حل شفرة سرطان الرئة يفتح الطريق لعلاجات متطورة

أعلن فريق من الباحثين بجامعة فلادلفيا أنهم تعرفوا علي شفرة الملف الجيني الخاص بسرطان الرئة‏,‏ والذي يمكن أن يمنح الأطباء دلائل قوية عن فرص كل مريض للخروج حيا من الإصابة بالمرض‏,‏ فعندما يشير الملف الوراثي إلي وجود توقعات جيدة بعد العلاج‏,‏ فإن فرص الشفاء والبقاء لمدة‏4‏ سنوات بعد العلاج ترتفع إلي أكثر من‏85%‏ بالنسبة لمرضي سرطان الرئة الذين يتم اكتشاف حالاتهم مبكرا‏,‏ مقارنة بمن يكون لديهم ملف وراثي عالي الخطورة‏,‏ الذين تقل أمامهم فرص البقاء لمدة‏4‏ سنوات بعد العملية إلي‏40%‏ فقط‏.‏

ويقول الدكتور روي هيربست أستاذ علاج السرطان بكلية الطب بجامعة تكساس إن الاتجاه يسير الآن بخطي ثابتة نحو تفصيل علاج سرطان الرئة بما يتناسب مع حالة كل مريض‏,‏ علي غرار ما يتم بالنسبة لمرضي سرطان الدم وسرطان الثدي‏,‏ وأضاف أن الباحثين أوضحوا إمكانية وجود فروق محددة في حالات سرطان الرئة مما سيسمح للأطباء بتوليف أنظمة علاجية خاصة لكل مريض‏,‏ كذلك ذكر الدكتور هربست أن عمل العلماء حاليا قد يؤدي إلي تطوير علاجات تتعامل مباشرة مع جينات معينة لدي المريض‏,‏ وقد أمكن التعرف علي الشفرة الوراثية بعد استخدام العلماء لتقنية التصنيف الجيني في عزل أكثر من‏600‏ جين أبدت تأثيرا علي بقاء الإنسان أو استمرار حياته‏,‏ ثم تمكن العلماء من اختصار هذا العدد إلي‏16‏ جينا فقط‏.‏

وأكدت نتائج الأبحاث التالية أن هناك‏5‏ جينات ترتبط بدرجة كبيرة بما ستكون عليه حالة المريض عقب إجراء الجراحة‏.‏ ثم قام الباحثون بمقارنة نتائج علاج‏125‏ مريضا ممن لديهم خلايا سرطانية غير صغيرة بالرئة مع أخذ شفرة الخطورة في الحسبان‏,‏ وأوضحت نتائج المقارنة أن كل من الشفرة الجينية المرتبطة بعوامل الخطورة ومرحلة السرطان عندما يتم التشخيص كانا من العوامل الحرجة بالنسبة لاحتمالات البقاء بعد العلاج‏,‏ حيث وحد أن الجينات الخمسة المتضمنة في الشفرة الخاصة بالخلايا السرطانية غير الصغيرة هي ستات‏1,‏ إم إم دي‏,‏ داسب‏6,‏ إيرب‏3,‏ إل سي كيه‏,‏ فيتسبب الجين الأول في حالة الموت المبرمج للخلايا في العديد من أنواع السرطان‏.‏ ويظهر تعبير الجين الثاني في الخلايا الملتهمة غير الناضجة‏,‏ أو الخلايا التي تحفز انتشار الورم‏,‏ ومع ذلك فلا تزال الوظيفة المحددة لهذا البروتين غير معروفة‏.‏ ويعمل الجين الثالث علي تثبيط نشاط الورم وموت خلاياه‏.‏ ويعد الجين الرابع أحد أفراد عائلة تايروزين لمستقبلات عوامل النمو تحت الجلد‏.‏ أما الجين الخامس‏,‏ فهو من عائلة بروتين تايروزين كانيزيس التي تلعب دورا أساسيا في الموت المبرمج لخلايا الورم‏.‏

وقد اكتشف العلماء أن خلايا السرطان لا تمر بدورة حياة وموت منتظمة‏,‏ بشكل ما لتفادي الموت المبرمج‏.‏ وقال الدكتور روي هيربست إن أبحاث علاج السرطان تمر الآن بفترة مثيرة‏,‏ حيث من المعروف أن سرطان الرئة هو أخطر أنواع السرطانات وأكثرها ارتفاعا في نسبة الوفاة في العالم‏.‏ وهناك جهود مكثفة لتحسين السيطرة علي سرطان الرئة تتضمن استخدام أحد أساليب البيولوجيا الجزيئية لتمييز الأورام وتوفير تنبؤات دقيقة لنتائج ما بعد العلاج بالوسائل المستحدثة‏