والنجابه.
فقال البخيل في سرور: لاتستطيع الكلمات أن تغير عنه ياجحا، فهذا الحمار أذكى حمار.
فقال جحا: إذا فهاذا إعتراف منك بذكائه وجده.
ولكيلا تفقده ضع طوقا جميلا حول عنقه، واجعل بالطوق جرسا.
ليكون حلية قيمتة له، وتقديرا منك له.
قال البخيل: ياجحا من آتي بثمن الطوق والجرس؟؟؟؟؟؟؟
إن حماري غاية في التواضع.
فقال جحا: إنني أقدر ذكاء حمارك، فدع أمر هذا الطوق لي،فسيكون هدية مني له.
سر البخيل وقال: شكرا لك ياجحا على هديتك لحماري مقدما.
فذهب جحا واشترى طوقا به جرس لجمار البخيل وقدمه له كهديه.
علق البخيل الطوق في رقبة الحمار وهو في قمة السرور.
وامتلأالحمار زهوا وخيلاء؛ لهذا الشرف العظيم اللذي منحه جحا له.
فكان يتبختر في مشيته حين يسمع رنين الجرس.
كان الحمار قبل أن يلبس الطوق، ينتهز غفلة العيون، ويتسلل في جنح ظلام الليل إلى
الحدائف والحقول المجاوره؛ ليسد جوعه؛ حتى تمتلئ معدته.
ثم يعود إلى بيت البخيل، بع أن يأكل ما يشتهي من الطعام دون أن ينتبه له أحد؛
وبذالك كان دائم الشبع، ممتلئ الجسم.
وفي يوم أراد الحمار أن يزاول عادته، فذهب إلى حقل جحا المجاور له؛ بحثا عن الطعام.
لكن الجرس فضح أمره؛ فاستسقظ جحا على صوت الجرس.
أسرع جحا إلى داخل الحقل ، وفي يده عصاهوأوسع الحمار ضربا {يستاااااااااهل}
عندئذ خرج الحمار من الحقل مسرعا.
ذهب الحمار إلى حديقة أخرى مجاوره، فرأى طعاما يسل اللعب، لكن سرعان ما فضحه
صوت الجرس فأسرع أصحاب الحديقة، فلاذ بالفرار بعد أن ناله الضرب المرح.
وبد أيام رأى جحا صاحبه البخيل، ومعه حماره الذي صار من الجوع والحرمان نحيلا هزيلا.
فقال البخيل: أترى يا جحا نتيجة فعلتك؟؟؟؟
أهذا هو حمار البخيل؟؟؟؟؟؟؟؟
ياسبحان الله.